رواية "بطن الحوت"، كان يا ما كان في قديم الزمان خرافة في عمق المحيط تدعى "بطن الحوت" يتسع لـ 1000 شخص، نصفهم نساء والنصف الآخر رجال، وكل الموجودين في بطن الحوت يجب أن يكونوا متنكرين، وأن يكونوا متزوجين، بـشرط أن يكونوا مرتدين ثيابا جديدة لم يسبق للزوج أو ال
أنت هنا
قراءة كتاب بـطـن الحوت
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
ومرت شهور وسنون وغزاة بطن الحوت فرحين مرحين، فهناك لن يولد أطفال يدخلون مدارس، ولن يعمل الكبار ليتمكنوا من الزواج، ولن يشيخ أحد ليموت، هناك الحياة عبارة عن حفل دائم لا يتوقف. حدث ذات مرة أن أحد الرجال عرف زوجته، كان يكن لها قدراً كبيراً من الحب، وبوحي من حبه تعرف عليها من رائحة ميزت جسدها فهو يصف تلك الرائحة بالعنبر، لم يـشر الزوج المسكين إلى ذلك خوفا منه على حياتها، فهي سوف ترمى في البحر لعدم حرصها وفشلها في التنكر، فكبت شوقه واكتفى بمشاهدتها تسرح وتمرح.
مرت سنينٌ وسنين ولم يشعر أحد منهم بالتعب أو المرض فهم تواقون للحرية والحب، ولم يرمى منهم أحد في البحر فالكل قام بالتخفي بالقدر الكافي للاستمرار ولكن، سرعان ما تبدل الحال فجأة، بدأ الملل بالتـسرب إلى الموجودين، قاوموا التعب وقاوموا المرض والنعاس وقاوموا شوقهم لحياتهم السابقة، ولكنهم لم يعلموا كيفية التخلص من مشكلة الملل، فلقد حب بعضهم بعضا وكره بعضهم بعضا وبدأت المشاكل في الظهور، كأنهم لم يدخلوا قط بطن الحوت، وحين ضاقوا ذرعاً بوهم الخلد قرروا جميعاً الانتحار، فقفز جميعهم إلى البحر، كما وصادف بعضهم بعضاً على اليابسة، حيث نجا بأعجوبة.