رواية "بطن الحوت"، كان يا ما كان في قديم الزمان خرافة في عمق المحيط تدعى "بطن الحوت" يتسع لـ 1000 شخص، نصفهم نساء والنصف الآخر رجال، وكل الموجودين في بطن الحوت يجب أن يكونوا متنكرين، وأن يكونوا متزوجين، بـشرط أن يكونوا مرتدين ثيابا جديدة لم يسبق للزوج أو ال
أنت هنا
قراءة كتاب بـطـن الحوت
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 7
أين المشكلة؟ ولِمَ وصلنا إلى هذا الحد؟ وكيف توصلنا إلى هذا الاتفاق المجنون؟ كيف ارتضينا المشاركة بهذه المجازفة؟ لِمَ اختلفنا ما هي أسباب اتفاقنا الضمني على هروبنا من بعضنا لبعضنا بهذا الشكل الشنيع؟ أنا بغاية الحماس لبطن الحوت، فهو شيء لم تره عين ولم تسمع به أذن، لم يجربه أحد من قبل!. الجنة، هو الجنة، وهل يرفض أحد دخول الجنة؟ الجنة على الأرض هذا ما وصف به بطن الحوت، هذا ما أكده لنا الأستاذ بالجمعية.
أرجوك، حُلى منبهة مصففة الشعر، أرغب بتغيير لون شعري، تغيير القَصّة ورفعة الشعر، فهي حفلة تنكرية كما تعلمين لكنها غير كل الحفلات، أريد ألا يعرفني أحد، فهمت ماذا أقصد ألا يعرفني أحد؟ حتى ماهر.
لا تقلقي سيدتي، ودعيني أساعدك، فهمت قصدك تريدين مفاجأته كالعادة، ليكون أكثر وأكثر فخراً بك من أي وقت مـضى، مالي أراكِ متوترة على غير العادة، فهي ليست المرة الأولى التي تقيمين فيها حفلاً وإن كانت تنكرية؟ ثقي بي سيدتي. هل ترغبين بفنجان قهوة؟
كانت ساندرا ليست مجرد كوافيرة حلاقة، كانت صديقة حُلى التي تفضفض لها بعـشرة بالمئة من أسرارها، وهذه نسبةٌ كبيرة نظراً لطبيعة حُلى الحذرة، فهي على رغم بساطتها الشديدة إلا أنها لطالما عانت الوحدة وشعوراً بالعزلة منقطع النظير يصاحبها في أقـصى حالات الانخراط الاجتماعي الذي لطالما أحست بأنه قيد يخنقها ولم يجلب لها يوماً إلا اختناقاً أكبر.
ساندرا حنونة وصاحبة تجربة بالحياة، تجربة تختلف كلياً عن تجربة حُلى وهذا أكثر ما شدها لهذه الصداقة المقنعة، فساندرا ابنة مهنة وتعرف حدودها، وهي لم تكن لتتخطى حدودها يوماً، فهي تسمع ترى ولا تتكلم. السيدة الخمسينية، قصيرة القامة والممتلئة بعض الشـيء، ذات قَصّة الشعر الصبياني – الغارسون، وذات العيون العسلية، تكمل لحُلى قِصتها، أجل سيدتي فهي ذات احتياجات خاصةّ، ماذا؟ تصيح حُلى فأنت لم تخبريني وضع ابنتك سابقاً، ولكن كيف استطعت؟ قمت بتزويجها؟ وها قد أنجبت طفلين، ولكني رأيتهما وهما يبدوان بحال جيدة، كيف ذلك؟ أجل سيدتي فهؤلاء ذوات الاحتياجات الخاصة يحملن غريزة الأمومة مثلنا تماماً، كما وأن ابنتي لم تخلق هكذا إنما أصبحت كذلك بفعل العنف الذي كانت تتعرض إليه على يدي زوجة والدها! ماذا؟ ألست متزوجة؟ أوَ لم تقولي لي ذلك؟ بلى بلى سيدتي لكني هربت منذ زمن بعيد من منزل زوجي الأول وأخذني دهراً كي استعيد طفلتي بعد أن أصبحت على هذه الحال. إذاً فابنتاك الأخريين من زوجك الثاني؟ أجل صديقتي فأنا تزوجت بثانٍ وكان ثرياً، ولكنني وكما ترين أعيل العائلة بعد أن بدد ثروته على النساء ولعب القمار، الحمد لله.