رواية "بطن الحوت"، كان يا ما كان في قديم الزمان خرافة في عمق المحيط تدعى "بطن الحوت" يتسع لـ 1000 شخص، نصفهم نساء والنصف الآخر رجال، وكل الموجودين في بطن الحوت يجب أن يكونوا متنكرين، وأن يكونوا متزوجين، بـشرط أن يكونوا مرتدين ثيابا جديدة لم يسبق للزوج أو ال
أنت هنا
قراءة كتاب بـطـن الحوت
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 5
حُلى ابنة عائلة متواضعة ولم يكن دخولها هذه الجامعة المرموقة محض صدفة أو وفرة من حظ، لا بل كان ثمناً لتضحية كبرى قدمتها منى والدة حُلى حين باعت قطعة الأرض التي ورثتها عن أمها فهي لا أخوة لديها تتقاسم معهم الميراث، وقطعة الأرض هذه أنقذت العائلة لثمنها الباهظ كونها في منطقة جغرافية غالية الثمن وجميلة. لحُلى أخوات ثلاث يصغرنها سناً فهي الكبرى، والمحاولات الثلاث جئن نتيجة الولد المرتقب ولكن دون جدوى فمحاولات والديها باءت بالفشل الذريع الذي نتج عنه هذه العائلة المكونة من أربع بنات، الأم مُدّرسة مُحالة على التقاعد والوالد موظف يشقى الشهر بكامله ليؤمن مـصروف البيت والبنات، فوزارة الاتصالات لم تنصف يوماً سُعاة البريد.
الجامعات الجيدة لم تعد وهما بعيد المنال لأخوات حُلى؛ فالصهر المقتدر كان سندة الظهر وهو يستميت في سبيل أم آدم وأهلها (بيت حماه). ولكن عبثاً حُلى حاولت تعبئة وقتها الفارغ، فهي لا تعمل وليست بحاجة للعمل وارتباطاتها الاجتماعية وحفلاتها ورعايتها لدور الأيتام والمسنين وتوزيع الصدقات على المعوزين لا تسمح لها بتفريغ ثماني ساعات يومياً للعمل حتى ولو في شركة من شركات زوجها المصون. ولكن، لطالما أحست بأن شيئاً ما ينقصها، فزادت ساعات الرياضة القاتلة، فبرنامجها الرياضي الأسبوعي يحتوى الأيروبيكس، المـشي، الجري والسباحة، كما أدخلت على البرنامج اليوغا وساعات التأمل والتواصل الروحي إلى أن وصلت إلى مرتبة متقدمة جداً في هذا المجال حيث كانت تجد نفسها مما أوصلها إلى تلك المجموعة الرائعة التي أدخلتها بطن الحوت، جنة الخلد كما يسمونها. كما ولطالما كانت الرغبة بالاتصال بذاك الشاب الوسيم تراودها . تعود حُلى بالذاكرة إلى اليوم الذي تعرفت فيه على ذاك الشاب الوسيم، كان هو يومها رئيساً لفرقة كشفية تابعة لحزب داعم للجامعة يزور الجامعة باستمرار لإقامة المهرجانات والمشاركة بمـسرحيات لطالما كانت حُلى تلعب دور البطولة فيها فهي بارعة في أداء الأدوار الرقيقة ذات المغزى مما سبب لها الكثير من المشاكل مع البنات زميلاتها الأقل جمالاً وخفة دم، الغيرة وما غير الغيرة، تبتسم حُلى كفرس لطالما ربح صاحبها الرهان على فوزها، وتعود بالذكريات لكلمات لن تنساها أبداً، كانت قد سمعتها من أقرب صديقة لها، "لو لم تكوني بهذا الجمال لكانت حياتي أفضل حُلى!" . ذاك الشاب لم يكن ليقل جمالاً عن حُلى كما وينتمي لنفس الطبقة الاجتماعية الكادحة، مع الفارق البسيط بينهما أنها تطمح دوماً بالسير إلى الأمام بينما هو متشبث بمبادئه. إلى أن جاء سعيد الحظ، السيد/ ماهر الذي أصبح رئيس مجلس إدارة بفضل آخر تبرع قام به للجامعة والذي فاق النصف مليون دولار، ماهر خريج السوربون، فـرنسي الثقافة ومدير لبنك مرموق.