أنت هنا

قراءة كتاب محمد مهدي الجواهري حياته وشعره

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
محمد مهدي الجواهري حياته وشعره

محمد مهدي الجواهري حياته وشعره

قال الجواهري ذات يوم: «أنا أحب الحياة، وما زلت شاباً في نفسيتي وفي تطلعاتي رغم المائة التي أقرع بابها على قاب قوسين وسنة». أحب الشاعر الحياة، وغنى لها رغم آلامه وأحزانه ورغم غربته وعذاباته.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 4
حظي أبناء صاحب الجواهر وأحفاده بمنزلة رفيعة بين الناس، وأصبح لهم مكانة سامية في العلوم الدينية والأدبية، وقد تصدر بعضهم للتدريس وكان منهم «عبد علي» الذي اكتفى لنفسه أنه من أبناء الشيخ لينال ما صبت إليه نفسه وخاصة في متع الأسفار، وتزوج الشيخ عبد علي من «صيتة» ابنة الشيخ علي بن الشيخ جعفر آل كاشف الغطاء، وكانت تتمتع بشخصية قوية وحكمة بالغة، وذكاء وقّاد ورأي سديد، فهي ابنة شيخ معروف وأصبحت زوجة لشيخ مرموق، فاحتلت مكانة لائقة في بيت الشيخ علي وخارجه ثم في البلدان من حولهم حيث كانوا يسكنون في «محلة المشراق».
 
أنجبت صيتة للشيخ عبد علي مولوداً ذكراً سماه «عبدالمحسن» الذي مالَ في كبره إلى العلم والأدب والشعر وجالس علماء عصره. حتى احتل مكانة مرموقة في وقت مبكر، فمدحه شعراء عصره أمثال حيدر الحلي ووصفه بأنه سبق أبناء جيله وكان في الثالثة والعشرين من العمر كما عُرف بقوة الشخصية والحدة في المزاج والأنفة لدرجة الإزعاج. إلى جانب كرمه، لكنه عُرف بإسرافه في النكتة والظرافة، كما كان شاعراً رقيقاً مجيداً، ومع هذا فقد ظهر ميله إلى الفقه وكان أعم وأغلب.
 
تزوج عبدالمحسن من فتاة هي فاطمة بنت الشيخ شريف آل كاشف الغطاء، ورزق بطفله الأول فسماه «عبدالعزيز»، وبعد سنتين رُزق بطفل جديد سماه «مهدي» وهذا هو الشاعر الذي طارت شهرته في أنحاء الأرض وعُرف باسمه «محمد مهدي الجواهر» وهو كما سبق وأن أشرنا أن الروايات اختلفت في تحديد تاريخ ميلاده إلا أنه قال فيما بعد:
 
طبقت شهرتي البلاد وما
 
جاوز عمري عشراً وسبعاً وخمسا(3)
 
نشأ مهدي الجواهري بين أفراد أسرته السبعة، وتربى في حجر أمه ورعاية والده وعناية مربيته (تفاحة) التي أخلصت كثيراً واعتنت بالطفل الوافد. فكانت تداعبه وترعاه وتعتني به فانسجم معها. ثم تهيأت له الظروف فكان مرحاً. ومع كل هذه العناية والرعاية، فقد تعرض للسقوط من فوق صندوق مرتفع كسرت على أثرها يده، وهي شقاوة الأطفال وتم تجبيرها إلا أنها كسرت ثانية، ثم سقط مرة أخرى في حوض عميق في وسط – حوش – الدار وكاد أن يلقى حتفه، فألقت والدته بنفسها داخل الحوض وأنقذت طفلها.
 
توفي جده وكان عمره ثلاث سنوات، فاختزن الحادثة في ذاكرته كما اختزن ما كان يدور من حوله، وأقيم البيت من جديد، فذكر لأمه وفاة جده وما دار في تلك اللحظات، واستغربت الأم لحديث ولدها، هذا الطفل الصغير الذي يسرد على مسامعها ما جرى من حزن وألم أو المكان الذي سُجِّي فيه جسد جده لحظة موته.

الصفحات