أنت هنا

قراءة كتاب محمد مهدي الجواهري حياته وشعره

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
محمد مهدي الجواهري حياته وشعره

محمد مهدي الجواهري حياته وشعره

قال الجواهري ذات يوم: «أنا أحب الحياة، وما زلت شاباً في نفسيتي وفي تطلعاتي رغم المائة التي أقرع بابها على قاب قوسين وسنة». أحب الشاعر الحياة، وغنى لها رغم آلامه وأحزانه ورغم غربته وعذاباته.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 7
بدأ الشعراء يتبارون ومهدي منصت يستمع إليهم. رغم الرهبة التي أصابته، فينصت إلى أحاديثهم ونظمهم، ثم يعود بعد ذلك إلى درسه عند الشيخ جناب عالي ليتعلم الخط ويتدرب عليه، ويقرأ القرآن، ويستمر في ذلك رغم ما عُرف عن الشيخ من قساوة، لكن الطفل الشقي أغضب شيخه، فحمل الشيخ حزمة من العصي وراح يلاحقه والطفل مهدي يركض أمامه خوفاً ورهبة حتى وصل إلى «حب ماء» كان عزيزاً على الشيخ لا يضحي به، فنزل فيه وكان فارغاً، فانتصب الشيخ يتهدد ويتوعد ويلوح بعصيِّه، وبقي مهدي في الحِب حتى أقسم شيخه بأن يخرج وهو آمن، فطابت نفسه وخرج هادئاً منتصراً، ويستأنف مهدي القراءة حتى ختم القرآن في وقت مبكر وحفظ منه الكثير، أما الخط فقد بقي رديئاً ولم يتحسن.
 
ولما بلغ الثانية عشرة، أدخله والده المدرسة العلوية، ثم المدرسة الرشدية التي كان تدرس باللغة التركية، فدرس فيها سنة ثم تركها. ويقول الجواهري في مذكراته: «كانت الدراسة طوال هذه المدة عبئاً ثقيلاً، ولم أكن في حياتي الدراسية عند الملة أو الشيخ أو حتى في المدرسة العلوية، بل حتى فيما يسمى حينئذٍ في المدرسة العثمانية والتي كانت تدرِّس بالتركية وفيما يقرب من نهاية هذه اللغة ومدارسها طالباً مجداً، بل إن خيالي الصغير دائماً - خارج هذه الدائرة وهذا المحيط - حتى عندما كنت أردد مع المرددين آية من الآيات أو جملة من الجمل. وقد تحملت الكثير من العقوبات بسبب هذا الشرود أو التهرب من فريضة الدراسة الثقيلة»(6).
 
كان أهله يعدّونه للتعليم المنهجي أو للتدرج في الوظائف، ولذلك لا بد أن يتعلم علوم قومه، وعليه أن يتعلم الفقه والأصول واللغة والبلاغة والشعر، وكان باب بيتهم يُطرق دائماً من الشعراء، ويُتلى الشعر في مجلس الوالد الذي كان شاعراً أيضاً وعلى الابن أن يكون مستقبله مثل ذلك.
 
كان في البيت مجلس وكتب ودواوين، وهذا هو الابن الأكبر عبدالعزيز وابن العمة يقرآن ويكتبان ويقتنيان النفائس من الكتب مثل الأمالي لأبي علي القالي، والبيان والتبيين للجاحظ، والأغاني للأصفهاني، كما كان من الكتب ديوان المتبني وديوان البحتري وديوان أبي تمام، ثم صفي الدين الحلي ومنها أيضاً شعر شوقي وحافظ وإيليا أبو ماضي، ثم كانت المطبوعات والدوريات التي تصل إلى النجف وغيرها.

الصفحات