أنت هنا

قراءة كتاب إن وأخواتها - وحروف النصب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
إن وأخواتها - وحروف النصب

إن وأخواتها - وحروف النصب

رواية "إنَّ وأخواتها... وحروف النصب" للكاتبة اللبنانية صونيا عامر، نقرأ من مقدمة الكاتبة:
يأتي عريس الغفلة، ليسأل الوالد ابنته وفاء، هل توافقين عـلى محمد زوجاً لك؟

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 1
تقديم
 
كلمة بقلم الكاتبة اللبنانية مادونا عسكر - لبنان
 
قلق السؤال يجتاح عوالم الأنـثى الخفية
 
بتلقائيّتها المعهودة والمحبّبة، وأسلوبها اللّطيف وسردها البسيط، تغوص الكاتبة اللّبنانيّة "صونيا عامر" في حنايا الذّات لتستخرج مكنوناتها وتضعها بين يديّ القارئ. يتأمّلها، ثمّ يتأمّل ذاته فيلقى ما يعبّر عنه ويسلّط الضّوء عـلى خفايا نفسه.
 
إلّا أنّ رحلتها في هذه الرّواية لها نكهة خاصة ومتمـيّزة حيث أنّها تسبر أغوار الذّات الأنثوية وتطرح مشاكلها اليوميّة والتّقليديّة كما تنفذ إلى أعماقها لتبيّن قلقها الدّاخليّ والنّفسيّ الّذي قد يكون مخفيّاً ولا يظهر للعلن.
 
فكلّ شخصيّة أنثويّة من الرّواية، تعـبّر عن حالة معيّنة إذ تجتمع في تلك الشّخصيّات كلّ الهواجس الـتي تشغل المرأة وتؤرقها، كما يظهر لنا وجعها النّاتج عن إخضاعها لعادات وتقاليد ما برحت تنهكها حـتى إذا ضاقت ذرعاً ثارت عليها وانتفضت، من جهة، ومن جهة أخرى نتلمّس مشاعرها التّائقة أبداً إلى الحبّ الّذي ترجو أن يفيض عليها أبداً سكينة ونعيماً وسعادة.
 
تنتقل الكاتبة من شخصيّة إلى أخرى كالنّحلة من زهرة لأخرى، وتحاكي في كلّ جزء من الرّواية شخصيّة أنثويّة معيّنة تلامس بها حالة كلّ امرأة بشكل شخصـيّ أو عام. وقد تـتراءى للقارئ وللقارئة تحديداً، عوالم خفيّة تسكن أعماقها، تستخرجها "صونيا عامر"، وتطلق العنان لمشاكل وهواجس عدّة بين دينيّة وحياتيّة واجتماعيّة، وتطرح عدّة تساؤلات وجوديّة فلسفيّة. كما تـترك للقارئ مساحة من التّأمّل بل فسحة للبحث عن حلول. بالمقابل وهي تعـبّر عن المرأة، تشجّعها تارة بشكل مباشر وطوراً بالتّلميح إلى الثّورة عـلى مجتمعها الّذي لا يرى منها غالباً إلّا أنـثى ويتناسى إنسانيّتها الـتي تجعل منها امرأة.
 
لا تظهر المرأة في هذه الرّواية ضعيفة أو مستسلمة وإن كانت غارقة في متاهات عدّة وصعوبات جمّة، وإنّما تناضل وتثابر وتجتهد كي ترتقي سلّم النّجاح، ثمّ ما تلبث أن تعانق ألمها من الحبّ والفراق والرّحيل، إلّا أنّها تحافظ عـلى وجودها وكيانها كامرأة دونما الرّضوخ لألم أو لخداع أو حـتى لمفاجآت القدر.
 
لـ "صونيا عامر" فكر خاص وأسلوب متفرّد في تجسيد المعاناة الإنسانيّة والأنثويّة حصـراً، وبسـردها البسيط، وأسلوبها السّهل الممتنع، لك أيّها القارئ، بل لكِ أيّتها القارئة، أن تسافري معها عـلى أجنحة صفحات مترعة بالجمال والأناقة والتّلقائيّة، حـتى إذا ما أردت الوقوف لحظة أمام ماضٍ مرير أو حاضرٍ كئيب، برز لك من عمق الأوراق عبـير حـبر يعـبّر عمّا يخالج نفسكِ من مشاعر وهموم وأفراح وأتراح، وينسّم لك لفحات أمل لمستقبل زاهر تحصدين فيه ثمار الجهاد والمثابرة والتّعب.

الصفحات