من رحم المعاناة التي نعيشها كمسلمين وعرب، رحت أبحث عن الدوافع التي تجعل الغرب يفعل بنا ما يفعله على مستوى الإنسان والأرض، واستغرق بحثي هذا فترة طويلة عشت نهارها وليلها مع صفحات ما كتب قديماً وحديثاً حول العلاقة التي قامت بين المسلمين العرب وبين الغرب، من بد
أنت هنا
قراءة كتاب معابر الحضارة الإسلامية إلى أوروبا
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 1
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
متعة روحية خالصة، وأنا أتجول في عباب التاريخ مع أخي محمد فاروق الإمام الذي أخذ بيدي في أبهاء العصور الماضيات الخالدات، ليطلعني على مشرق حضارة الغرب، وأنها ما كان لها أن تشرق إلا من المشرق الإسلامي. وإن أفولها سيكون من الغرب، لأن علائم سقوطها لم يعد سرا يذاع، ولا خبرا يلقى، إنما ظاهرة تدرس ويتداعى عقلاء الغرب لمعالجة البناء قبل الانهيار. ولم يدعني أخي فاروق إلا وتجول بي في كل صقع وكل واد مع فن من فنون حضارتنا الإسلامية، بحيث كدت أعتب عليه أنه لم يسر بي في أعظم ما قدمه الإسلام للبشرية، وهي شريعة العدل، والرحمة المهداة للبشرية. لولا أن تدارك الأمر فكانت آخر جولاته مع أثر الحضارة الإسلامية في الحضارة الغربية في مجال القيم والأخلاق، وهي التي تحتاج إلى سفر خاص لعرضها، ومتابعة آثارها في بناء الإنسان الغربي.
وقبل أن أودع الأخ محمد فاروق لا بد أن أشير إلى أنه أبدع في مجال الجمع والانتقاء، وهو في رأيي الميزة الكبرى لهذا الكتاب النفيس، حيث قدم أهم المعلومات في أوجز الاختيارات. وكان لتنوع ما يعرض علينا وما ضم الكتاب احترام هذه الجهود الدؤوبة، خاصة وهو يؤرخ لمواضيع عويصة معقدة، فيقدم عليها بشجاعة ومغامرة نادرة، غير هياب ولا وجل.
سائلا الله عز وجل أن ينفعنا وينفع الجيل المسلم والأمة المسلمة، بهذا الإنتاج المتنوع، وأن يأخذ بيدنا للبحث عن هويتنا من جديد، وننتقل من التطفل على موائد الغرب إلى موقع العطاء والإبداع، لنكون أساتذة البشرية بحق كما كان أسلافنا كذلك. والله المسؤول أن نرى بأعيننا هذا العطاء الجديد الذي بدأت بواكيره وبوارقه تلمح على الأفق.
وإذا رأيت من الهلال نموه … أيقنت أن سيصير بدراً كاملا
ويحضرني وأنا أتابع باهتمام هذه اللقطات الممتعة من أخي محمد فاروق ما قاله الرصافي وهو يتحدث عن الفخر للأمة بقوله:
وخير الناس ذو حسب قديم … أضاف لمجده حسباً جديدا
وشر الناس ذو حسب قديم … إذا فاخرته ذكر الجـدودا
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.