أنت هنا

قراءة كتاب الدين والسياسة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الدين والسياسة

الدين والسياسة

كان السؤال الذي يشغل المواطن العربي والمسلم في نهاية القرن العشرين هو: ما رأي أئمتنا وشيوخنا الأفاضل ومجاهدينا من قادة الفصائل الإسلامية في قضايانا المصيرية، وأبرزها قضية الصراع العربي الإسرائيلي والحالة العراقية الكويتية، وغيرها من القضايا الهامة·

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 5
لقد دعوت إلى الحوار مع جميع مذاهب المسلمين ومع غير المسلمين· ودعوت إلى الحوار مع المخالفين لبعض الأمور الدينية، وكما تعلم، في الساحة الإسلامية فصائل متعددة سموها فصائل الصحوة الإسلامية وهي مدارس مختلفة ولها اجتهادات مختلفة وهذا أمر محزن سواء على مستوى الدول والحكومات أو على مستوى الجماعات والفصائل· ونرى أيضا دولاً عربية وإسلامية تتقاتل على الحدود والموارد وهذا مع الأسف لا يجوز أن يحدث بين أمة واحدة· أن هذه الأمة لها عدو يهددها ويتوعدها وما تعانيه على مستوى عام تعانيه على مستوى خاص· أنني من القائلين أنه لابد من الحوار ولا يمكن أن تحل هذه الاختلافات إلا بالحوار البنَّاء والحوار لابد أن يكون مع العقلاء أصحاب الرأي· الشيخ رشيد رضا رحمه الله له قاعدة سماها قاعدة المنار الذهبية · هذه القاعدة تقول نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه · وطبقها الشيخ حسن البنا رحمه الله، ونحن متفقون على أشياء كثيرة، تعالوا نتعاون لننهض بالأمة من تخلفها، تعالوا نتعاون في محاربة الفساد والرذيلة والاستبداد، أما ما نختلف عليه فليسامح بعضنا بعضاً، من أجل الأخوة الصادقة وصلاح الأمة·
 
د· المسفر : هناك حملة ضد الإسلام والمسلمين، حيث يوصفون بأسوأ الصفات، وكل حادثة مشينة تحدث في أي مكان في الأرض تلصق في بادئ الأمر بالعرب المسلمين ـ على نحو ما جرى في العام الماضي 4 9 9 1م من أحداث في اليابان والأرجنتين وأمريكا وإيطاليا، نسبت إلى المسلمين·
 
وهناك رأي يقول بأن بعض الحركات الإسلامية هي في الأساس حركات مرتبطة بالغرب وخاصة بريطانيا منذ زمن نشأتها الأولى في مصر مثلاً، ورأي آخر يقول بأنها حركة الجياع ورأي ثالث يقول بأنها حركة الصحوة الإسلامية·
 
أين يقف شيخنا من هذا كله ؟
 
الدكتور القرضاوي: أنا لست من أنصار التفسير ألتآمري للتاريخ وللأحداث· هناك اتجاه عند البعض يفسر الأحداث تفسيراً تآمرياً متجاهلاً العوامل الداخلية والبواعث الذاتية النابعة من أنفسنا · القرآن عندنا عقب على غزوة أحد، قال {أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ ا عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} آل عمران : 5 6 1 ، فأنا لا أحاول أن أحمل كل ما يحدث على الغرب وإن كنت أعترف بأنه لا يجب علينا أن نتعامى عن الحقائق، فالغرب له دخل كبير فيما يحدث، أحياناً في إنشائه وأحياناً في تغذيته حتى يظل مشتعلاً· ما يحدث في مصر اليوم والجزائر وفي أكثر من دولة، للغرب مع الأسف له يد في هذه القضايا ولكن هناك قضايا داخلية، فمثلاُ الغرب في الجزائر قطع الطريق على الشعب الجزائري· هذا الشعب انتخب الإسلاميين ولكن لم يعط الإسلاميون فرصة، لقد جربوا النظام العسكري، وجربوا نظاما مختلطا بين القومية والماركسية ولم يجرب المسلمين، حكم عليهم بالحرمان، لماذا الخوف من الإسلام؟ ان لهذا الحرمان أبعاده، فإن الشباب المسلم حينما يضيق عليه الخناق، سيلجأ إلى المواجهة أي أنه سيبدأ يتعايش مع العمل السري ومن هنا تكون المشكلة الكبرى· نحن نريد أن يعطى الإسلام فرصته ليعمل في النور كغيره من المنظمات والأحزاب· في مصر مثلاً هناك حزب التجمع الوطني الذي يجمع بين القوميين والشيوعيين والناصريين وغيرهم، فلماذا لا يوجد حزب للإسلاميين؟ هناك إسلاميون موجودون وأنتم تعترفون بهم، وهم عندما يدخلون في أية انتخابات مهنية، يفوزون، أي أنهم موجودون على الساحة الشعبية، فلماذا لا تعترفون بحقهم في الوجود السياسي؟ فيعملون في النور لا في الظلام· إن هؤلاء يمثلون الوسطية، يمثلون الاعتدال والتوازن· إن الذي يحدث في مصر تحكمه عوامل عديدة ، وأعمال العنف التي تحدث من هؤلاء الشباب هي نوع من الثأر، أي الثأر من الحكومة لأنهم يرون أن أجهزة الأمن قتلت أو اعتقلت أصحابهم واعتدت على بيوتهم، وفتشتها دون مبرر وانتهكت الحرمات، هكذا يتصورون، ولهذا يقولون بأنهم يثأرون ممن يلحق بهم وبأصحابهم الأذى·
 
د· المسفر : الحركات الإسلامية في مصر نشيطة منذ زمن الشيخ حسن البنا وسيد قطب والهضيبي وغيرهم· وكان يقال بأن هذه الحركة هي حركة دينية بحتة وتحارب الإلحاد ولم توصف بالإرهاب منذ مطلع الخمسينات وإلى ما بعد حرب 7 6 9 1 بفترة قصيرة، لأنها في ذلك الوقت كانت تعادي بعض النظم السياسية الثورية في الوطن العربي وأن الغرب وبعض الأنظمة العربية كانوا راضين عن تلك المنظمات الإسلامية· أما الآن فهي توصف بأنها حركات إرهابية لأن هذه الحركات متواجدة في دول عربية مرتبطة بالغرب· فالعدو المفترض ابتداءً ـ وهو النظم الثورية القومية ـ لم يعد موجودا وعلى ذلك فإن صلاحية هذه الحركات أو المنظمات انتهت بالنسبة للغرب·
 
الدكتور القرضاوي: بعض هذا الكلام ليس مسلماً به على إطلاقه، لأن الحركة الإسلامية ما كانت دينية فقط، إنها حركة إسلامية شاملة، فالإسلام ليس ديناً فقط، الإسلام دين ودنيا، عقيدة وجهاد، عبادة وقيادة، مصحف وسيف، إنه منهاج للحياة· وفي وقت من الأوقات اتهمَت بالإرهاب لأن الإنجليز موجودون في مصر كقوة احتلال، وكانت هناك مقاومة لهم في مصر، وفي فلسطين أيضاً·

الصفحات