كان السؤال الذي يشغل المواطن العربي والمسلم في نهاية القرن العشرين هو: ما رأي أئمتنا وشيوخنا الأفاضل ومجاهدينا من قادة الفصائل الإسلامية في قضايانا المصيرية، وأبرزها قضية الصراع العربي الإسرائيلي والحالة العراقية الكويتية، وغيرها من القضايا الهامة·
أنت هنا
قراءة كتاب الدين والسياسة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الدين والسياسة
الصفحة رقم: 6
إن الحركة الإسلامية في مصر في الفترة الأخيرة أصبحت تمثل الاعتدال· استفادت من التجربة وأصبحت تدعو إلى المسالمة والحوار والعودة إلى القواعد الشعبية وتعمل مع الشعب ·
المشكلة الآن أن الغرب أصبح يتهم الظاهرة الإسلامية في كل فترة بتهمة معينة· في فترة من الفترات، كانت التهمة هي التطرف الإسلامي، الآن تركت هذه التهمة، والنغمة السائدة الآن عندهم هي احذروا الإسلام المعتدل، الإسلام المتطرف لم يعد خطراً، الإسلام المعتدل أشد خطورة، المتطرفون لا يعمرون طويلاً، إنما الذي يستمر طويلاً هم المعتدلون· ويقولون ان الإسلام لا يمكن أن يكون معتدلاً، إنه يبدأ معتدلاً ثم يتطرف· هذه مجمل الأفكار التي يرددونها الآن في الغرب· ويقولون الإسلام السياسي! يا للعجب! هل هناك إسلام سياسي وإسلام روحي وإسلام اجتماعي· إن الإسلام فيه السياسة والروحانية وكل علوم الاجتماع ولا يمكن أن يكون الإسلام دين رهبانية، نحن نؤمن بأنه لا رهبانية في الإسلام· الآن جاؤا علينا بمصطلحات جديدة هي الأصولية والإرهاب·
شمعون بيريز يقول نحن لدينا ثلاثة أعداء كونيين هم: الجوع والمخدرات والأصولية· هؤلاء هم الأعداء الذين يجب أن نقف ضدهم· ما هي الأصولية؟ هذه الكلمات غامضة ومطاطة· هل كل من تمسك بدينه يعتبر أصولياً؟ كلمة الأصولية عندنا لا تخيف إذا كانت الأصولية هي التمسك بأصول الإسلام والدعوة إليه والجهاد في سبيله، فنحن كلنا أصوليون·
بقيت كلمة الإرهاب، من هو الإرهابي ؟ هل الذي يدافع عن وطنه وعرضه وماله إرهابي ؟ يقولون عن حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي وحزب الله في جنوب لبنان إنها حركات إرهابية ويقولون إن حركة المقاومة في الشيشان هي حركة إرهابية والذين يجاهدون في كشمير إرهابيون· كل من يقاتل دفاعاً عن وطنه وعرضه ودينه ويقاتل من أجل إخراج المحتلين من وطنه يعتبر في نظر الغرب إرهابيا·
منذ شهر ظهر برنامج تليفزيوني أمريكي يتكلم عن الإسلام والسلمين في أمريكا، وقال أن المسلمين يقومون بأعمال إرهابية ويعقدون مؤتمرات إرهابية ومن هؤلاء الدعاة الإرهابيين ـ الذين ذكرهم هذا البرنامج ـ يوسف القرضاوي·
وخلفية تلك التهمة تعود إلى حديث مطول عن انتفاضة 7 8 9 1م الفلسطينية وعن ثقافة المقاومة وأخلاقها وقلت كلمة أشد بها أزر رجال المقاومة التي تطالب بحقوقها التي أقرتها الشرعية الدولية، فاختار صاحب البرنامج الأمريكي كلمة استشهد بها على أن القرضاوي من دعاة الإرهاب·
نحن المسلمين ضد الإرهاب بكل صوره وأشكاله إذا كان يمس الأبرياء ويعتدي على حقوق الشعوب· هناك ضوابط شرعية حول من يستحق القتل ومن لا يستحق القتل، لا يجوز تجاوزها بأي ذريعة كانت·
د· المسفر : صدرت كتابات حديثة تقول أن حركة الإخوان المسلمين في مصر أسستها بريطانيا لاستخدامها في مواجهة النزوع القومي الذي نشأ في مصر أثر سقوط الدولة العثمانية وبدأ يأخذ دوره في مكافحة الاستعمار· والذين يتابعون حركة الإخوان المسلمين في مصر أو الحركة الإسلامية في الهند يجمعون على إنها لم توصف بأنها حركات إرهابية على الرغم من أن حركة الإخوان في مصر تآمرت ضد النظام السياسي المصري الذي نشأ عام 2 5 9 1 وعملت الحركة الإسلامية في الهند على فصل الباكستان عن بقية القارة الهندية· هل يمكن تصديق القول بأن هذه الحركات الإسلامية في مصر والهند كان لها علاقة ارتباط بالإنجليز؟
الدكتور القرضاوي: هذا القول ليس له أساس من الصحة· لقد كانت حركة الإخوان رد فعل لإزالة الخلافة لأنه عندما ألغى كمال أتاتورك الخلافة الإسلامية كان وقع ذلك الحدث شديداً في العالم الإسلامي·
لقد كان المسلمون في أنحاء العالم يعتبرون كمال أتاتورك أحد الأبطال· كان محارباً ضد الحلفاء ، ومحارباً للكفر وكان المسلمون يعتبرونه بطلاً من أبطال الإسلام، وقال أحمد شوقي عنه في أحدى قصائده:
الله أكبر كم في الفتح من عجب
يا خالد الترك جدد خالد العرب
ولكن خالد الترك انقلب على الإسلام وألغى الخلافة وفرض العلمانية وخرج عن جادة الدين الإسلامي فكان في العالم الإسلامي غضب شديد على ذلك كرد فعل لما حدث، كما قال شوقي :