الحسين بن عبد الله بن رواحة الحموي شاعر مجيد، وأحد الشعراء الأعلام في العصر الأيوبي في القرن السادس للهجرة.
أنت هنا
قراءة كتاب ابن رواحه الحموي الشاعر الشهيد- حياته وشعره
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

ابن رواحه الحموي الشاعر الشهيد- حياته وشعره
الصفحة رقم: 7
شعره:
ابن رواحة شاعر مجيد، وأحد شعراء عصره البارزين، ترك ديوان شعر كبير، ونال شعره قبولاً حسناً عند الباحثين ورأوه صالحاً للاستشهاد فضمّنوه مؤلفاتهم، واختار العماد مجموعة كبيرة منه ( )، ويبدو أن ياقوت الحموي وقف عليه فأورد مجموعة منه أيضاً( ).
وشعره الذي وصلنا ينبئ عن شاعرية فذة، ويمتاز بقدرة فنية، وثروة في المعاني والصور الأدبية، لذلك وطدتُ العزم على إصدار ديوانه فبحثت عنه بحثاً دؤوباً في كتب الفهارس القديمة وقوائم المخطوطات الحديثة، وسألت عدداً من دور الكتب الكبرى ولكن للأسف دون جدوى أو طائل. ولم أعثر له على خبر أو أثر. ويظهر أن حوادث الزمن قد أخنت عليه فضاع مع ما ضاع من تراثنا. ومن حسن الحظ أن بعض المصنفين القدامى قد نقلوا نصيباً وافراً من شعره في مختلف الأغراض. ومن هنا برزت لدي فكرة جمع شتات شعره ومتفرقه وتحقيقه ودراسته. وبذلتُ أقصى ما أستطيع في تقصي شعره، فتتبعته في المصادر المختلفة وعدتُ إلى جمهرة كبيرة من كتب الأدب واللغة والتاريخ والبلدان والمجموعات الشعرية المخطوطة منها والمطبوعة. وأهم هذه المصادر المخطوطة من حيث إيراد شعره ما أورده كل من: الحافظ أبي القاسم بن عساكر في كتابه تاريخ مدينة دمشق، وابن الشعار الموصلي في كتابه قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان، وبدر الدين الزركشي في كتابه عقد الجمان (ذيل على تاريخ ابن خلكان) والنواجي في كتابه صحائف الحسنات، وشهاب الدين المقدسي في كتابه عيون الروضتين في أخبار الدولتين. ومن القدماء الذين طبعت مصنفاتهم واحتفظوا بشيء من شعر ابن رواحة: عماد الدين الكاتب في خريدة القصر وجريدة العصر وشهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامة في الروضتين في أخبار الدولتين، وأبو الحسن علي بن أبي الكرم المعروف بابن الأثير في كتابه الكامل والتاريخ الباهر، وجمال الدين محمد بن سالم بن واصل في مفرج الكروب في أخبار بني أيوب، وسبط ابن الجوزي في مرآة الزمان في تاريخ الأعيان، وشرف الدين أبو البركات المبارك بن أحمد اللخمي الأربلي في تاريخ إربل، وزكي الدين أبو محمد عبد العظيم المنذري في التكملة لوفيات النقلة ومحمد بن شاكر الكتبي في كتابيه عيون التواريخ وفوات الوفيات، وشمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي في تاريخ الإسلام، وتقي الدين المقريزي في المقفى الكبير، وأبو الفلاح عبد الحي ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب في أخبار من ذهب. ولقد تيسّر لي بحمد الله أن أجمع مجموعة كبيرة من شعره تقع في اثنتين وأربعين قصيدة ومقطوعة. ومن خلال هذا الشعر المجموع يتضح أن الشاعر قد طرق مختلف أبواب الشعر ونظم فيها، وإنّ جلَّ شعره في المديح النبوي والمدح والغزل والرثاء. والباقي في موضوعات متفرقة.
وسوف نتناول الأغراض الشعرية التي طرقها الشاعر ونبين السمات الفنية التي تميز بها منهجه الشعري.

