أيها القارئُ الكريم، أيّها المتعلّمُ الوَريق،
أنت هنا
قراءة كتاب المنظومة الأجرومية في ثوبها الجديد
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

المنظومة الأجرومية في ثوبها الجديد
الصفحة رقم: 10
بَابُ الكَلاَمِ
6- إِنَّ الكَلاَمَ عِنْـدَنَا فَلْتَسْتَمِعْ
لَفْظٌ مُـرَكَّبٌ مُفِـيدٌ قَـدْ وُضِعْ
الكلامُ عندَ النُّحاةِ هو: اللفظُ المفيدُ فائدةً يَحْسُنُ السُّكوتُ عليه، نحو: كَتَبَ زيدٌ. هِنْدٌ مُحْتَشِمة. يدعو لوالديهِ كُلَّ ليلة. أُصلِّي الضُّحى في حَدِيْقتي.
ولا بُدَّ أن تجتمعَ في الكلام أربعةُ أمور:
الأول: أنْ يكونَ لفظاً، واللَّفظُ هو الصَّوتُ المشتملُ على بعض الحروف الهجائيّة( )، نحو: "زيدٌ"، و"يكتبُ" و"الثَّلاّجةُ"، و"تحفظُ".
الثاني: أنْ يكونَ مُركّباً، أي يتألّفُ من كلمتين فأكثر مثل: زيدٌ يكتبُ. الثَّلاجةُ تحفظُ الأطعمةَ مُبَرَّدَةً. وذلك لأنَّ الكلمةَ الواحدةَ لا تُسمّى عندَ النُّحاة كلاماً.
الثالث: أنْ يكونَ مُفيداً، أي يَحْسُنُ السُّكوتُ عليه، نحو: إنْ جاءَكَ طالبُ عِلْمٍ فَرَحِّبْ بِهِ. أمّا إذا قلتَ: إنْ جاءَك طالبُ عِلْمٍ وسكتَّ فلا يسمّى كلاماً. ومثالُ غير المفيد: إذا قُطِعَ التَّيَّارُ الكهربائيُّ .. فلا يتمّ إلا إذا قلتَ في الجواب: غَرِقَتِ المدينةُ في الظَّلام.
والرَّابع: أنْ يكونَ موضوعاً للفائدة، أي أنْ يكونَ مقصوداً احترازاً من الصَّادر من النائم والسَّاهي والمجنون والسَّكران، وما عُلِّمَ من الطُّيور كالبَبَّغاء، فلا يسمّى شيءٌ من ذلك كلاماً؛ لأنّه ليس مقصوداً.
وأنْ يكونَ مُستعملاً من الألفاظ التي وضَعتها العَربُ، فإذا تكلّمتَ بكلامٍ ممّا وضعَه العَجَمُ وقلتَ مثلاً: "Help yourself " فلا يسمّى كلاماً عندَ علماء العربيّة.
ما رأيُك في قولِ القائل:
كأنّنا والماءُ مِنْ حولِنا
قومٌ جُلوسٌ حولَهم ماءُ؟