الخليل بن أحمد الفراهيدي لغوي وعالم وأديب عبقري، عاش في أواخر العصر الأموي وأوائل العصر العباسي. وهو واضع أسس علم النحو في اللغة العربية، ومبتكر علم المعاجم، وعلم العروض. وله بالإضافة إلى ذلك شعر هادف متناثر بين أمهات كتب الأدب والتراجم والتاريخ.
أنت هنا
قراءة كتاب الخليل بن أحمد الفراهيدي شاعرا - حياته وشعره
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الخليل بن أحمد الفراهيدي شاعرا - حياته وشعره
الصفحة رقم: 2
الخليل أحمد الفراهيدي
حياته وشعره
حياته
هو أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمر بن تميم الفراهيدي أو الفُرْهودي الأزدي من أزد عُمان، من أئمة اللغة والأدب( ) .
لا نعلم للأسف الشيء الكثير عن حياته ونشأته وصباه، ولا تسعفنا المصادر الأولى في هذا المجال، ولذا سنحاول رسم صورة حياته من خلال الأخبار القليلة التي وردت عنه، ومن خلال قراءة شعره.
ولد الخليل بن أحمد حسب أغلب الروايات في البصرة سنة 100 هـ وترعرع وعاش فيها، وفي إحدى الروايات أنه ولد في عُمان في قرية من قراها ثم انتقل إلى البصرة( ) .
وتجمع المصادر على أنه كان مثالاً للعفة والصدق، وكان من أزهد الناس، وأعلاهم نفساً، وأشدهم تعففاً، وعاش حياة الفقر والتقشف، وكان يسكن في البصرة" ويعيش من بستان خلفه عليه أبوه"( ) .
وكان متقللاً من الدنيا، صبوراً على العيش الخشن الضيق( ) .
فكان شعث الشعر، شاحب اللون، متخرق الثياب( ) لا يقدر على فلس، وأصحابه يكتسبون بعلمه الأموال( ) وقال فيه سفيان الثوري: من أحب أن ينظر إلى رجل خلق من الذهب والمسك فلينظر إلى الخليل بن أحمد( ) .
وكان الخليل زاهداً في حياته، لم يتطلع إلى شهرة أو ثروة أو جاه، وما ضره ذلك، فقد بقي أبد الدهر زاهياً زاهراً.
ويبدو أنه أقام بالبصرة ولم يغادرها إلا للحج أو الغزو، ومشافهة الأعراب في الجزيرة، وقد غادرها مرة – كما يبدو – لزيارة تلميذه الليث ابن المظفر في خراسان( ) .
وكان الخليل على قسط وافر من الذكاء والعبقرية، ولقد بهر الأقدمون بذكائه وعبقريته، ومما قالوا في هذا المجال، لم يكن للعرب بعد الصحابة أذكى من الخليل بن أحمد ولا أجمع( ) . ويذكر أبو الطيب اللغوي أنه قد اجتمع مرة بمكة أدباء من كل أفق؛ فتذاكروا أمر العلماء. فجعل أهل كل بلد يرفعون علماءهم، ويصفونهم ويقدرونهم، حتى جرى ذكر الخليل، فلم يبق أحد إلا قال: الخليل أذكى العرب، وهو مفتاح العلوم ومصرفها( ) . ولم يكن في علماء البصريين من قطع عليه أنه منقطع القرين مثل الخليل بن أحمد( ) وكان يقول تلميذه النضر بن شميل: أكلت الدنيا بعلم الخليل وكتبه، وهو في خص لا يُشْعر به( ) . وقال ابن المعتز: كان الخليل بن أحمد أعلم الناس بالنحو والغريب، وأكثرهم دقائق في ذلك، وهو أستاذ الناس، وواحد عصره. وأول من اخترع العروض وفتقه، وجعله ميزاناً للشعر( ) .
وكان الخليل في بداية أمره على مذهب الإباضية، وتحول عنه إلى مذهب أهل السنة نتيجة لاقتناعه بآراء أيوب السختياني( ) .