أنت هنا

قراءة كتاب الخليل بن أحمد الفراهيدي شاعرا - حياته وشعره

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الخليل بن أحمد الفراهيدي شاعرا - حياته وشعره

الخليل بن أحمد الفراهيدي شاعرا - حياته وشعره

الخليل بن أحمد الفراهيدي لغوي وعالم وأديب عبقري، عاش في أواخر العصر الأموي وأوائل العصر العباسي. وهو واضع أسس علم النحو في اللغة العربية، ومبتكر علم المعاجم، وعلم العروض. وله بالإضافة إلى ذلك شعر هادف متناثر بين أمهات كتب الأدب والتراجم والتاريخ.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 4
شعره:
 
لم يرد في المصادر أن للخليل بن أحمد ديوان شعر، ولم يذكر أحد من الأقدمين أنه صنع ديواناً لشعره، أو أن أحداً قد قام بجمع شعره بعد وفاته. ولقد انفرد الشيخ آغا بزرك برواية ذكر فيها أن للخليل ديواناً من الشعر وأنه توجد نسخة منه في باريس( ) .
 
ولقد بحثت عن هذا الديوان بحثاً دؤوباً في دور الكتب الكبرى وفي كتب الفهارس القديمة وقوائم المخطوطات الحديثة، ولكن للأسف دون جدوى أو طائل، كما أن كوركيس عواد الذي أورد هذه الرواية قد ذكر من قبل أنه قد رجع إلى كل ما يعرف من فهارس المخطوطات العربية في باريس، فلم يقف على ذكر لهذا الديوان.
 
لكن المصادر وإن لم تذكر ديواناً للخليل إلا أنها قد ذكرت أن له قدراً جيداً من الشعر، وأن شعره قد تناثر في كتب الأدب والتراجم والتاريخ، ولذا عقدت العزم على أن أجمع شعره من مظانه المختلفة، وأن أقوم بتحقيقه ودراسته، ولقد تمكنت بحمد الله من أن أجمع له سبعاً وسبعين مقطوعة شعرية تتراوح بين تسعة أبيات وبيت واحد، وتحتوي على ستة ومئتي بيت.
 
ولقد اختلف الأقدمون في شعر الخليل وشاعريته، فمنهم من كان يرى أن الخليل عالم، وأن شعر العلماء ليس بالشعر الجيد، لأن هذا اللون من الشعر تغلب عليه السمة العقلية أكثر من وهج العاطفة. فهذا ابن قتيبة يقول: "أشعار العلماء ليس فيها شيء جاء عن إسماح وسهولة، كشعر الأصمعي، وشعر ابن المقفع وشعر الخليل"( ) .
 
ولقد ذكر الجاحظ أنه قد قيل للخليل: "مالك لا تقول الشعر، فقال: الذي يجيئني لا أرضاه، والذي أرضاه لا يجيئني"( )
 
ولقد أورد ابن عبد ربه الرواية نفسها ولكن بألفاظ مختلفة حيث قال: "قيل للخليل: مالك لا تقول الشعر؟ فقال: الذي أريده لا أجده، والذي أجده لا أريده"( ) .
 
ولقد ذهب ابن أيدمر إلى ما ذهب إليه الجاحظ وابن عبد ربه حيث أورد الرواية نفسها وقال: "قيل للخليل بن أحمد: مالك لا تقول الشعر؟ فقال: الذي أريده لا أجده، والذي أجده لا أريده"( ) .
 
ولقد رأى الحصري القيرواني أن شعر الخليل شعر قليل ضعيف( ).
 
وهذا العسكري يرى أن شعر الخليل وشعر العلماء بصورة عامة ليس شعراً جيداً فهو يقول: "وهذا الخليل بن أحمد وحماد الراوية، وخلف الأحمر، والأصمعي، وسائر من يقول الشعر من العلماء، ليس شعرهم بالجيد من شعر زمانهم، بل في عصر كل واحد منهم خلق كثير ليس لجماعتهم علم واحد من هؤلاء، وكلهم أجود شعراً، فقد يقول الشعر الجيد من ليس له المعرفة بنقده، وقد يميزه من لا يقوله"( ) .
 
وهناك فئة كبيرة أخرى من الأدباء والنقاد القدامى قد نال شعر الخليل استحسانها وأعجبت بشاعريته، ورفعت من مستوى شعره، فهذا ابن المعتز يقول عنه: وكان فطنا عالما بأيام الناس وأخبارهم، وكان مع ذلك شاعراً مفلقاً وأديباً بارعا. ويشير ابن المعتز إلى أن شعره قليل لأن شغله بالعلم أكثر منه بقول الشعر( ) . وذهب الزبيدي إلى القول: وكان الخليل فطنا شاعراً، واستنبط من العروض، ومن علل النحو، ما لم يستنبط أحد، وما لم يسبقه إلى مثله سابق( ) 

الصفحات