أنت هنا

قراءة كتاب الخليل بن أحمد الفراهيدي شاعرا - حياته وشعره

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الخليل بن أحمد الفراهيدي شاعرا - حياته وشعره

الخليل بن أحمد الفراهيدي شاعرا - حياته وشعره

الخليل بن أحمد الفراهيدي لغوي وعالم وأديب عبقري، عاش في أواخر العصر الأموي وأوائل العصر العباسي. وهو واضع أسس علم النحو في اللغة العربية، ومبتكر علم المعاجم، وعلم العروض. وله بالإضافة إلى ذلك شعر هادف متناثر بين أمهات كتب الأدب والتراجم والتاريخ.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 3
شيوخه:
 
عاش الخليل في أواخر العصر الأموي وأوائل العصر العباسي، وشهد ذلك العصر حركة فكرية زاهرة وأدبية نشطة فنهل من الثقافة السائدة في عصره، حيث كانت البصرة آنذاك موئلا لثقافات متعددة، منها ما هو من أصل عربي، ومنها ما جاء من ثقافات الأمم الأخرى التي امتزجت مع الثقافة العربية وجاءت عن طريق الترجمة النشطة آنذاك.
 
ولقد تلقى الخليل العلم على عدد وافر من شيوخ عصره وعلى رأسهم أعلام اللغويين البصريين، بالإضافة إلى من لقيه من الرواة وأخذ عنه.
 
ولقد تلقى النحو عن عيسى بن عمر الثقفي المتوفى سنة 149هـ( ). وضروباً أخرى من العلم عن عاصم الأحول، والعوام بن الحوشب، وأبي عمرو بن العلاء، وأيوب السختياني( ) .
 
وتبدّى الخليل غير مرة، وخالط الأعراب، وسمع منهم، وأخذ شيئاً كثيراً عنهم، فنبغ في اللغة والنحو، وكان له براعة في تصحيح القياس واستخراج المسائل النحوية وتعليلها. وعنه أخذ سيبويه واستمده لكتابه الشهير في النحو( ) .
 
تلاميذه:
 
كان الخليل عبقرياً فذاً، وعالما لغوياً، وأديباً شاعراً، وفقيهاً محدثاً، "قرأ عليه كثير من الناس، وعالم لا يحصى( ) والتف حوله عدد من تلاميذه الذين عدوا فيما بعده من قادة العلم واللغة، ومنهم سيبويه شيخ النحاة في عصره، والنضر بن شُمَيْل، وأبو فَيدٍ مُؤَرِّج السدوسي، وعلي بن نصر الجهضميُّ، وسعيد بن مسعدة الأخفش، وحنين الطيب النصراني الذي لازمه في بيته لا يبرحه حتى تعلم العربية، والأصمعي، والليث بن المظفر، وأبو محمد اليزيدي، وغيرهم( ) .
 
ولا شك أن الخليل قد أثر تأثيراً كبيراً في علوم اللغة العربية، بمصنفاته العديدة القيمة التي أثرى بها اللغة، وبتلاميذه الأفذاذ الذين ساروا على نهجه.
 
مصنفاته:
 
كان الخليل إماماً في علم اللغة والنحو، وهو واضع معجم العين الذي هو أول معجم في العربية، لا بل لعله أول معجم في بابه في الحضارة الإنسانية، كما أنه كان على معرفة ودراية بالموسيقى، ووضع أول كتاب فيها، ولا شك أنه قد ساعده بصره بالنغم على اختراع علم العروض لما بين الإيقاع في النغم والتقطيع في الأجزاء من الشبه.
 
ولقد ذكرت المصادر التي ترجمت له عدداً من مصنفاته ومنها: كتاب العين في اللغة، وكتاب الإيقاع، وكتاب الجمل، وكتاب الشواهد، وكتاب العروض، وله فائت العين، وكتاب النغم، وكتاب النَقط والشكل وغير ذلك( ) .
 
وفاته:
 
توفي الخليل بن أحمد – رحمه الله – سنة سبعين ومائة للهجرة حسب أغلب الروايات. وقيل: إنه توفي سنة خمس وسبعين ومائة وسنة ستين ومائة. وكان سبب موته أنه قال: أريد أن أقرب نوعا من الحساب تمضي به الجارية إلى البقال فلا تظلم. ودخل المسجد وهو مشغول الفكر، فصدمته سارية، فكانت سبب موته، وقيل: بل كان يقطع بحراً من العروض( ) .
 
وسواء صحت هذه الرواية بحذافيرها أم لم تصح، فمن المؤكد أن سبب وفاته لا ترجع لعلة اعتل بها، وإنما لصدمة سارية المسجد، وذلك لانشغال فكره، فشغل عن أن يبصر ما بين يديه.

الصفحات