أنت هنا

قراءة كتاب الخليل بن أحمد الفراهيدي شاعرا - حياته وشعره

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الخليل بن أحمد الفراهيدي شاعرا - حياته وشعره

الخليل بن أحمد الفراهيدي شاعرا - حياته وشعره

الخليل بن أحمد الفراهيدي لغوي وعالم وأديب عبقري، عاش في أواخر العصر الأموي وأوائل العصر العباسي. وهو واضع أسس علم النحو في اللغة العربية، ومبتكر علم المعاجم، وعلم العروض. وله بالإضافة إلى ذلك شعر هادف متناثر بين أمهات كتب الأدب والتراجم والتاريخ.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 6
أولاً: شعر الزهد:
 
يحتل هذا اللون من الشعر مجالاً واسعاً من شعر الخليل. وهو من أهم المحاور الشعرية التي دار شعره حولها. فهو زاهد في الدنيا غير آبه بها فهي دار زوال وليست دار قرار، حيث يقول:
 
يعيش المرء في أمل
 
يردده إلى الأبد
 
يؤمل ما يؤمل من
 
صنوف المال والولد
 
ولا يدري لعل المو
 
ت يأتي دون بعد غد
 
فلا يبقى لوالده
 
ولا يبقى على ولد
 
وهو يصرح بأنه عاكف في بيته، بعيد عن الاتصال بحكام عصره، زاهد في الدنيا وما فيها:
 
أنست بوحدتي ولزمت بيتي
 
فطاب الأنس لي ونما السرور
 
فأدبني الزمان فلا أبالي
 
هُجرت فلا أزار ولا أزور
 
ولست بسائل ما دمت حياً
 
أسار الجيش أم ركب الأمير
وجاء شعره زاخراً بذكر الحياة والموت. فالدنيا مذمومة لا تدوم على حال. ولن تلبث أن تزول وتمضي. والموت سيلم بكل إنسان، ولن يصحب الإنسان معه من هذه الدنيا إلا صالح عمله:
 
غرّ جهولاً أمله
 
حتى يوافي أجله
 
ومن دنا من حتفه
 
لم تُغنِ عنه حيله
 
لا يصحب الإنسان من
 
دنياه إلا عمله
 
وهو لا يرى من الموت فوتاً مهما عاش الإنسان في هذه الدنيا:
 
عش ما بدا لك فقصرك الموت
 
لا مرحل عنه ولا فوتُ
 
بينا غِنى بيتٍ وبَهجَتهُ
 
زال الغِنَى وتقوَّضَ البيتُ
 
يا ليت شعري ما يُراد بنا
 
ولقلما تُغْني إذا ليتُ
 
وهو يؤكد أن الغناء غناء النفس لا غناءَ المال، وأن المال من عند الله عز وجل، فهو يخاطب سليمان بن حبيب والي فارس والأهواز الذي قطع راتبه قائلاً:
 
أبلغ سليمان أني عنه في سعةٍ
 
وفي غنى غير أني لست ذا مال
 
الرزق عن قدر لا الضعف ينقصه
 
ولا يزيدك فيه حول محتال
 
إن كان ضنَّ سليمان بنائله
 
فالله أفضل مسؤول لسؤال
 
والفقر في النفس لا في المال نعرفه
 
ومثل ذاك الغنى في النفس لا المال
 
ولا شك أن هذه الأبيات تنبئ عن نفسٍ عزيزة، لا تأبه إلا بالله عز وجلَّ، ولا تنتظر من البشر شيئاً. وهي تصدر عن تجربة صادقة، وأحاسيس قوية عميقة.

الصفحات