هذا العام مهم جداً في حياتي لأن الأحداث التي حصلت معي فيه كبيرة. قد تكون عادية لغيري ولكنها بالنسبة لي عظيمة. فبعد أن أكملت ........عاماً من عمري.
أنت هنا
قراءة كتاب أسبوعان في مصر معه ومعها
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
مسجد الأزهر. هذا الشامخ عبر العصور في مكانه ينتظر. تتعاقب الأجيال التي تعيش حوله إلا أنه ما زال ينتظر. ومسجد الحسين بقربه يشجع أحدهما الآخر على العيش بتلك المنطقة ولا أخفيكم أنني تفاجئت وكنت أظن أن المنطقة التي يقطن بها أفضل وأرتب وأنظف. التحف الفرعونية تباع بكل مكان وكأن لا ما ض لمصر سوى الفراعنة. يحاولون إلصاقها بهم في كل شيء، أما تاريخها الذي نتمي للمسليمن فإنه مهمل. من بين كل تلك الأشياء المصفوفة بالدكاكين من الآلهة الفرعونية والتماثيل والتحف بعضها على شكل حيوانات أو حتى حشرات تمثل الآلهة القديمة والأهرامات الصغيرة متعددة الأشكال والأحجام والألوان أو حتى العقود والسناسل لم أجد شيئاً يمثل التاريخ الإسلامي إلا ورق البردي الذي كتبت عليه آيات كريمة أو لوحات قرآنية أو صناديق مزخرفة. السياح ينتشرون بكل ما مكان وخصوصاً عند قهوة الفيشاوي. لا تكاد قدمك تأخذ مكانها بين هذه الجموع الغفيرة التي أخذت كل الكراسي المصفوفة في كل مكان تشرب الأرجيلة وتراقب المكان بابتسامات المفاجأة.
كم هي جميلة تلك الأنفاق الدائرية الصغيرة تحت الجسر التي تتسع فقط للأشخاص بالمرور من خلالها. جلس في إحداها رجل يقرأ القرآن بصوت عال يملأ المكان حتى يمر الناس ويشعوا له مبلغاً من النقود. لم نكن لنخطو إلا ويدعوك أحدهم للإنضمام إلى تلك القهوة أو غيرها ولكننا جلسنا في مكان لتناول الأيس كريم وأم علي المزينتين بالمكسرات المحمصة.
لم أشعر بتلك الغربة التي كانت تسيطر على عندما كنت أسافر إلى سورية. مع أن سورية أقرب لبلدي فقط كنت أحزن على الأردن عندما كنت أسافر وأتركها لئلا تفتقدني وأعود لأؤكد لها أنني سأعود لها قريباً.
عدنا لذلك الجسر الملتف الطويل الذي يبلغ طوله 16 كيلو متراً ومررنا من المكان الذي سهرنا فيه أمس على نهر النيل وكأني كنت هناك من حقبة طويلة. شربنا العصير ثم عدنا إلى البيت نحمل ما اشترينا من تلك الأماكن والأسواق البسيطة، بعض تلك الأسواق التي كانت تتسابك معاً بينما نمشي من سوق إلى آخر مثل المتاهة كانت تذكرني بأسواق مثيلة لها في دمشق لعلها بنيت في نفس الحقبة الزمنية التي أعادتنا إلى عصور كان للمسلمين فيها أمجاد وعراقة وتاريخ نقشت على كل حجر في تلك المنطقة.
القاهرة: الساعة الحادية عشر مساءً
الأحد 26/12