هذا العام مهم جداً في حياتي لأن الأحداث التي حصلت معي فيه كبيرة. قد تكون عادية لغيري ولكنها بالنسبة لي عظيمة. فبعد أن أكملت ........عاماً من عمري.
أنت هنا
قراءة كتاب أسبوعان في مصر معه ومعها
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 4
(3)
نسيت كاميرتي هذا اليوم. فآثرت الاحتفاظ بالصور في مخيلتي. وكم ستتسع تلك المخيلة من صور وأحداث. وهل سيأتي يوم لترسل فيه إشارة كما يفعل الكمبيوتر بأنها امتلأت ولا مجال لاستيعاب المزيد، أو أن عليك أن تلغي بعضها..........تلغي بعضها بضغطة زر.......... لو أن هذا يحدث!!
اضطررنا للجلوس فترة صغيرة على المقاعد التي تصطف على الرصيف نراقب حركة الناس والحافلات............لشد ما أثار استغرابي صغر تلك الحافلات في مدينة كبيرة كهذه ولكن عددها الكبير يغطي صغر حجمها.
ثم جلسنا في حديقة جميلة لفندق زوسر الضخم فقد بني على ثلاث أضلع لمثلث متساوي الساقين وتركت المسافة داخل هذه المثلث لاستراحة تحتوي على برك ونوافير وشلالات ومقاعد للاستمتاع بتلك الجلسة الهادئة بينما يحدك من الجهات الثلاث بنايات عظيمة رصت غرفها المتشابهة المتساوية بإحكام. جلسنا بانتظار القهوة نتحدث عن شتى المواضيع. كان المكان والزمان يحرضان على الكلام. وتكلمنا كثيراً عن العلاقات الدولية بين الأقارب وغير الأقارب وارتبطت كل نافذة من أمامي يمخيلتي بفكرة وكل ضوء مضاء بأمل يشع بحياتي، والرسوم الفرعونية على الواجهة بأحداث غريبة، وأحسست أن حياتي القادمة تتدحرج مثل كرة لا أستطيع التنبه لما يرسم عليها لأن حركتها مستمرة وأحببت أن أعرف ماذا سيحدث لي ولكن ذلك يبقى بعلم الغيب ويبقى الأمل يرسل أشعته الفضية لتنير ذلك الجزء الصغير من الكمبيوتر ألا وهو الذاكرة والمخيلة.
أصرت ابنتي وزوجها على زيارة محل الحلويات القريب من بينهما لتذوق الجاتو والعصير في محلات الجوادي، ولكني لم أستطع تناول العصير لأنهما لا يتركان المجال لمعدتي بالراحة فحملهما بلال معه إلى البيت. ولم أنس أن أتابع الأخبار حين وصولي للبيت حتى اطمئن على الناس الذين يعيشون في جنوب شرق أسيا والذين تعرضوا لزلزال عنيف أعقبه زيادة في المد مما أدى إلى دمار مدن بأكملها.
أكثر ما يضايقني بوجودي في تلك البقعة من الأرض أن مضيفي لا يسمح لي بدفع أي مبلغ ثمناً لأي شيء نشتريه بل إنه لا يسمح لي بالتفكير في ذلك حتى، والشيء الوحيد الذي أستطيع فعله حيال هذا الأمر هو أن أدعو الله عز وجل أن يبارك له في ماله ووقته وجهده وزوجه وأن يعوض عليه خيراً في الدنيا والآخرة.
في هذا اليوم الأثنين آثرنا البقاء في البيت نتابع برامج التلفزيون ونشرب الشاي، غفا مضيفي بينما كنا نتابع أحد البرامج، فنحن لثلاث ليال خلت بقينا خارج البيت للساعة الثانية عشرة أو الواحدة، ويغادر إلى عمله في صباح اليوم التالي الساعة السابعة. بكيت عندا سمعت صوت ولدي الحبيب على الطرف الآخر للمكالمة. لا أعرف لماذا فأمس سمعت صوت أخي ثم زوجته وفي اليوم الأول سمعت أصوات الجميع... ! لم أسمح لأحد برؤية تلك العبرات. غادرت إلى غرفتي مبكرة.........بحجة أنني سأنام......... وبقيت ساعتين أنتظر النعاس لأن يغزو جفوني الحزينة.
الثلاثاء 28/12