البيان، علم يعرف به إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة عليه.
أنت هنا
قراءة كتاب البيان القرآني
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
العربية والبيان :
لما كان القرآن الكريم قد شهد للعرب على عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) بالفحولة اللغوية والجدال العقلي، ولما كان العرب قد سجلوا انطباعاتهم عن القرآن الكريم يوم كانت تتنزل منه الآيات فإننا نزداد بصراً بالاعجاز البياني اللغوي، فقد لمس العلماء المسلمون هذا الاستشعار إلى العربية لدرجة كان يقول معها أبو عمرو بن العلاء: " لعلم العربية هو الدين بعينه" ، وكان عمر بن الخطاب يقول: " كان الشعر علم قوم لم يكن لهم علم أصح منه".
لقد كان الشعر ديوان العرب وميدان القوم إذ تباروا في الفصاحة والبيان، كان محالاً أن يعرف كون القرآن الكريم معجزاً من جهة الفصاحة إلا من عرف الشعر، كما يقول عن القاهر الجرجاني.
وفي الشعر يقول الرسول(صلى الله عليه وسلم): (( إن من الشعر لحكمة، وإن من البيان لسحرا))، كما قال(صلى الله عليه وسلم)لحسان: (( قل وروح القدس معك))، وقد استنشد كعب بن مالك وهو راكب ناقته ، فأنشد الابيات التي أولها :
قضينا من تهامة كل ريـث * وخيبر ثم أجمعنا السيوفا
نحيرها ، ولو نطقت لقالت * قوالمعهن دوساً أو ثقيفـا
فقال النبي(صلى الله عليه وسلم)(( والذي نفسي بيده لهي أشد عليهم من رشف النيل))، فقيل أن دوساً أسلمت بكلمة كعب عنده .
ويروى أنه(صلى الله عليه وسلم)قال لكعب بن مالك : (( ما نسى ربك، وما كان ربك نسيا، شعراً قلته، قال : وما هو يا رسول الله ؟ قال : أنشده يا أبا بكر، فأنشده أبو بكر رضي الله عنه :
زعمت سخيتة أن ستغلب ربها * وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
أما اريتاحه(صلى الله عليه وسلم)للشعر واستحسانه له، فقد روى أن النابغة الجعدي أنشد(صلى الله عليه وسلم)قوله:
بلغت السماء مجدنا وجدودنا * وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
فقال النبي(صلى الله عليه وسلم): أين المظهر يا أبا ليلى؟ قال: الجنة يا رسول الله، فقال(صلى الله عليه وسلم): اجل إن شاء الله.
وقصيدة كعب بن زهير " بانت سعاد" التي أنشدها بين يدي الرسول(صلى الله عليه وسلم)واستحسانه لأبياتها دليل على علمه(صلى الله عليه وسلم)بالشعر واستحسانه له.
أساليب البيان :
للبيان أساليب كثيرة منها التشبيه والتمثيل، والاجمال والتفصيل، والفصل والوصل، والحذف والتأكيد ، والتقديم والتأخير، غير أن أول ذلك وأولاه: التشبيه والتمثيل والاستعارة ، فإن هذه كما يقول الجرجاني: " أصول كبيرة كان جل محاسن الكلام- إن لم نقل كلها- متفرعة عنها وراجعة إليها".