كتاب "أساليب الخطابة والتدريس - دراسات إسلامية"، الخطابة مشتقة من خطبت خطابة ، والخطبة عن الأمر الجلل لنه إنما يقام بالخطب في الأمور التي تجل وتعظم ،وعن تحية مخاطبة الجماهير التي تعتمد على الإقناع والإستمالة والتأثير في الناس ؟فهم وقد كانت لها منزلة سامية ع
أنت هنا
قراءة كتاب أساليب الخطابة والتدريس - دراسات إسلامية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الخطابة
الخطابة مشتقة من خطبت خطابة ، والخطبة عن الأمر الجلل لنه إنما يقام بالخطب في الأمور التي تجل وتعظم ،وعن تحية مخاطبة الجماهير التي تعتمد على الإقناع والإستمالة والتأثير في الناس ؟فهم وقد كانت لها منزلة سامية عند العرب حيث كانوا يتباهون بالفصاحة والقول والإرتجال وسرعة البديهة ، وقد حقق كثير من الجاهليين لأنفسهم مكانة رفيعة بين قبائلهم ، ولا عجب أن نرى الخطابة في مقدمة أنواع النثر في صدر الإسلام ، فقد تحقق لها من الإزدهار ما مكنها من خدمة الإسلام في معظم الأغراض التي أراد أن يحققها في بناء المجتمع الإسلامي الجديد .
تطور الخطابة في العصر الإسلامي
يتفق الباحثون على ان الخطابة ازدهرت في هذا العصر لأسباب كثيرة منها :
1. لشيوع الأمية بين العرب ، إذ كانت الخطابة هي الوسيلة الأولى لدعوتهم إلى الدين الجديد .
2. جعل الإسلام للعقل منزلة عالية وجعل من شروط صحة العقيدة أن تكون بالاقتناع والمنطق مما مكن الخطابة أن تلعب دوراً بارزاً تراجع معه الشعر الذي كان يخاطب العاطفة والخيال لتحل الخطابة محله ، لأنها تخاطب العقل والمنطق .
3. ارتبطت الخطابة بنشر الدعوة في بدايتها ، وبعد أن استقر الأمر للمسلمين صارت وسيلة للتشريع ورسم السياسة للدولة الجديدة وتوضيح نظم الحياة في المجتمع الجديد .
4. وحد الإسلام العرب تحت أمة واحدة تخضع لراية الإسلام بقيادة قائد واحد هو الرسول "ص" ، والخلفاء من بعده ، فكانت الخطابة هي الصلة بين الراعي والرعية ، وبين الجيوش وقيادتها ، وبين الخلفاء وعامة المسلمين .
5. تتابع الحوادث والمواقف منذ وفاة الرسول "ص" والجدل حول الخلافة ، ثم ارتدت بعض القبائل ، والحروبات التي قامت ، والفتوحات التي حدثت بعد ذلك ، ووقوع الفتن بعد مقتل سيدنا عثمان رضي الله عنه ، والخلاف بين سيدنا علي كرم الله وجهه ومعاوية ، ثم الخلاف بين سيدنا علي والخوارج وغيرها من الحوادث ن كلها أفسحت للخطابة مجالاً فسيحاً جعلها تنمو وتزدهر .
موضوعات الخطابة
من خلال العرض السابق لأسباب تطور الخطابة يمكن القول بأن موضوعات الخطابة قد تعددت فقد استخدمت في مجال نشر الدعوة واثبات وحدانية الله سبحانه وتعالى ، ومحاربة الأصنام والأوثان ومعتقدات الجاهلية فقد كان النبي "ص" يخطب في الناس ثلاثة عشر عاماً من مكة يدعوهم إلى التوحيد ويعرض على قومه وكل من يلقاه آيات القرآن الكريم بالحكمة والموعظة الحسنة محاولاً بكل طاقته أن يوقظ ضمائرهم بما يصور لهم من قوة الخالق الذي لم يخلق الناس عبثاً ،وإنما خلقهم للسعي والعبادة في هذه الدنيا لينل الجزاء في اليوم الآخر.
ولما هاجر الرسول "ص" اتسعت خطابته بما أخذ يشرع للمسلمين ويوضح لهم أمور دولتهم ونظم حياتهم ، وكان يتعرض لأحكام الدين ، أوامره ونواهيه واضعاً الحلول لكثير من المشكلات الاجتماعية كمشكلة الرقيق وتوزيع الثروة ن والعلاقات بين الرجل والمرأة وغيرها من المشكلات التي حلت بتوجيه من القرآن الكريم .
ويمكن أن نصنف الخطابة إلى ثلاثة أنواع هي :
1. خطب المواعظ والتشريع : مثل خطبة "ص" في أول جمعة صلاها بالمدينة وخطبته في حجة الوداع ، وكذلك خطب الخلفاء التي كانوا يقولونها في مناسبات مختلفة
2. خطب الحث على الجهاد ، وهي الخطب التي كان يلقيها الخلفاء والقواد يحضون فبها الجيوش على الصبر والثبات في القتال حتى ينالوا إحدى الحسنيين ن يقول شوق حنيف : " ولا تبالغ إذا قلنا إن بلداً من بلدان الفرس في العراق وإيران وبلدان الروم في الشام ومصر لم تفتح إلا بعد أن فتحته خطبةأحد هؤلاء القواد كخطبة المغيرة بن شعبة في القادسية ، وخالد ابن الوليد في اليرموك".
3. الخطب السياسية وبيان منهاج الحكم نحو خطب المهاجرين والأنصار في ثقيفة بن ساعدة بعد وفاة الرسول "ص" ، وخطب الخلفاء عند توليهم الخلافة وسائر الخطب في المواقف المختلفة في العصر الإسلامي .