أنت هنا

قراءة كتاب فلسفة التفكير ونظريات في التعلم والتعليم

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
فلسفة التفكير ونظريات في التعلم والتعليم

فلسفة التفكير ونظريات في التعلم والتعليم

صمم هذا الكتاب ليكون فريداً من نوعه، وذلك لأنه جمع بين الفكر الفلسفي في عملية التفكير- الناتجة عن المعرفة العقلية والحسية لبعض المفكرين أو الفلاسفة من قبل أفلاطون -وأنماط التفكير ومهاراته المستنتجة من المدارس التي اهتمت بالتفكير العلمي والفلسفي والتربوي على

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 1

الفصل الأول: مقدمة في التفكير

مقدمة عامة في التفكير

تميز الإنسان عن جميع الكائنات الحية في العالم الفيزيقي ( الفيزيائي أو المادي) بالتفكير ، والتفكيربشكله العام عبارة عن عمليات داخلية تتم داخل الفرد من خلال مكونين رئيسين أحدهما مادي ، وهو العقل ، والآخر معنوي ، وهو النفس ، والأول أقل تعقيداً من الآخر ، لأن متعلقه الماديات ، فهو يتصل ويتفاعل مع الحواس من خلال العالم الخارجي ( البيئي) ، فالبيئة تنعكس على عقل الإنسان ، وقد يستجيب لها ( يستجيب للمؤثرات الحسية في البيئة ) ، ويقوم الإنسان بعمليات عقليةأبرزها : التفكير القياسي بنوعيه الاستنتاجي والاستقرائي ، والتفكير الناقد ، والتفكير الابداعي( الابتكاري) ، والتفكير الحدسي ، وغيرها من أنواع التفكير التي تتضمن مهارات عقلية متعددة كالتفسير والتحليل والتركيب والتقويم .
وأما النوع الثاني الأكثر تعقيداً في التفكير، فهو التفكير النفسي الذي يشير إلى عمليات التفكير ماوراءالمعرفية لينظر العقل إلى الميتافيزيقيات والغيبيات ويحاول تفسيرها وفهمها من خلال الاعتماد على المعرفة الفيزيقية كما حدث مع الفلاسفة الذين فسروا الوجود والحقيقة ، واستدلوا من العالم الفينيمولوجي( عالم الظواهر) على العلم الغيبي كمعرفة الله تبارك وتعالى .
ومن هنا ظهرت عدة مدارس تربوية ونفسية فسرت عمليةالتفكيرالتي تحدث لدى الإنسان ، بعضها تبنى النوع الأول كالمدرسة السلوكية ، والبعض الآخر تبنى النوع الثاني كالمدرسة الجشطالطية .
وبناءً على هذه المقدمة في فلسفة التفكير أرى أنه لا يمكن للتفكير أن يكون منفصلاً أو مستقلاً عن النوعين آنفي الذكر ، أي أنه لا يمكن عزله عن الواقع البيئي أو السياق الاجتماعي من جهة ، ولا يمكن عزله عن العالم الميتافيزيقي الغيبي من جهة أخرى ، وعلى سبيل المثال فإن السياق الاجتماعي يفرض على العقل الإنساني في تفكيره الالتزام الأدبي أو التبعية ، وهذا ليس عيباً إذا كان هذا السياق الاجتماعي ناشئ عن قيم إيجابية مستمدة من فكر علوي كالفكر الإسلامي .
وبناءً على ما تقدم ، اصبح للتفكير دينامية المتغير التابع أو المتغير الوسيط الذي ينتصف بين البيئة الاجتماعية المادية وبين العالم العلوي ، أو إن شئت قلت بين الفلسفة المادية البرجماتية وبين الفلسفة المثالية ، ولذلك فإن للتفكير أهمية وضرورة بالنسبة للإنسان ، و (للطالب على وجه الخصوص ) تتجلى في تفسير الرموز ، لأن الثقافة في أعمق معانيها تشير إلى الرموز التي تمثلت في الماضي أو الحاضر أويمكن تمثيلها في المستقبل ، وهذا يعني ان مسألة الزمان والمكان لا يمكن فصلهما أو اخراجهما البتة عن عملية التفكير ، ومن خلال التفكير يربط الطلبة الأزمنة الثلاثة ليفسروا ويحللوا الحوادث والوقائع ، ويتنبؤون في المستقبل كذلك.
والتفكير يجعل من الطالب إنساناً مرناً محافظاً على أصوله ومبادئه ، وينظر إلى عصره مبتكراً ومستخدماً لتكنولوجيا المعلومات في بيئته وحياته ، ويتعلم الطلبة من التفكير المهارات الكثيرة كالربط والاستنتاج والمقارنة والتفسير والتحليل والتأمل والتوقع وحل المشكلات لإمكانية التعامل مع البيئة الجامعية وحل معضلاتها .
والتفكير يثير النقد ليستطيع الطلبة وضع المعايير الملائمة لنقد موقف أو دراسة ما ، والتفكير الناقد حتماً يوصل إلى التفكير الابداعي الذي يبتكر الطلبة من خلاله أموراً جديدة تفيد مجتمعهم ، بل تفيد ثقافة العالم أجمع .

الصفحات