أنت هنا

قراءة كتاب مجمع الأمثال الجزء الثاني

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مجمع الأمثال الجزء الثاني

مجمع الأمثال الجزء الثاني

مجمع الأمثال الجزء الثاني  للإمام أبو الفضل الميداني، وهو من أفضل الكتب التي جمعت الأمثال العربية القديمة حيث وصل عددها إلى ما يقارب 5000 مثل عربي قديم، ويعتبر هذا الكتاب مرجع في الأمثال العربية القديمة، عدد صفحاته لا تقل أن ألفي صفحة مقسمة على ثلاثون باب،

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: ektab
الصفحة رقم: 1
مجمع الأمثال
 
الإمام أبو الفضل الميداني
 
الجزء الثاني
 
يعد هذا الكتاب أفضل كتاب صنف في موضوعه ، أورد فيه المصنف ما يقرب من (5000) مثل من الأمثال العربية القديمة ، سوى آلاف أخرى من الأمثال المولدة ، ذاكرًا مضرب كل مثل ومورده ، وقد ختم كتابه بذكر أقوال النبي - صلى الله عليه وسلم - وخلفائه الراشدين التي جرت مجرى الأمثال ، وبالجملة فهو كتاب حسن التأليف كثير النفع جم الفوائد جدير بالمطالعة.
2925 قَدْ وَقَعَ بَيْنَهُمْ حَرْبُ دَاحِسٍ وَالغَبْرَاءِ
 
قَال المفضل‏:‏ داحسٌ فرسُ قيسِ بن زهير ابن جَذِيمة العَبسي، والغَبْرَاء‏:‏
 
فرسُ حُذيفة ابن بَدْر الفَزَاري، وكان يُقَال لحذيفة هذا ‏"‏رب معد‏"‏ في الجاهلية، وكان من حديثهما أن رجلاً من بني عبس يُقَال له قِرْوَاش بن هنى كان يُبَارِي حمْلَ بن بَدْر أخا حذيفة في داحس والغبراء، فَقَال حَمَلَ‏:‏ الغبراءُ أجود، وقَال قرواش‏:‏ داحس أجود، فتَرَاهنا عليهما عشرا في عشر، فأتى قِرْوَاش قيسَ بن زهير فأخبره، فَقَال له قيس‏:‏ راهنْ مَنْ أحببت وجَنَّبْني بني بدر؛ فإنهم يظلمون لقدرتهم على الناس في أنفسهم، وأنا نَكِد أباء، فَقَال قِرْوَاشِ‏:‏ إني قد أوجَبْتُ الرهان، فَقَال قيس‏:‏ ويْلَكَ‏!‏ ما أردت إلا أشأم أهل ‏ بيت، والله لتشعلن علينا شراً، ثم إن قيساً أتى حَمَلَ بن بدر فَقَال‏:‏ إني قد أتيتك لأواضِعَكَ الرهان عن صاحبي، فَقَال‏:‏ لا أواضعكَ أو تجئ بالعَشْر، فإن أخذتُها أخذتُ سَبَقِي، وإن تركتها رَدَدْتُ حقا قد عرفته لي وعرفته لنفسي، فأحْفَظَ قيساً، فَقَال‏:‏ هي عشرون، قَال حَمَلَ‏:‏ هي ثلاثون، فتلاجَّا وتَزايَدَا حتى بلغ به قيسٌ مائةً ووضع السبق على يدي غلاق، أو ابن غلاق أحد بني ثعلبة ابن سعد، ثم قَال قيس‏:‏ وأخيرك بين ثلاث فإن بدأت فاخترت فلى منه خصلتان، قَال حمل‏:‏ فابدأ، قَال قيس‏:‏ فإن الغاية مائة غَلْوة وإليك المِضْمَار ومنتهى الميطان - أي حيث يوطن الخيل للسبق - قَال‏:‏ فَخَرَّ لهم رجل من محارب فَقَال‏:‏ وقع البأس بين ابنى بَغِيض، فضمروها أربعين ليلة، ثم استقبل الذي ذَرَعَ الغاية بينهما من ذات الإصَاد، وهي ردهة وَسَطَ هَضْب القَليب، فانتهى الذرع إلى مكان ليس له اسم، فقادوا الفرسين إلى الغاية وقد عطَّشوهما
 
وجعلوا السابق الذي يرد ذاتَ الإصاد وهى مَلأى من الماء، ولم يكن ثمَّ قصبة ولا غيرها، ووضع حمَل حَيْسا في دِلاء وجعله في شعب من شِعَاب
 
هَضْب القَلِيب على طريق الفرسين، فسمى ذلك الشعب ‏"‏شعب الحَيْسِ‏"‏ لهذا وكمن معه فتيانا فيهم رجل يُقَال له زهير بن عبد عمرو، وأمرهم إن جاء داحس سابقا أن يردُّوا وَجْهه عن الغاية، وأرسلوهما من منتهى الذرع، فلما طلعا قَال حَمَل‏:‏ سَبَقْتُكَ يا قيس، فَقَال قيس‏:‏ بعد اطِّلاع إيناسٌ
 
فذهبت مَثَلاً، ثم أجدَّا فَقَال حمل‏:‏ سبقتك يا قيس، فَقَال‏:‏ رويداً يَعدون الجَدد، أي يتعدينه إلى الوَعث والخَبَار، فذهب مَثَلاً، فلم دنوا وقد برز داحس قَال قيس‏:‏ جَرْىُ المُذْكِيات غِلاب، ويقَال ‏"‏غِلاء‏"‏ كما يتغالى بالنبل، فذهبت مَثَلاً، فلما دنا من الفتية وثب زهير فلَطَمَ وَجْه داحس فردَّه عن الغاية، ففي ذلك يقول قيس ابن زهير‏:‏
 
كَمَا لاَقَيْت مِنْ حَمَلِ بْنِ بَدْرِ * وإخْوَتِهِ عَلَى ذاتِ الإصَادِ
 
هُمُ فَخَرُوا عَلَى بَغَيْرِ فَخْرٍ * وَرَدُّوا دُونَ غَايَتِهِ جَوَادِى
 
فَقَال قيس‏:‏ يا حذيفة‏:‏ أعْطُوني سَبقِي، قَال حذيفة خدعتك، فَقَال قيس‏:‏ تَرَكَ الخِدَاعَ مَنْ أجْرَى مِن مِائِةٍ، فذهبت مَثَلاً، فَقَال الذي وضعا السَّبْقَ
 
على يديه لحذيفة‏:‏ إن قيسا قد سَبَق، وإنما أردت أن يُقَال‏:‏ سَبَق حذيقة، وقد قيل، أفأدفع إليه سبقه‏؟‏ قَال نعم، فدفع إليه الثعلبي السبق، ثم إن عركى بن عميرة وابن عَمٍّ له من فَزارة نَدَّمَا ‏ حُذَيفة وقَالا‏:‏ قد رأى الناس سبقَ جوادك، وليس كل الناس رأى أن جَوَادهم لُطم، فَدَفْعُكَ السبقَ تحقيقٌ لدعواهم، فاسلُبْهُمْ السبق فإنه أقصر باعا وأكلُّ حَدَّا من أن يردك،
 
قَال لهما‏:‏ ويلكما أراجع فيهما متندما على ما فَرَطَ‏؟‏ عَجْزٌ والله، فما زالا
 
به حتى ندم فنَهَى حميصة بن عمرو حذيفة وقَال له‏:‏ إن قيساً لم يسبقك إلى مَكْرُمة بنفسه، وإنما سبَقَتْ دابةٌ دابةً فما في هذا حتى تدعى في العرب

الصفحات