أنت هنا

قراءة كتاب مجمع الأمثال الجزء الثاني

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مجمع الأمثال الجزء الثاني

مجمع الأمثال الجزء الثاني

مجمع الأمثال الجزء الثاني  للإمام أبو الفضل الميداني، وهو من أفضل الكتب التي جمعت الأمثال العربية القديمة حيث وصل عددها إلى ما يقارب 5000 مثل عربي قديم، ويعتبر هذا الكتاب مرجع في الأمثال العربية القديمة، عدد صفحاته لا تقل أن ألفي صفحة مقسمة على ثلاثون باب،

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: ektab
الصفحة رقم: 2
ظلوما‏؟‏ قَال‏:‏ أمَّا إذا تكلمت فلا بدَّ من أخذِه، ثم بعث حذيفة ابنه أبا قرفة إلى قيس يطلب السبق، فلم يصادفه، فَقَالت له امرأته، هر بنت كعب‏:‏ ما أحبَّ أنك صادفت قيساً، فرجع أبو قرفة إلى أبيه فأخبره بما قَالت، فَقَال‏:‏ والله لتعودَنَّ إليه، ورجَع قيس فأخبرته امرأته الخبر فأخذت قَيساً زفراتٌ، فأقبل متقلّباً ولم ينشَبْ أبو قرفة أن رجع إلى قيس فَقَال‏:‏ يقول أبي‏:‏ أعطِنِي سَبْقي، فتناول قيس الرمح فطعنه فدق صُلبه، ورجعت فرسه عائرة، فاجتمع الناس، فاحتملوا دية أبي قرفة مائة عُشَراء، فقبضها حًذيفة وسَكن الناس، فأنزلها على النفرة حتى نتجها ما في بطونها‏.‏
 
ثم إن مالك بن زهير نزل اللقاطة - وهي قريب من الحاجر - وكان نكح من بني فَزَارَة امرَأة فأتاها فبنى بها وأخبره حذيفة بمكانه، فعدَا عليه فقتله وفي ذلك يقول عنترة‏:‏
 
لله عَيْنَا مَنْ رَأى مِثْلَ مالك * عَقِيرَةَ قَوْمٍ أن جَرَى فَرَسَانِ
 
فَلْيَتهُمَا لم يَجْرِ يَا نِصْفَ غَلْوَةٍ * وليتهما لم يُرْسَلاَ لِرِهَانِ
 
فأتت بنو جذيمة حذيفة‏:‏ فَقَالت بنو مالك بن زهير لمالك بن حذيفة‏:‏ رُدُّوا علينا مالنا، فأشار سنان ابن أبي حارثة المّرىّ على حذيفةَ أن لا يرد أولادها معها، وأن يرد المائة بأعيانها، فقال حذيفة‏:‏ أرد الإبل بأعيانها ولا أرد النَّسلَ، فأبوا أن يقبلوا ذلك، فَقَال قيس بن زهير‏:‏
 
يَوَدُّ سِنَان لو يُحارب قَوْمَنَا * وفي الحربِ تَفْرِيقَ الجَمَاعةِ وَالأزْلُ
 
يَدُبُّ وَلا يَخْفَى ليُفْسِدَ بَيْنَنَا * دَبِيباً كما دَبَّتْ إلى جُحرِها النَّمْلُ
 
فيا ابنَيْ بَغِيضٍ رَاجعَا السَّلْمَ تَسْلَمَا * ولا تشْمِتَا الأعداء يَفْتَرقَ الشَّمْلُ
 
وإن سبيلَ الحربِ وَعْرُ مُضِلَّةٌ * وإن سبيل السِّلْم آمنةٌ سَهْلُ
 
قَال‏:‏ والربيع بن زياد يومئذ مجاورُ بني فزَارة عند امرأته، وكان مُشَاحناً لقيس في درعه ذي النور كان الربيع لَبِسَها فَقَال‏:‏ ما أجودَهَا، أنا أحقَ بها منك، وغَلَبه ‏ عليها، فأطرَدَ قيس لَبُوناً لبني زياد، فعارض بها عبد الله بن جدعان التَّيمي بسِلاح، وفي ذلك يقول قيس بن زهير‏:‏
 
لَمْ يأتِيك وَالأنباءُ تَنْمِي * بِمَا لاَقتْ لَبُونُ بَنِي زِيادِ
 
وَمَحْبِسُهَا لَدَى القُرْشِيِّ تُشْرَى * بأفْراسٍ وَأسْيَافٍ حِدَادِ
 
فلما قتلوا مالك بن زهير تَوَاحَوْا بينهم، فَقَالوا‏:‏ ما فعل حماركم‏؟‏ قَالوا‏:‏ صدناه، قَال الربيع‏:‏ ما هذا الوحى‏؟‏ إن هذا الأمر ما أدرى ما هو، قَالوا‏:‏ قتلنا مالك بن زهير قَال‏:‏ بئسما فعلتم بقومكم، قبلتم الدية ورضيتم، ثم عَدَوْتُم على ابن عمكم وصهركم وجاركم فقتلتموه وغدرتم، قَالوا‏:‏ لولا أنك جارٌ لقتلناك، وكانت خفرة الجار ثلاثاً، فقالوا‏:‏ لك ثلاثة أيام، فخرج، وأتبعوه فلم يدركوه حتى لحقَ بقومه، وأتاه قيس بن زهير، فصالحه ونزل معه، ثم دسَّ أمةً له يُقَال لها رعية إلى الربيع تنظر ما يعمل، فدخلت بين الكفاء والقصد لتنظر أمحارب هو أم مسالم، فأتته امرأته تعرض له وهي على طُهْر فَزَجَرَها ‏(‏في نسخة ‏"‏فدحرها‏"‏ والمعنى واحد‏)‏ وقَال لجاريته‏:‏ اسقِينِي، فلما شرب أنشأ يقول‏:‏
 
مُنِعَ الرُّقَادَ فَمَا أُغَمِّضُ حَارِي * جَلَلٌ مِنَ النَّبَأِ المُهِمّ السَّارِى

الصفحات