أنت هنا

قراءة كتاب أصول البحث العلمي في القرآن الكريم

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أصول البحث العلمي في القرآن الكريم

أصول البحث العلمي في القرآن الكريم

إن من دوافع هذه الإصدارة؛ ومن أهم الاعتبارات التي تستدعي لكتابتها، وضع الخطوات الأولى للقواعد الأساسية التي تمكن الباحثين من الوصول إلى القوانين والنتائج الصحيحة في بحوثهم، وحتى يطابق ذلك مع النواميس الكونية، ويحاكي الواقع الماثل بكل صوره؛ ولا يتأتى ذلك إلا

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 5

أولاً : مفهوم المشكلة:

إن المشكلة العلمية هي القاعدة الأساسية في تحديد مصطلح (العلم) الذي بموجبه يتجدد مفهوم (المعرفة) أو الإدراك لكنه الأشياء، ثم تتم الفائدة من استخدامها الفعلي، بإتباع الأساليب المؤدية إلى ذلك؛ ولذلك كان العلم أولاً ثم الفعل ثانياً؛ لقوله تعالى : ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ.. ﴾. "سورة محمد الآية 19".
فما من رسالة مقدسة أو عادية إلاّ وهي تعالج المشكلات التي تواجه السلوك الإنساني سواء كان في الانحراف عن الفطرة السوية بالنسبة للرسالات السماوية، أو إشكال علمي بدراسة الظاهرة موضوع الدراسة للرسالات العلمية الحديثة. وما يهمنا هنا في هذا الكتاب المشكلة العلمية.
إن المشكلة العلمية تنقسم إلى قسمين هما القسم المتعلق بالعلوم الطبيعية، والآخر يختص بالسلوك الذي يعرف بالعلوم الإنسانية ويمكن تفصيل هذين القسمين على النحو التالي:
أولاً : العلوم الطبيعية:
حيث نجد أن القرآن الكريم دعا لامعان النظر والتفكر في طبيعة الأشياء لمعالجة الإشكالات التي تعترض الإنسان في معرفة كنه الأشياء في الطبيعة من حوله، بالإضافة لتصحيح أوجه الانحراف في فطرته السوية، وكذلك الانحراف في اعتقاده ولذلك دله على كل السبل العلمية التي تساعده على حل المشاكل العلمية في مجال العلوم الطبيعية ونذكر من ذلك مجموعة نماذج على النحو التالي :
(أ) علوم النبـات:
من اللافت للأنظار الطرح القرآني في حل الإشكال العلمي في مجال علوم النبات وعرضه للمشكلة وما يتعلق بها في تحديد النظرية العلمية التي تلبي حاجة المعرفة الإنسانية في أصل النبات وكيفية نشأته، بالإضافة إلى تصحيح العقيدة الإنسانية بطرح أسئلة تكون الإجابة مقنعة للإنسان بالحقيقة العلمية لمعرفة كُنْة النبات وكيفية نشأته؛ ومن ثم الإيمان بقدرة وعظمة من أوجده من العدم الله (جل جلاله)؛ لقوله تعالى : ﴿ هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ{10} يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾. "سورة النحل الآيات:10، 11". هذا في مجال الملاحظة المتعلقة بعلم النبات. وأيضاً قال تعالى : ﴿ وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾. "سورة النحل الآية 67". وقال تعالى كذلك : ﴿ وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُّتَرَاكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾. "سورة الأنعام الآية 99". وهذه إشارة واضحة لعملية التمثيل الضوئي. وأخيراً تلك القضايا النباتية ببعض التساؤلات والتفسيرات الربانية من القرآن الكريم كقوله تعالى : ﴿ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ{63} أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ{64} لَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ﴾. "سورة الواقعة الآيات 63، 64، 65".
(ب) علوم الحيوان:
إذا كان الإشكال العلمي هو المشكلة التي تجذب اهتمام الباحث فإن التنزيل أشار إلى ذلك في عدد من الآيات التي تدعو للبحث في عالم الحيوان ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر، قوله تعالى : ﴿ وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ{5} وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ{6} وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ{7} وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ{8} وَعَلَى اللّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَآئِرٌ وَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ﴾."سورة النحل الآيات: 5، 6، 7، 8، 9".
ومثال آخر عجيب قال تعالى : ﴿ وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَآئِغاً لِلشَّارِبِينَ﴾. "سورة النحل الآية 66". ثم نختم ذلك بتساءل للعلي القدير حيث قال المولى عز وجل : ﴿ أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ )"سورة الغاشية الآية 17".

الصفحات