أنت هنا

قراءة كتاب ذكريات الوطن والغربة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ذكريات الوطن والغربة

ذكريات الوطن والغربة

كتاب "ذكريات الوطن والغربة"، هذه ذكرياتي عن الوطن ، وما كان فيه من مشاهد وأحداث .. وعن الغربة وما رأيتُ فيها من مشاهد وأحداث .. اتبعت في كثير منها التسلسل الزمني .. ولم أكتب شيئاً منها في حينه إلا القليل ، ولم أسطر إلا بعض الذكريات ..

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 1

ذكرياتي في القرية

نبذة تاريخية عن العائلة :
ينتسب بنو جرّار إلى قبيلة الشقران .. والشقران بطن من الصُّبَّر من غسّان من القحطانية ، وهم بنو شقران بن عمرو بن صريم بن حارثة بن عديّ بن عمر بن مازن بن الأزد(1) .. قال القلقشندي(2) : وسُمّوا "الصُّبَّر" لصبرهم في الحرب . وقال السّويدي: "وذكر الحمدانيأنبالبلقاء طائفة منهم ، وباليرموك منهم الجمّ الغفير ، وبحمص منهم جماعة"(3) .. "وحمولة الشقران وآل جرّار في بلاد جنين ونابلس من أعقاب هذا البطن الأزدي(4) .
خرج ابن جرّار من اليمن مع جماعة من قبيلته الشقران في نهاية القرن الثاني عشر الميلادي ، ونزلوا مكة المكرمة ، ثم اتجهوا إلى حايل ، واستمروا إلى مدينة حلب ، ومنها انتقلوا إلى الشام ، واستقرّوا في قصبة حوران "بصرى الشام" ومنطقة اليرموك ..
وكان ابن جرار شيخاً للشقران في بصرى الشام ، وكان الشقران فيها قبيلة كبيرة .. أما سبب هذه التسمية لابن جرار ، فقد قيل إنها قديمة عُرف بها منذ أن خرج من اليمن . ويرجّح المؤرخ الدبّاغ أن بني جرار دُعوا بذلك لكثرتهم ولجرأتهم وإقدامهم في الحرب ، كما يتضح من تاريخهم ، فيقال جيش جرّار بمعنى كثير ، والجرار أيضاً من يرأس ألفاً(5) . وقيل إن تسمية ابن جرار بدأت في بصرى الشام ، فكان شيخهم إذا تقلّد سيف الإمارة ، كان السيف يجرُّ على الأرض(6) .
ثم انتقل أحد أبنائه مع قسم من قبيلته إلى البلقاء ، واستقر بالقرب من القسطل . وفي أواخر القرن الثالث عشر الميلادي ، منح الظاهر بيبرس "قلعة القسطل" لشيخ الشقران ، وكانت بقايا قلعة قديمة ، فحصّنها واتخذها قاعدة له ، وعرفت فيما بعد بـ"قلعة ابن جرار"(7) .
وكانت قبيلة الشقران تتنقّل بين البلقاء في الأردن ، والرطبة في العراق ، وبصرى في بلاد الشام .. وتنقّل قسم من أبنائها بين الكرك والطفيلة وجنين وغزة والخليل وغيرها من البلدان .
وفي أوائل القرن الثاني عشر الهجري ، الموافق لأوائل الثامن عشر الميلادي ، انتقل الشيخ محمد الزّبن (ابن جرار) من القسطل في أرض البلقاء إلى منطقة جنين ، ونزل في سهل عرابة ، وعيّنه السلطان العثماني أميراً على اللجون في مرج ابن عامر.. وفي تلك الفترة بدأ ببناء قلعة صانور ، وجعلها قاعدة له . وبعد وفاة الشيخ محمد الزبن عام 1772م ، تولى الإمارة ابنه الشيخ يوسف ، فأتم بناء القلعة وحصّنها لتكون قلعة لجبل نابلس ، يمتنع بها أبناء الجبل في الأزمات .. وقد استعان الشيخ يوسف في بنائها بأصدقائه وأنصاره من شيوخ جبل نابلس ،وجبل القدس وغيرهم ، فأمدّوه بالمال والعتاد ، ومهرة العمال ، فبنوها من الحجارة الصلبة والشيد (الكلس) وزيت الزيتون .. وبنى فيها قصراً كتب على بابه(8) :
كن رزيناً إذا أتتك الرزايا
فالليالي من الزمان حبالى
. وصبوراً إذا أتتك مصيبهْ
مُثقلاتٍ يلِدْنَ كلّ عجيبهْ.
وكان الشيخ يوسف قد عُيّن في أواخر عهد والده متسلّماً لجنين عام 1770م ، وبقي متسلّماً لها قرابة أربعين سنة . وفي عام 1774 عهد إليه السلطان العثماني بمتسلمية نابلس ، فجمع بينها وبين متسلمة جنين ثمانية عشر عاماً .. وقد اتصف الشيخ يوسف بصفات طيبة كثيرة ،منها التقوى والاستقامة ، والكرم والشجاعة ، والعدل والحكمة ، والإرادة القوية ، مما جعل جبل نابلس بأكمله يلتف حوله ، ويرى فيه أنموذجاً للحاكم الصالح الذي يحمي شعبه من الظلم ، ويسهر على راحته.. وأطلقوا عليه اسم "سلطان البر"(9) . وفي عام 1808م انتقل إلى رحمة الله تعالى .
وعاش آل جرار في مدينة جنين ، وانتشروا في عدد من قراها ، منها صانور ، وجبع ، وعرابة ، وميثلون ، والجديدة ، وسيريس ، والفندقومية ، والزاوية ، وبرقين ، والهاشمية ، وكفر قود ، وواد برقين . وسكنت بعض أسرهم في عكا وحيفا ونابلس وطولكرم والخليل واللد وغيرها من البلدان .. وغدت هذه العائلة من العائلات الكبيرة في فلسطين .

الصفحات