أنت هنا

قراءة كتاب ذكريات الوطن والغربة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ذكريات الوطن والغربة

ذكريات الوطن والغربة

كتاب "ذكريات الوطن والغربة"، هذه ذكرياتي عن الوطن ، وما كان فيه من مشاهد وأحداث .. وعن الغربة وما رأيتُ فيها من مشاهد وأحداث .. اتبعت في كثير منها التسلسل الزمني .. ولم أكتب شيئاً منها في حينه إلا القليل ، ولم أسطر إلا بعض الذكريات ..

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 2

نبذة عن الأسرة التي نشأت فيها :
• من أخبار جدّي وجدّتي :
جدّي هو الحاج محمود بن قاسم بن محمد الداود بن الشيخ يوسف الجرار .. ولد الحاج محمود عام 1862 من أبوين عثمانيين ، وهما : قاسم محمد الداود ، وحلوة النصّار من الزكارنة / قباطية . ودخل محمود كُتّاب القرية في صانور ، ودرس عند الخوجة (الشيخ) ، وفي عام 1880 تشاجر مع قريب له أمام الخوجة ، فضربه الخوجة ، فترك التعليم ، واتجه إلى الفروسية وطراد الخيل .. ونشأ شاباً قوياً ، شجاعاً ، كريماً ، يتصف بصفات الرجولة في نجدة الضعيف ، ونصرة المظلوم ، وإغاثة الملهوف ..
وكان والده قاسم الداود شيخاً لآل جرار بعد وفاة عمه الشيخ عبد الله الجرار .. وفي عهده قامت الدولة العثمانية بتكريم مشايخ آل جرار ومشايخ جبل نابلس عامة، فقد قدّرت لهم موقفهم إلى جانب الخلافة في وجه الحملة المصرية التي قادها إبراهيم باشا – بن محمد علي – لاحتلال بلاد الشام . وقام السلطان عبد الحميد الأول برفع الأموال المطلوبة من مشايخ آل جرار لمدة خمس سنوات مساعدة من الدولة لترميم قلعة صانور ، التي هدمها إبراهيم باشا ..
وفي عهد السلطان عبد العزيز الأول [1853-1875] قامت الدولة العثمانية بإصلاح شؤون البلاد إدارياً وقضائياً ، فوضعت مجلة الأحكام الشرعية ، وقوانين التجارة والمرافعات ، وأنشأت المجالس البلدية .. أما جهاز الإدارة فقد أدخلت عليه بعض التعديلات ، وحولت جنين إلى مركز قائمقامية ، وعيّنت الشيخ قاسم آغا الداود مديراً لقائمقامية جنين وبيسان ، واستمر فيها إلى أن توفاه الله عام 1878 . وقد ورد ذكر الشيخ قاسم في كتاب إحسان النمر "تاريخ جبل نابلس والبلقاء" في مجالات كثيرة .
وقد اشتهر في زمن قاسم الداود ابنه "نمر" الذي اتصف بصفات نادرة من الكرم والشجاعة حتى لُقّب بـ"نمر المشاريق" ، وعُيّن عضواً بمجلس الإدارة في نابلس"(10).
وبعد وفاة قاسم الداود بسنوات ، تسلّم حافظ باشا الإدارة في جنين ، وكان ظالماً، ولا يستطيع أحد أن يعترض على أعماله .. ولما وقف في وجهه محمود القاسم وأخوه عبد المجيد ، والشيخ فرحان السعدي وتابعه سرور .. أخذ حافظ باشا يضيّق عليهم الخناق ، ثم أصدر أمراً بنفيهم من جنين .. ففرّوا إلى الجبال ، وبدأوا يهاجمون مقرّه في الليل ؛ فينهبون خيوله ، وما تصل إليه أيديهم من أمتعته ، ويبيعونها في بلاد حوران ..
واستقر بهم المقام في بلدة "المغار" قرب صفد ، وذاع صيتهم في شمال فلسطين ، وأصبحوا من وجهاء تلك المنطقة . ولكن هذا الوضع الاجتماعي الذي وصلوا إليه أثار حفيظة بعض أبناء البلدة ، فحاولوا الإيقاع بهم ، فلم يتمكّنوا ..
بعد ذلك ذهب عبد المجيد إلى الحارّة قرية من قرى حوران ، وقُتل بطريقة مجهولة ، ولما لم يحضر بعد أيام ذهب محمود القاسم ليبحث عنه في القرية ، وعرف بطريق الصدفة أنه قُتل ، ولما تأكد من مقتله أخذ يطلق النار في حارات القرية، فأحضروا له الفرسان ، وألقوا القبض عليه ، وذهبوا به إلى عكا حيث سُجن في القلعة ، وفي أحد الأيام طلب من ابن أخته الذي كان من حراس القلعة، واسمه محمد ذيب جرار ، أن يأتيه بحبل ، ففعل ، وربط الحبل في شباك القلعة - وكان من الليف الخشن – وبدأ ينزل إلى خارج السجن ، ولكن الحبل أثر في يديه وسال الدم منهما ، فأفلت الحبل وخرّ ساقطاً إلى الأرض مغشياً عليه ، فانكسرت يده، وبعد أن أفاق لاذ بالفرار ، وفي الطريق وجد رجلاً يركب دابة ، فنهر عليه ، فخاف الرجل وتخلى له عن الدابة ، فركبها وسار إلى بلده صانور ، وهناك استقبله الأهل ، وصادف يومها عرس أديب بن محمد يوسف الجرار ، فاشترك في طراد الخيل رغم كسر يده ، ومكث أياماً حتى جبرت يده ، فقام المرحوم محمد اليوسف بالإصلاح بينه وبين حافظ باشا . ثم دخل في سلك الجندرمة ، وكان من حماة المحمل النبوي الذي كان يخرج من دمشق إلى المدينة المنورة ، ثم إلى مكة المكرمة لكسوة الكعبة المشرفة ..
كان يركب حصاناً اسمه كحيلان ، وكان يعلمه فنون حرب العصابات .. وحدث مرة أن أحد الفرسان – وكان يدعى طلال – طلب منه مطاردته ، فتتبّعه وخطفه عن ظهر فرسه ، ووضعه أمامه شوطاً من الطراد ، ثم عاد به وألقاه على ظهر فرسه .
وفي عام 1905 تقريباً ذهب مع المحمل .. وفي أثناء دخولهم لأرض الحجاز ، تعرض لهم قطّاع الطرق ، فطلب من قافلة المحمل أن تستمر في سيرها ، وضرب الحصان على ركبته ، فنام الحصان وتترس به ، وبدأ يشاغل قطّاع الطرق بإطلاق النار عليهم حتى مرّت القافلة بسلام ، ثم تحرّك بحصانه السريع لاحقاً بهم ، وقد ظنوا أنه قُتل لتأخره عنهم ، ولكن الله سلّم . وذهب مع المحمل إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة وأدّى فريضة الحج ..
وفي فترة غيابه في الحج ، والتي بلغت ثلاثة أشهر ، حدث موقف تجلّى فيه طاعة الزوجة لزوجها .. فكان قبل سفره قد أمر زوجته بأن لا تسمح لأحد بدخول البيت في أثناء غيابه ، وكانت عندها خادمة تحضر لها ما تشاء . وقد حضر والدها محمد داود الجرار من قرية جبع ليزورها في العيد – وهو ابن عم زوجها – فكلمته من وراء البوابة ، وأخبرته أن زوجها أمرها بأن لا تفتح الباب لأحد في أثناء غيابه، فغضب ورجع إلى بلده متأثراً ، وبعد حضور الحاج محمود من الحج لم يحضر للسلام عليه ، فأخبرته زوجته الحاجة بهية عن السبب ، فذهب إليه وطيّب خاطره ، وحضرا سوياً إلى صانور . وقال لابنته : السلام عليك يا حاجة والحمد لله على السلامة ، واعتبرها مسافرة مع زوجها لأنه لم يرها منذ سفر زوجها .

الصفحات