أنت هنا

قراءة كتاب عالم المرأة المسلمة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
عالم المرأة المسلمة

عالم المرأة المسلمة

إلى مسلمة العصر انفضي عنك غبار الماضي فلقد طال السبات . انفضي عنك أفكار الماضي فما زال المورد عذبا . قومي إلى إسلامك الذي يحيي فيك قلبك ونفسك وعقلك ؛ فإذا أنت أنشط ما تكونين وأذكى ما تكونين وأجمل ما تكونين .

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 1

مكانة الأم في الإسلام

وصَّى الله سبحانه وتعالى الأولاد بالوالدين عموماً وربط عبادته وتوحيده بالإحسان للوالدين لعظم حقهما عليهم. قال تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ﴿36﴾)(سورة النساء: 36 )(وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴿٢٣﴾ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْرَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴿٢٤﴾)(سورة الإسراء: 24،23 )
ومركز الأم مركز عظيم في الإسلام فوصّى بها الإسلام توصية خاصة بعد التوصية العامة.
قال تعالى(وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴿14﴾)( سورة لقمان : 14)
أكرم الإسلام الأم كرامة لم ترق إليها في أي زمان ومكان.
فهي صاحبة الحق الأول على أولادها، وحقها مقدم ثلاث مرات على حق الأب.
وما هذا إلا رفعة وتكريماً وأداءً لحقها ومراعاة لتكوينها وحاجتها النفسية للعناية.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً سأل النبي :{أي الناس أحق بحسن الصحبة؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك} [البخاري]
وذهب الجمهور إلى أن الأم تفضل في البر على الأب.
حدثنا بهز عن أبيه عن جده قال:{ قلت يا رسول الله من أبر؟ قال: أمك، قلت ثم من، قال: أمك، قلت: ثم من؟ قال: أمك ثم أباك ثم الأقرب فالأقرب}. رواه البخاري وابن ماجه

مكانـة البنت

عني الإسلام بإكرام البنت ومراعاة تكوينها ونفسيتها، ولأنها نصف المجتمع، وجعل الإحسان إليها ستراً من النار.
قال : {من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له ستراً من النار} [متفق عليه]
والبنات كالأولاد هبةالله عز وجل للوالدين والهدية محبوبة إلى النفس مهما كانت.
قال تعالى: (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ ﴿49﴾ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ۖ وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِير ) [الشورى: 50/49]
ولم يكن أهل الجاهلية يرحبون بقدوم الأنثى حتى إن الآيات رسمت المشهد رسماً حياً عن استيائهم من البنات.
قال تعالى: (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ﴿58﴾ يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ ۚ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) [النحل: 59/58]
وكل هذا الاستياء خوفاً من العار وخوفاً على الرزق ولذلك طمأنهم الله أنه هو الكافل لرزق الكبار والصغار.
قال تعالى: ( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [هود: 6]
قال تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا ) [الإسراء: 31]
ومن توصية الإسلام بالبنات أنه جعل أجر من يحسن إليهن في تربيتهن وتعليمهن مرافقة لرسول الله .
قال : {من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه} [رواه مسلم] يعني إشارة لمرافقته .
ومن أرقى مظاهر الاهتمام بالمرأة الاهتمام بدينها وطاعتها لربها وتقواها لتكون بمنجاة من النار، لذلك أمرت الأسرة المسلمة أن تحمي أفرادها ومنهم النساء من النار. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) [التحريم: 6]
ولذلك حذر الله عز وجل من إهمال الأمانات وأكثرها خطراً النساء بعدم التربية وعدم الرعاية وعدم الإعانة للوصول لمرضاة الله عز وجل.
قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [الأنفال: 27]

الصفحات