كتاب "مع سيرة الحبيب - سلسلة حوارات إسلامية للناشئة" للكاتب د. إبراهيم الدعمة، عبارة عن سلسلة حوارات في سيرة الحبيب الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم). نقرأ منها:
أنت هنا
قراءة كتاب مع سيرة الحبيب - سلسلة حوارات إسلامية للناشئة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

مع سيرة الحبيب - سلسلة حوارات إسلامية للناشئة
الصفحة رقم: 2
قبل الميلاد
زيـد : أنظر يا عمار كم كان العرب في جاهليتهم حمقى ! .
عمّار : كيف تقول ذلك يا زيد والعرب في الجاهلية كانوايتصفون بالحكمة والشجاعة والكرم وما إلى ذلك من صفات !.
زيـد : ورغم كل ما قلت يا عمار كانوا يسجدون لحجارة لا تضر ولا تنفع ، وتدور بينهم الحروب لسنين طويلة لأتفه الأسباب كـ ( داحس والغبراء ) و ( حرب البسوس ) ، حتى أنهم كانوا يطوفون حول الكعبة عراة ، وكانوا يصفرون ويصفقون بدلاً من أن يذكروا الله سبحانه وتعالى ، ويئدون البنات خوفاً من العار ، إلى غير ذلك .
عمّار : عجباً لهؤلاء الناس كيف يجمعون هذه المتناقضات .
زيـد : لا تعجب يا عمار ، فالذي لا يجعل الله له نوراً وهداية تراه يخلط الأعمال الصالحة والطالحة وهو يظن أنه يحسن صنعاً ، ولكن الحقيقة غير ذلك .
عمّار : لقد قرأت يا زيد بأن بعضهم كان يصنع صنمه من تمر ، ويعبده من دون الله ، حتى إذا جاع أكله ! .
زيـد : نعم يا عمار ، فهل يفعل هذا عاقل ؟! ، وإذا كان ما يعبده إله ألا يدافع هذا الإله عن نفسه ! .
عمّار : فعلاً لقد كانوا في ضلال مبين .
زيـد : وكل هذا الضلال كان يتطلب رسولاً يردهم إلى جادة الصواب يا عمار ، ويبين لهم طريق الهداية ، وهذه سنة الله عز وجل في خلقه لقوله عز وجل " وإن من أمة إلا خلا فيها نذير " [ فاطر : 24 ]
عمّار : فكانت بعثة النبي عليـه الصلاة والسلام إذاً .
زيـد : نعم يا عمار ، بعث الله سبحانه وتعالى رسولنا عليه الصلاة والسلام ليخرجنا من الظلمات إلى النور ومن الضلالة إلى الهدى ، وهذا من فضل الله عز وجل علينا وعلى الناس جميعاً .
عمّار : الحمد لله رب العالمين على هذه النعمة العظيمة ، والتي لولاها ما كنا مسلمين .
زيـد : الله سبحانه وتعالى أكرمَ الناسَ على مر القرون بالرسل والأنبياء حتى يردوهم إلى فطرتهم التي فطرهم عليها ، ولا تخلو أمة من رسول أرسله الله عز وجل إليهم ، ولقد كان الرسل يبعثون إلى أقوامهم خاصة ، ولكن الحبيب عليه الصلاة والسلام بعث إلى الناس عامة ، وهو خاتم الأنبياء والمرسلين ، وأكمل الله سبحانه وتعالى به الدين ، وأمرنا سبحانه وتعالى بأن نتبعه ليعلمنا كيف نعبد الله سبحانه وتعالى كمـا يحب ربنا ويرضى ، لنكون من أصحاب الجنة إن شاء الله .
عمّار : ولكن ألا ترى يا زيد أننا قد بدأنا رحلتنا دون أن نتعرف على مولده عليه الصلاة والسلام ونشأته حتى أرسله الله عز وجل وحمَّلَه أمانة الدعوة ، وأمره بتبليغ ما أنزل عليه من ربه عز وجل .
زيـد : نعم يا عمار لقد ذكرتني بهذا ، فيجب أن نتعرف على سيرة الحبيب عليه الصلاة والسلام من بدايتها ، لنرى علامات النبوة التي أكرمه الله عز وجل بها ، وكانت دلائل على اصطفاء الله عز وجل له عليه الصلاة والسلام .
عمّار : إذاً فلنبدأ رحلتنا منذ أن حملت به أمه عليه الصلاة والسلام يا زيد .
زيـد : أبشر بالذي يسرك يا عمار .