أنت هنا
قراءة كتاب البدو في فلسطين في الحقبة العثمانية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
البدو في فلسطين في الحقبة العثمانية
الاقتحام الأول: وكان ذلك في القرن السابع الميلادي مع الفتوحات الإسلامية، فبعد ظهور الإسلام؛ اتجهت أنظار العرب إلى خارج جزيرتهم، فانطلق غزوهم إلى فلسطين خاصة، زمن الخليفة أبي بكر الصديق وعمرو بن الخطاب رضي الله عنهما، ومن هنا بدأت القبائل البدوية تنطلق مقتفية أثر الجيوش الإسلامية في حملاتها العسكرية وفتوحاتها في فلسطين. واستوطنت هذه القبائل النازحة وراء الجيوش الإسلامية في سيناء والنقب، واستقر أكثرها في جبال نابلس والشام، والسهول الداخلية مثل: منطقة بيسان، ومرج بن عامر، وفي منطقة البلقاء وحوران والجولان.
الاقتحام الثاني : وكان ذلك في القرن التاسع الميلادي، وجاء ذلك الاقتحام نتيجة تحرك قبيلتي: بنو هلال وبنو سليم، وبشكل مفاجئ من نجد شمالا، من جهة... والضعف الذي ساد المنطقة من جهة ثانية؛ بعد انتقال العاصمة الإسلامية من دمشق في فترة الدولة الأموية، إلى بغداد زمن العباسيين، وأثناء تحرك هاتين القبيلتين إلى الشمال، ضغطت أمامها على قبائل أخرى، وأجبرتها على الهجرة.
الاقتحام الثالث : حدث في الفترة العثمانية؛ لقد بدأ ذلك في نهاية القرن السادس عشر، ووصل ذروته في القرن السابع عشر، هذه الفترة هي فترة ضعف في الإمبراطورية العثمانية. ففي هذه الفترة هاجرت قبائل شمر من شمال نجد إلى الشمال، فضغطت أمامها على قبيلة الموالي في الصحراء السورية (المعروفين بأبو ريشة) وقد سيطرت قبائل شمر على مناطقهم وخاصة في حوران. بعد هذه الهجرة، حدثت هجرة أخرى من قلب شبة جزيرة العرب وهي هجرة قبائل عنزة، وهذه القبائل ضغطت بدورها على قبائل شمر، وطردتها من الصحراء السورية، وسيطرت مكانها على الصحراء السورية. لهاتين الهجرتين كان تأثير كبير على فلسطين، حيث أن هذه الهجرات أدت إلى دخول قبائل بدوية من الصحراء السورية إلى فلسطين، قسما منها خوفا من القبائل الأخرى. ومن هذه القبائل نذكر قبيلة الزيادنة والتي سيطرت في القرن الثامن عشر على منطقة شمال فلسطين بزعامة شيخها ظاهر العمر الزيداني.
3. القبائل والعشائر البدوية الكبرى في فلسطين في نهاية الحقبة العثمانية
هنالك العديد من القبائل التي سكنت في فلسطين في الحقبة العثمانية، منها من ترك فلسطين وهاجر إلى شرقي الأردن والصحراء السورية، ومنها من غير ديرته في داخل فلسطين من منطقة إلى أخرى (أنظر الملحق الذي يبين توزيع القبائل في داخل فلسطين في نهاية الحقبة العثمانية).
وفيما يلي نبذة عن القبائل والعشائر البدوية الكبرى في فلسطين (11).
أ. شمال فلسطين
1. عرب البشاتوة: وأصلهم من الحجاز. لقد هاجروا في البداية إلى العراق، ومن ثم إلى منطقة شرقي الأردن، ومن هناك كانت الطريق قصيرة إلى منطقة بيسان. لقد سكنوا في المنطقة ما بين نهر الأردن ومدينة بيسان.
2. عرب التركمان: أنهم يعدون من العرب المستعربة، إن اسمهم يبين بأنهم ليس عربا من ناحية الأصل. وأنهم ينتمون إلى الشعوب التركية. إن عشائر التركمان قد وُجدوا في بلاد الشام بما فيها فلسطين منذ الحروب الصليبية، حيث أنهم اشتركوا مع المسلمين بطرد الصليبيين من المنطقة. القائدين المسلمين في تلك الفترة: نور الدين زنكي وصلاح الدين، وطنوا جماعات منهم في بلاد الشام. إن تدفق التركمان إلى منطقة سوريا وفلسطين استمر في فترتي المماليك والعثمانيين. والتركمان الموجودون في فلسطين؛ أصلهم من منطقة الأناضول، وعندما حضروا إلى فلسطين؛ سكنوا في منطقة مرج ابن عامر؛ وخاصة في الجزء الجنوبي الشرقي منه، وأيضا في منطقة قيساريا. وتجدر الإشارة بأن قسما منهم سكن في منطقة الجولان. إن تركمان مرج ابن عامر يمثلون ائتلافا لثمانية عشائر وهم : "بني سعيدان، أبناء علقمة (العلاقمة)، بني غراء، بني ظبية (ظبايا)، شقيرات، الطواطحة (عرب أبو زريق)، النغنغية، وعرب العوادين.
3. عرب الحجيرات: أصلهم من منطقة اللجا في سوريا. لقد هاجروا إلى فلسطين على ما يبدو في القرن الثامن عشر. سكن أبناء هذه العشيرة في بعض المناطق في الجليل، القسم الكبير منهم سكن في منطقة كفر مندا، صفورية ورمانة. وقسم منهم سكن في منطقة عكا، وقسم في منطقة سهل البطوف.
4. الزيادنة: هذه القبيلة قدمت من بلاد الحجاز إلى فلسطين في القرن السابع عشر، حيث استوطنوا بداية في منطقة البطوف، ومن هناك بسطوا نفوذهم على منطقة الجليل وقد برز فيهم زعيمهم الأقوى ظاهر العمر، الذي تمكن من بسط نفوذه على شمال فلسطين من سنوات الثلاثين من القرن الثامن عشر وحتى سنوات السبعين منه. حاول العثمانيون مرارا قمع قوة الزيادنة والقضاء على سلطانهم ولكنهم باؤوا بالفشل. وتمكن ظاهر العمر من توسيع نفوذه ليمتد إلى يافا والرملة وغزة وجنوب لبنان كذلك، إلى أن تمكن العثمانيون من قتله والقضاء على سلطانه في آب 1775، ومن ثم تم القضاء على أبنائه من قبل والي عكا احمد باشا الجزار، وبذلك تم القضاء على حكم الزيادنة.