كانت فلسطين ولا تزال رمزاً تاريخياً من رموز الحضارة العالمية بما قدمت عبر شعوبها من قيم للأمم جميعاً ، ومنبراً للإنسانية في تلاحمها وتسامحها بعيداً عن العرق أو الدين أو العقيدة.
أنت هنا
قراءة كتاب البدو في فلسطين في الحقبة العثمانية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 7
5. عرب السواعد : من اكبر العشائر في شمال فلسطين، أصلهم من شبه الجزيرة العربية، وتروي الرواية المتداولة بين أبناء هذه العشيرة، أنهم يعودون بأصلهم إلى بداية الإسلام، وتحديدا: إنهم يدعون بأن الأب الأول للعشيرة هو القائد المسلم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. حضروا إلى منطقة الشام مع الفتوحات الإسلامية. وسكنوا منطقة الحولة وخاصة في المنطقة المسماة نجمة الصبح. في النصف الثاني من القرن التاسع عشر؛ هاجر أبناء القبيلة إلى منطقة الجليل، وقد سكنوا في ثلاث مناطق : قسم منهم سكن في منطقة عكا، وقد أطلق عليهم اسم "عرب الرحل"، القسم الثاني سكن في منطقة شفاعمرو وخاصة في المنطقة المسماة "بالحميرة "، القسم الثالث في منطقة جبل الكمانة-وادي سلامة.
6. عرب الصبيح: إن هذه القبيلة استوطنت في الجليل الأسفل الشرقي وخاصة في المنطقة ما بين سهل البطوف، جبل الطور وحطين. إن هذه العشيرة كانت إحدى العشائر القوية والمؤثرة في شمال فلسطين في الحقبة العثمانية. إن أصل هذه العشيرة هو منطقة اللجاة في شمال الحوران. وكانت من حلفاء ظاهر العمر الزيداني عندما استولى على الجليل في النصف الأول من القرن الثامن عشر. وفي منتصف القرن التاسع عشر انضموا إلى عقيل آغا الحاسي قائد القوات الغير نظامية التابعة لوالي عكا وقد كانوا من حلفائه.
7. عرب الصقر: لقد كانوا من بين أقوى العشائر في شمال فلسطين. أصل هذه العشيرة من نجد شمال شبه الجزيرة العربية. لقد أتوا إلى فلسطين على ما يبدو في بداية القرن السابع عشر. منطقة نفوذهم وسلطاتهم كانت الجليل الأسفل الشرقي وسهل بيسان. في القرن الثامن عشر انضمت هذه العشيرة إلى ظاهر العمر الزيداني في بداية الأمر، ولما رأت بأنها لم تستفد من ذلك كثيرا، قررت الابتعاد عنه. وفي عام 1735 حدثت معركة بينه وبينهم، وقد انتصر ظاهر العمر عليهم ففروا من منطقة نفوذهم، وانتقلوا ليسكنوا في منطقة الساحل: "عتليت ويافا". أما ظاهر العمر والذي لم يرد محاربتهم وعداوتهم، فانه قرر مراضاتهم بعد ذلك، وبعدها عادوا ليسكنوا ما بين الناصرة ونابلس (هذه كانت ديرتهم) ولكن هذا لم يمنعهم من أن يبحثوا عن الفرص لكي يتخلصوا من ظاهر العمر، ولكن العشيرة لم تستفد من القضاء على ظاهر العمر عام 1775، لأن وريث ظاهر في ولاية عكا "أحمد باشا الجزار" قد تعامل معهم كما تعامل مع غيرهم بيد من حديد.
8. قبيلة آل طرباي : إن هذه القبيلة ظلت تحافظ على مركزها منذ عهد فترة حكم المماليك وحتى نهاية القرن السابع عشر. وقد تمركزت في منطقة الكرمل، ومن ثم بسطت نفوذها حتى اللجون، ومن ثم إلى جنين وكل مناطق مرج ابن عامر. واحتكرت لنفسها جباية الضرائب من العشائر الصغيرة الممتدة من نابلس وحتى جبال الكرمل. في النصف الثاني للقرن السادس عشر؛ برز زعيمهم عساف الذي عين من قبل السلطان العثماني كمسئول عن أمن شمال فلسطين، وتحددت مهمته بالحفاظ على سلامة القوافل التجارية في المنطقة، إضافة إلى قوافل الحجاج المسلمين والتي مرت من سوريا متجهة إلى الجنوب، إلى منطقة الحجاز. وفي النصف الأول للقرن السابع؛ آلَ الحكم للأمير أحمد بن طرباي، وتزامن ذلك مع عودة المعنيين بقيادة فخر الدين المعني الثاني الذي حاول أن يدخل إلى ارض فلسطين، وبذلك شكل تهديدا مباشرا على ال طرباي الذين تصدوا لهم وأرغموهم على العودة إلى لبنان. وعلى ضوء ذلك تمكن أحمد بن طرباي من السيطرة على مساحات واسعة في وسط فلسطين ومركزها: من حيفا وحتى يافا، وفرض الضرائب على كل من يمر في منطقة نفوذه. وفي النصف الثاني من القرن السابع عشر خلفه الأمير محمد؛ الذي سكن في خيمة على جبل الكرمل؛ وكانت الأموال تأتي إليه من الضرائب والإتاوات المفروضة على سكان منطقة نفوذه ومن يمر بها. وكذلك من نفوذه وسيطرته على ميناء عكا. فقد أطلق السلطان العثماني يده في منطقة نفوذه هذه مقابل أن يؤدي الأمير محمد مهمته بالحفاظ على أمن المنطقة. ومع اقتراب نهاية القرن السابع عشر؛ بدا الضعف والتراجع يدب في صفوف بيت آل طرباي، لينتهي عهدهم تماما عند مطلع القرن الثامن عشر.
9. عرب الغزاوية: أصل هذه العشيرة من غزة. لقد هاجروا إلى اليمن قبل الاحتلال العثماني، ومن اليمن هاجروا إلى بلاد الشام، حيث سكنوا في البداية في منطقة الحوران، ومن ثم هاجروا خلال القرن السادس عشر إلى منطقة بيسان، حيث سكنوا في شرق وجنوب شرق مدينة بيسان ومن غربي عشيرة البشاتوة.
10. عرب الغوارنة : لقد سكنوا في منطقة الحولة في اثنتي عشرة قرية، المركزية من بينهم كانت الخالصة ( كريات شمونة اليوم ) حيث كان مقر رئيس العشيرة. الاسم أطلق عليهم بسبب سكناهم بمنطقة غور. بعض الباحثون يقولون بان هذا الاسم أطلق على سكان مختلفين سكنوا منطقة الحولة. بينهم سكان حضروا من منطقة بيسان مهاجرين، جاءوا مع جيش إبراهيم باشا عندما احتل فلسطين وسوريا عام 1831. الغوارنة يختلفون عن باقي العشائر البدوية، لقد سكنوا العرش وليس الخيام، واعتاشوا من زراعة الأراضي وتربية الجواميس.