أنت هنا

قراءة كتاب الوجه الآخر للثورات العربية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الوجه الآخر للثورات العربية

الوجه الآخر للثورات العربية

هذا كتابي الثاني بعد كتاب «صناعة شهود الزور»؛ وللمفارقة فإنَّ ما احتواه الكتاب الأول شرح مسبقاً الأحداث التي اهتم بها هذا الكتاب، خصوصاً في مسألة الصراع على سوريا وفي سوريا.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 8

هذه بضاعتكم ردت إليكم

برزت عقيدة فرنسية جديدة في التعاطي مع العالم العربي ، هي عقيدة رونالد ريغان والمحافظين الجدد في التحالف مع السلفية الجهادية، خصوصاً وأنَّ هناك بعضاً من هؤلاء المحافظين الجدد الذين أتوا مع وصول ساركوزي إلى سدّة الحكم عام 2007. وتتلخص هذه العقيدة بالقبول بوصول السلفيين من الإسلاميين إلى الحكم في العالم العربي، ومساعدتهم على تحقيق هذا الهدف بكل الوسائل بما فيها العسكرية كما حصل في ليبيا، أو كما تحاول السياسة الفرنسية أن يحصل في سوريا. وقد كشف وزير الخارجية الفرنسي (آلان جوبيه) عن الخطوط العريضة لهذه العقيدة السياسية في خطابه الذي ألقاه في معهد العالم العربي في 16 نيسان 2011، الذي يمكن اعتباره بمثابة وثيقة ضمان فرنسية للإسلاميين الجهاديين باعتراف فرنسا بوجودهم وحكمهم طالما التزموا الخطوط الحمر، وأولها إسرائيل ويليها النفط والغاز؛ لقد أعلن جوبيه في هذا الخطاب جهل فرنسا بالعالم العربي عندما قال: «أما التحدي الثالث فيتجلى في تغيير نظرتنا إلى العالم العربي. فقد كنا، نحن الفرنسيين، نعتقد أننا على إلمام جيد بهذه المجتمعات، التي تربطنا بها علاقات عريقة ووثيقة. لكن «الربيع العربي» فاجأنا وأظهر جهلنا لجوانب كاملة من هذا العالم».
لقد حدّد جوبيه النظرة الجديدة بالتعاون مع الإسلاميين وقبولهم في الحكم، مؤكداً على ضرورة التواصل مع المقاولين في البداية، ومن ثم مع بقية شرائح المجتمعات في العالم العربي «اليوم، نحتاج إلى رؤية المقاولين والقائمين على الجمعيات. نحتاج إلى رؤية الفنانين والطلبة. نحتاج إلى رؤية المدونين وأولئك الذين يقولون «لا» والجهات الفاعلة الناشئة.
ذلك هو مغزى هذه الندوة التي وددت أن أعقدها لتشكل مناسبة لنا لتبادل آرائنا وتحاليلنا وأفكارنا.
وآمل أن يقام هذا الحوار من دون عقد مع التيارات الإسلامية ما دام الجميع يحترم المبادئ التي ذكرتها، أي قواعد اللعبة الديمقراطية ورفض جميع أشكال العنف».
وأطلق جوبيه مفاجأته عندما قال: «السيد بن سالم قال لنا، منذ قليل، إنَّ الإسلاميين سيفاجئوننا. فاجئونا، إذاً! أنا لا أطلب أفضل من ذلك. وسنفاجئكم بدورنا، فنحن ليست لنا إطلاقاً عقلية تسعى إلى وصم العالم الإسلامي أو الدين الإسلامي، بل على العكس من ذلك، نحن نسعى إلى الحوار معه»، أما الخلاصة من المفاجأة فهي تغير جذري في السياسة الفرنسية في العالم العربي «ينبغي لنا اليوم أن نعيد النظر في سياستنا برمتها تجاه العالم العربي..».
وخلص جوبيه إلى تحديد ثلاث نقاط هي محور السياسة الجديدة في العالم العربي أولها أمن إسرائيل وثانيها لبنان الذي تحلم فرنسا بالعودة إليه، والملف النووي الإيراني قائلاً: «ختاماً، التحدي الأخير: بذل قصارى جهدنا لإيجاد حل لأبرز الصراعات المستمرة في المنطقة.
أقصد بطبيعة الحال، أولاً وقبل كل شيء، الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. لا تقل تطلعات الشعب الفلسطيني مشروعية عن تطلعات الشعوب الأخرى للضفة الجنوبية. أما إسرائيل، فلها الحق في العيش في أمن وسلام. لذلك، يجب، خلال الأشهر المقبلة، أن تخرج فكرة دولة فلسطينية ديمقراطية مستدامة ومتصلة تعيش في أمن وسلام بجانب دولة إسرائيل، من مجال الأحلام لتتحول إلى واقع. نحن ندرك جميعاً المعالم الكبرى للحل: يجب الآن تنفيذها. ولن تدّخر فرنسا جهداً في سبيل تحقيق ذلك.
أقصد أيضاً الوضعية في لبنان. نحن في حاجة للبنان ذي سيادة يتحكم في مصيره ويصير، في المنطقة، قدوة يحتذى بها بفضل فعالية مؤسساته الديمقراطية والتعايش السلمي بين الطوائف.
أقصد ختاماً المسألة الإيرانية. موقفنا في هذا السياق واضح: يجب على السلطات الإيرانية أن تضمن لشعبها احترام حقوق الإنسان، وتسوية المسألة النووية، طبقاً لطلب المجتمع الدولي، والعمل على تطوير تأثير إيجابي في المنطقة برمتها».
هذه هي الخلاصات الثلاث، ولا يخفى على المتابع أن فرنسا وعدت الثورات العربية في أيار 2011 بالاعتراف بدولة فلسطينية بحلول أيلول من العام ذاته، لكنها تراجعت عن وعدها(32). أما العودة إلى لبنان فيلزمها سوريا ضعيفة ومرتهنة، والنووي الإيراني هو الجائزة الكبرى التي يريدها الغرب، في حين أنَّ الشيء الوحيد الثابت والمحقق فهو أمن إسرائيل المقدس لدى الغرب.. قبل هذا الخطاب بيومين دعا جوبيه عشرة من الباحثين في شؤون العالم العربي من ضمنهم أشخاص من أصول عربية، وقد قال أحدهم له: سيدي وزير الخارجية، المشكلة الكبرى تبقى أنَّ أي نظام سوف يأتي بعد القذافي سيكون فاقداً للشرعية لأنه أتى بفعل التدخل العسكري للحلف الأطلسي(33).
بعض الصحفيين شبه وزير الخارجية الفرنسي (آلان جوبيه) بوكالة أنباء حصرية لأخبار الثورات العربية خصوصاً في سوريا على الفيسبوك والانترنت، كونه يعتمد على ما تصدره صفحات الفيسبوك والتويتر في دعم موقفه مع وزراء خارجية الدول التي يتصل بها لإقناعها بتأييد مشروع القرار المعد فرنسياً وأوروبياً.

الصفحات