في روايته الأولى يتحدث الكاتب اللبناني ابراهيم عيسى عن مغامرته الثلاثية، يتأرجح قلمه على زخّات فقدانه والده، فرح يرحل في شبابه، ثم حبيبة لا ندري إنْ كانت القاتلة أم المقتولة أم الاثنتين معاً، أخيراً إلى وطن أشبعه سموم الطائفية.
قراءة كتاب إلى اللقاء قاتلتي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 8
- - ماذا تفعل؟
- - لاشيئ أمارس طقساً يومياً متعوداً إياه!
- - وما هو هذا الطقس؟
- - نوع من عبادتي لنفسي لوحدتي، لعالمي.
- - وهل أشاركك في هذا الطقس يا ترى؟
- - لا، فقط نبيذي وأنا وذكرياتي...
- - ألست إذاً في ذكرياتك؟
- - بلى، لكن يحدث أن الذكرى التي أسكر بسببها لست أنت فحواها.
- - من هي صاحبة الحظ يا ترى، صاحبة كأس النبيذ.
- - وهل لمّحت لك أنها امرأة؟ قلت ذكرى؟
- - إذاً محظوظة هذه الذكرى التي تمر ببالك وتسكر في كأسك...
على كل حال طلبتك لأراك...
- - أنهي طقسي وعبادتي وآتي.
- - هل أقول سخرية قدر، أم ماذا؟
- - كيف لليلة واحدة أن تحمل كل هذه المفاجآت لي، كيف لعدة ساعات أن تجعلني أسيرك وأسيرها معاً، كيف لي أن أكون معك ومعها، لك ولها في الليلة ذاتها.
وبدأت أشك في أنك تعرفينها وأنني أصبح أنا اللعبة بينكما، وأنكما متفقتان عليّ، لا كيف يعقل، هل أهلوس، ماذا يجري لي، لماذا ذهبت لآراها، لِمَ أفعل هذا؟ هل تروقني فكرة هذه الرواية أم أنني بدأت أكتبها وأخططها أنا؟ هل بدأت أرسم أحداث قصتي مسبقاً؟ هل أرى كلماتي قبل أن أكتبها وأنزلها على صفحاتي؟ هل أستدرجكما معاً لأكمل بكما روايتي؟
لا، أقسم لا، فالصفحات التي ستأتي تبرهن لكما هذا، ماذا يجري معي أخائن أنا أم كاذب، أحقير أم مخادع، أم ضحية تائهة في ضباب حبك وشاطئ جنونها...؟