المجموعة القصصية "حاول مرة أخرى"، للكاتبة الإماراتية ميرة المنصوري، الصادرة عن دار الفارابي للنشر والتوزيع ، نقرأ من أجواء هذه القصص: " لاحظت التغيرات الجديدة عليه، بدأ صوته ينخفض كلما تحدث في الهات
أنت هنا
قراءة كتاب حاول مرة أخرى
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
عذراً زوجتي
سامحيني يا زوجتي أنت السبب أيتها الزوجة المخلصة الوفية. سامحيني أنت السبب أنت سبب عذابي وعذابك، فبالرغم من جمالك وأناقتك، لم تأسريني، لم تجذبيني نحوك ونحو أولادي لأنسى العالم من حولي، فلا أرى غيركم ولا أسمع إلا صوتكم.
سامحيني زوجتي فقلد بذلت ما تستطيعينه من أجلي لتسعديني لكنه لم يكن كافياً. لقد كنت مريضاً وبحاجة إلى جرعات أكثر من الحب والحنان والاهتمام، وإلا لماذا نظرت إلى الخارج؟ ولما سعيت للبحث بقلبي وروحي وجسدي عن آخر. سامحيني زوجتي ولا تلومي نفسك كثيراً فما جرى قد جرى. سامحيني يا حلوتي فليست كل أنثى هي أنثى؟ لقد وجدت في الأخرى ما فقدته فيك، وأنا لم أعطها من مالي شيئاً، بينما أنت أخذت كل شيء، البيت والمال، وأنجبت الأولاد وحملت اسمي، والأخرى لا تريد شيئاً سوى الحنان والحب والعاطفة، بلا مقابل.
لقد أغدقت الأخرى بحبها وحنانها علي، كلما رأتني تضمني وتقبلني، وتتأوه من غيابي وفراقي، كانت تأخذني إلى مكان منعزل وهادئ، وتبوح لي بأجمل الكلمات والعبارات، كانت كثيراً ما تمسك راحة يدي وتقبلها، لقد كانت تعبدني، وهي لا تدري أنني أنا من يعبدها؟
سامحيني يا زوجتي، كم أعلم أن كلامي قاسٍ عليك، ولكن ماذا أفعل لقد تبدلت أحاسيسك ومشاعرك تجاهي، لم تغفري لي أي زلة أو عيب، كنت تذكرينني بعيوبي وأخطائي، لم تمدحيني يوماً، لم تشكريني يوماً، كنت دائماً تقولين إن ما أفعله هو من أجل أولادي، أولادي فقط؟؟ لماذا يا زوجتي؟؟ ألا أفعله من أجلكم ومن أجل راحتكم من أجل رضائك وإسعادك، لقد كنت قاسية كالألماس البراق الغالي المستحيل كسره. سامحيني يا ماستي الصلبة، فقد وجدت في الأخرى ما لم أجده فيك، فبالرغم من تفوقك عليها في الجمال والأناقة، لكن الأخرى أسرت قلبي وجسدي، فلا أرى إلا هي ولا أشم إلا رائحتها، ولا أشعر إلا بنعومة جسدها، سامحيني يا زوجتي المغرورة، فقد كنت غاية في الجمال، الذي لم يقربني منك بل أبعدك عني؟ أيتها الجميلة المخلصة التي ملأت قلبي بالثقة منها ومن إخلاصها وتفانيها لخدمة أبنائها والاهتمام بهم، لكنه لم يغنني عنك، ولم يكن يكفيني منك؟!
سامحيني يا زوجتي فأنت سبب شقاء هذه الأسرة، لماذا كنت قاسية علي؟ لماذا تهجرين المنزل وتغضبين لأيام وتتركينني لها للأخرى، تحنو علي وتنسيني أولادي وتنسيني إياك وتنسيني همومي وكل العالم، لماذا تقاطعينني دون أن تخبريني أنك ستقاطعينني؟ وتغضبين دون أن تخبريني؟ لماذا لا تعطينني مجالاً للهدنة ولحوار ناجح؟ أيتها الغضوب الثائرة لماذا لا تتصلين بي كلما تأخرت لتطمئني إلي ولتشعريني أنك مشتاقة إلي وتحبيني؟؟ بينما الأخرى تتصل ليل نهار، وكلما رن جرس الهاتف النقال خفق قلبي شوقاً ولهفة لها. سامحيني يا زوجتي المكابرة المتعالية، إنني لا أذكر يوماً أنك اتصلت بي، هل يا ترى لا تعرفين الرقم؟، وهل هناك زوجة لا تعرف رقم زوجها، إن هذا لشيء عجاب، هل يا ترى هي كبرياء الأنثى؟؟ سامحيني يا زوجتي فأنت سبب هذه الدوامة من المشاكل التي لم تنتهي، لم أشعر بالراحة يوماً في بيتي ، كلما احتجتك إلى جواري لا أجدك، ضاعت حياتي معك في خلافات وقطيعة، ولماذا لم يكن لديك حدس الأنثى، فتضيقي نطاق الخلاف بيننا، لماذا كانت أسرتك الكريمة شاهداً على كل خلاف بسيط يحدث بيننا، أليس لديك سر، ألا يوجد لديك خصوصية في حياتك الزوجية أيتها القنبلة الموقوتة. سامحيني يا زوجتي فليس كل ما يقال صحيحاً، ويبدو أن مستشارك الخاص لم يخدمك في قضيتك الشخصية، بل زاد الوضع وحالت قضيته إلى الفشل، لماذا يا زوجتي لم أشعر بالدفء والحنين ومن سأفقد؟؟ أنت.... وماذا سأفقد؟؟؟ أنت.... ومن أنت؟؟ يبدو أنني أعطيتك مساحة أكبر مما ينبغي، أيتها المتعجرفة الغضوب. لا تنظري إليّ من برجك العالي، فبرجك سيخر ساقطاً على الأرض، وستسقطين معه. لماذا تنظرين إلي هكذا؟ هل ستغضبين وتهجرين البيت؟؟ لم يعد يهمني فأنا لا أحتاجك فالأخرى قامت بكل الأدوار التي أريد أن تلعبيها.
مسكينة يا زوجتي فأنت مجرد دمية يحركها الآخرون، دون أن يكون لك أي إرادة أو اختيار؟؟ لا تنظري إلي بتعالٍ، فقد انتهى وقت التعالي، ولماذا تتعالين؟؟ هل لأنك متعلمة وأنا جاهل، وماذا استفدت من هذا العلم، إذا كنت غير قادرة على الاحتفاظ بزوجك وشريك حياتك، إذا كانت هناك أخرى تأسره بكل ما فيها، بالرغم من أنها أقل جمالاً منك، سامحيني يا زوجتي... كانت الأخرى مختلفة، صوتها في الهاتف الدافئ المثير، ورسائلها في الهاتف النقال التي لم تنقطع يوماً ولا ليلاً ولا نهاراً. كانت تسكن في قلبي وروحي، حتى وأنا أنام معك، فأنا أفكر فيها وأتمنى لو كانت هي من ينام إلى جانبي، سامحيني يا زوجتي الباردة المثلجة فطقسك لا يناسبني، فهو عاصف ممطر أو بارد مثلج، أجيبيني يا زوجتي ما بالك صامتة لماذا لا تتكلمين؟؟ لقد قتلتني ببرودك أيتها الباردة. لماذا لا أشعر بالثورة والرغبة نحوك، كما أشعر بها نحو الأخرى، لماذا لا تثيرينني؟ أحب البقاء إلى جوارها بينما أعد اللحظات التي أمضيها في جوارك، أرجوك يا حلوتي أن تعيدي حساباتك، يجب أن تعيديها ويجب أن تسألي نفسك عن سبب برودك، لقد كنت دوماً بخيلة معي حتى في أبسط حقوقي أيتها المتعلمة الفاهمة، لماذا ترفضين أن ألمسك... لماذا تمنعينني..؟ بينما تسمح لي الأخرى بكل شيء وتجاريني وتشجعني وتجذبني.
سامحيني يا زوجتي المسكينة فالنجاح ليس في الشهادات والدرجات بل في حسن الأخلاق خصوصاً اجتذاب المرأة وإغراءها، كانت الأخرى مختلفة، كل ما فيها مثير، تدعوني إلى نفسها وتحثني بكل غنج ورغبة وحب. إنني لا أستطيع أن أصفها فكلها إثارة وجمال ودلال، سامحيني يا زوجتي ولا تصعقين إذا قلت لك إنني أحبها... نعم أحبها، فقد أعطتني عندما حرمتني، واهتمت بي عندما هجرتني، وأحبتني عندما تعاليتِ عليّ وهجرتني، عذراً يا زوجتي، عذراً منك فالأخرى مختلفة تماماً عنك وكلما قارنت بينكما ترجح كفتها، كانت الأخرى ممتعة جداً، كانت تثيرني بكل رغبة بلا تردد وبلا خجل وقد حرصت بذكائها على إرضائي في الجنس، وتبديل الأوضاع، ولم أكن آمل منها فهي متجددة دوماً بخلافك يا زوجتي المتأففة من الجنس الرافضة لكل ما أحب من لمس وهمس. سامحيني... إذا كنت انجرفت وراءها بكل اندفاع وقوة، فالأخرى لا تقاوم....