كتاب "قول على قول"؛ للكاتب والإعلامي التونسي محمود الحرشاني مدير ورئيس تحرير مجلة مرآة الوسط، كتاب ضمن سلسلة كتاب مرآة الوسط؛ جمع فيه مؤلفه مجموعة من الفصول والحلقات التي سبق أن قدمها في برنامج إذاعي بالعنوان نفسه، كان قد أنتجه في صائفة 2005 بإذاعة صفاقس وق
أنت هنا
قراءة كتاب قول على قول
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
مقدمة «ديوان الشاعر الشاذلي خزندار»كتب المقدمة الأستاذ والأديب زين العابدين السنوسي
بين أيدينا الآن ديوان خزندار الجزء الثاني للشاعر التونسي الكبير محمد الشاذلي خزندار وقد أصدرت هذا الديوان الدار التونسية للنشر سنة بمناسبة السنة العالمية للكتاب.1972 ويضم هذا الديوان مجموعة كبيرة من أشعار الشاذلي خزندار في أبواب عدة، منها الوطنيات والاجتماعيات والقصائد التاريخية والقصائد الأدبية والعاطفية. وورد القسم الأخير من الديوان تحت عنوان شذرات. ومحمد الشاذلي خزندار هو من كبار شعراء تونس عاش في القرن الماضي. وكان يعد من أغزر الشعراء إنتاجا. كتب مقدمة ديوان خزندار الأديب والصحفي زين العابدين السنوسي صاحب جريدة مطبعة العرب وقد نشرت هذه المقدمة في الطبعة الأولى للديوان التي لم تقع الإشارة إلى تاريخها في الطبعة الثانية. صدرت هذه المقدمة تحت عنوان «تكون الأدب العربي ووجوب تطوره»، صفحة عالج فيها 11وقد جاءت في شكل دراسة مطولة استغرقت من الكتاب الكاتب قضايا عديدة، مثل شخصية الأديب في أدبه، وأثر البيئة في تكوين شخصية الأديب، ومقاومة الروح الإسلامية للتشتت في الآداب، والبلاغة اللفظية والبلاغة المعنوية، إلى آخره من قضايا الأدب والفكر عندما يتحدث الكاتب في المقدمة عن البلاغة المعنوية يعرف ذلك بقوله:«هي أهم قسمي البلاغة لأنها تتعلق بروحها وغايتها ولعل عنصرها الأهم هو المثل الأعلى المسيطر على عقلية الشاعر، فليلى ومجنونها والخورنق والسدير قصرا النعمان بن المنذر أمثال عليا للحب والفخامة المعمارية في الأدب العربي يرفع إليهما الشعراء موصوفاتهم تعظيما وتبجيلا، رغم عدم تأثرهم بها تأثرا حقيقيا، اللهم إلا تأثرا تقليديا متوارثا عن الكتب. ويضيف الكاتب في ذات السياق نعم هذا المتوارث لابد منه بحيث نجد أثره في جميع اللغات، إلا أن الغريب في المسألة هو أن يشترط ورود أمثلة تلك القوالب ليصبح الشعر عربيا جزلا في القرن الرابع الهجري، فحري ل عليا.ُثُُُبنا أن نخفف من كاسوب الماضي عنا ونلتفت إلى ما يحيط بنا من م ويستغرب الكتاب غياب شواهد حضارية ومعمارية من الحضارة التونسية عن اهتمامات الأدباء والشعراء وهو يقول في هذا السياق «إنه لمن الغريب أن نساكن أطلال قرطاجنه مسرح الجم الذي لم تعمل في عظمتهّأيدي السنين ومع ذلك لا تكاد تجد له ذكرا فضلا عن أن يصبح مثلا للمعمار عند التونسيين. ولا شك أن النهضة الحديثة قد سارت شوطا حسنا في طرق الموضوعات العصرية والملائمة لنفسية الجيل». عندما يتحدث واضع المقدمة عن أثر البيئة في تكوين شخصية الكاتب نجده يؤكد أهمية هذه النقطة، فالإبداع ابن بيئته والكاتب يتأثر سلبا أو إيجابا بالبيئة التي يعيش فيها. يقول في هذا المعنى «إن للمناخ والتاريخ قسطا أوفر في التكوين الأدبي نظير تأثيرهما في التكوين الجسماني فالشعر الروماني واليوناني يبعدان كل البعد عنروح الأدب المصري ذلك الأدب الذي تكاد تنطمس معالم الاتصال بينه وبين العدوة ولا غرو فان ظهور ّالأدب الأندلسي على عهد نضوج الحضارة في بر الملائكة والأرباب لا يشاكل في شيء فيافي العرب ونوقهم التي لا تكاد نخلو منها قصيدة جاهلية. ثم يتحدث الكاتب عن ظهور مؤثرات جديدة في الأدب بدخول المدنية واختفاء بعض المؤثرات القديمة فنجده يقول : «لقد تقشعت كل هاتيك الرمال بخيامها وأوتادها وقلصانها وتضاءلت حل التي هي أهم مظاهر نفوسهم الكبيرة المتحررة من ّحمية أولائك الر جميع قيود الاجتماع إزاء دعة المدنية الأندلسية وتفجعات الآمنين الذين لن يعودوا شاعرين بحاجة بالزيادة والاستحصال بل إنما يخافون النقصان، إذا انقصوا في شيء بكوه وتفجعوا له.» ينقسم شعر محمد الشاذلي خزندار إلى أغراض مختلفة، ويمتاز بالكثافة والغزارة، من شعره الوطني هذه الأبيات من قصيد قاله يوم السبت هجري في المظاهرة التونسية الصامتة، احتجاجا على 1343 شعبان 28 مقررات لجنة الإصلاحات الفرنسية، التي شكلتها الحكومة الفرنسية لتقرير مصير التونسيين، وحظوظ تونس. بلغ التحيز منتهاه، وأظهرت دون اكتراث ما تبطن، خالوا ابتلاع الشعب أمرا هينا، حتى بدا اليوم العصيب الهين، ما ذنبه وهو الرصين تسامحاإلا لأنه تونسي مؤمن. وطبيعي جدا أن نلاحظ في شعر محمد الشاذلي خزندار تأثير المدرسة الشرقية، فقد كان معجبا بشعر شوقي حتى خلع عليه الشعراء هنا في تونس لقب أمير الشعراء مثلما خلع المصريون على شوقي لقب أمير الشعراء وكان محمد الشاذلي حزندار معتزا بهذا اللقب أكثر اعتزازا من انتسابه إلى العائلة المالكة في تونس فهو أمير الشعراء التونسيين!! وقد قام محمد الشاذلي خزندار بتشطير قصيدة شوقي الشهيرة: خدعوها بقولهم حسناء و الغواني يغرهن الثناء ومما جاء في هذا القصيد المشــطر خدعوها بقولهم حسناء والتعالي من شأنه الإغراء، استمالوا بالثناء غرورا والغواني يغرهن الثنـــــــاء، وما تراها تناست اسمي، لما عاقت للغواية الاطراء. وقد اعتمد الشاعر هنا أسلوب التشطير أي أن يأخذ صدر البيت من شوقي ويضيف إليه عجزا من عنده على نفس القافية والوزن أو العكس أي أن يكتب هو صدر البيت ويأخذ العجز من شوقي وهو ما يقوم دليلا على قدرة الشاعر وامتلاكه الصنعة الشعرية. مستمعينا الأعزاء إلى هنا نأتي إلى نهاية الحصة، نأمل أن نلقاكم في الأسبوع القادم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.