أنت هنا

قراءة كتاب قول على قول

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
قول على قول

قول على قول

كتاب "قول على قول"؛ للكاتب والإعلامي التونسي محمود الحرشاني مدير ورئيس تحرير مجلة مرآة الوسط، كتاب ضمن سلسلة كتاب مرآة الوسط؛ جمع فيه مؤلفه مجموعة من الفصول والحلقات التي سبق أن قدمها في برنامج إذاعي بالعنوان نفسه، كان قد أنتجه في صائفة 2005 بإذاعة صفاقس وق

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: محمود الحرشاني
الصفحة رقم: 6

مقدمة كتاب «رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان»

كتبت المقدمة غادة السمان
مستمعينا الأعزاء تحية طيبة واسعد الله أوقاتكم بكل خير. نرحب بكم إلى هذه الحصة الجديدة شاكرين لكم سلفا حسن العناية والاهتمام. بين أيدينا اليوم كتاب رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان في طبعته الرابعة والصادر عن دار الطليعة في بيروت. صفحة من القطع المتوسط 160 يتضمن هذا الكتاب الصادر في نحو قسمين: القسم الأول احتوى على رسائل غسان كنفاني مطبوعة وفي نسختها الأصلية بخط يد كاتبها وتضمن القسم الثاني ردود وتعليقات لعدد كبير من النقاد والكتاب حول الكتاب في الصحافة العربية. وقدمت لهذا الكتاب الكاتبة غادة سمان بمقدمة طويلة نسبيا تحدثت فيها عن علاقتها بغسان كنفاني وخلفيات كتابة هذه الرسائل التي قالت أنها جازفت بنشرها رغم طابعها الخاص لأنها لم تعد من حقها وحدها بل أصبحت بمثابة الوثائق الأدبية النادرة حول جوانب مجهولة من الأديب المناضل السياسي والصحفي غسان كنفاني .  لقد شكل صدور هذا الكتاب رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان صدمة كبيرة في الوسط الأدبي والثقافي بين متحفض على نشر هذه الرسائل
باعتبار طابعها الشخصي وبين مساند ومشجع باعتبار القيمة الأدبية والوثائقية لهذه الرسائل. وبين مؤيد ومعارض تسلحت الأديبة والكاتبة غادة السمان بشجاعتها المعروفة التي لم تفتقدها قط وأقدمت على نشر هذه الرسائل التي كتبها إليها الأديب والكاتب غسان كنفاني. ولئن خلى الكتاب من رسائل غادة السمان إلى غسان كنفاني ردا على رسائله العديدة إليها وهو ما كان سيشكل إضافة مهمة جدا للكتاب فان ذلك لم ينقص الكتاب قيمة ولم يبخسه قدره بل العكس أعطى للكتاب نكهة خاصة وهي نكهة البحث والتخيل عن رد فعل الطرف الثاني. المقدمة التي كتبتها غادة السمان في مستهل الكتاب تجاوزت فيها الكاتبة الحديث عن صلتها الشخصية بغسان كنفاني ولقاءاتها المشتركة مما أثمر هذه العلاقة التي نجد صداها واضحا في رسائل غسان كنفاني إلى الحديث عن غسان كنفاني في حد ذاته الأديب والمناضل السياسي والمفكر والكاتب الصحفي. ومنذ البداية تخبرنا الكاتبة أن الرسائل التي يتضمنها هذا الكتاب هي جزء قليل فقط من رسائل غسان كنفاني إليها معللة بذلك بان الجانب الأهم من هذه الرسائل قد احترق مع جملة أثاث بيتها الذي احترق في تقل الكاتبة 1976بيروت خلال الحرب مطلع سنة «نعم كان ثمة رجل يدعى غسان كنفاني وها أنا أترككم مع رسائله 1968 دون أن أنسى التعبير عن أسفي لاحتراق بعضها بعض الرسائل عام ولو لم 1976 يوم احترق بيتي في بيروت خلال الحرب مطلع عام 1969 – أكن قد احتفظت بهذه الرسائل في لندن مصادفة لذهبت هي أيضا طعم اللنيران».
تتحدث الكاتبة غادة السمان في معرض حديثها عند استعراض الجوانب الخفية من حياة غسان كنفاني وعلاقتهما عن الجانب الوطني في حياته فتقول «نعم كان ثمة رجل اسمه غسان كنفاني اشعر دائما بالرغبة في إطلاقه كرصاصة على ذاكرة النسيان العربية والأسباب كثيرة وعديدة وأهمها بالتأكيد أن غسان كان وطنيا حقيقيا وشهيدا حقيقيا وتكريمه هو في كل لحظة تكريم للرجال الانقياء الذين يمشون إلى موتهم بلا وجل لتحيا أوطانهم ولتخرج القيم والمفاهيم من صناديق اللغة الرثة إلى عظمة الفعل الحي. هذه الملاحظة مهمة جدا لأنها تعطي الرجل حقه كمناضل وطني في سبيل قضية وطنه دفع حياته شهيدا في ساحة الوغاء من اجل الانتصار بمبادئه والقيم الإنسانية والوطنية التي يدافع عنها. وقد كانت غادة السمان في تمام الصدق مع نفسها عندما أقدمت على هذه الرسائل التي تخصها وحدها وحدها ولكنها رأت انه في عدم نشرها حجبا لحقيقة غسان كنفاني تقول موضحة هذه النقطة بالذات «الوفاء ليس فقط للعاطفة الغابرة المتجددة أبدا نحوه بل وفاء لرجل مبدع من بلادي اكتمل بالموت لأنه كان أكثر صدقا من أن يسمح له عدوه بالحياة والكتابة والاكتمال والعطاء. وتشرح الكاتبة غادة السمان الأسباب التي دفعتها في لحظة صدقمع النفس إلى نشر رسائل غسان كنفاني إليها في كتاب موجه للعموم رغم الطابع الشخصي والحميمي جدا لها وترى أن ذلك مرده عندها نفض غبار النسيان الذي تراكم فوق وجهه بفعل السنين وهي بمثابة الفرحة التي توجها للاحتجاج على ذاكرة النسيان العربية. الاحتفال بميلاد غسان كنفاني في صفحة الكاتبة الأسبوعية بالحوادث ذات مرة وبرسائله اليوم هذا الاحتفال جزء من الاحتجاج على ذاكرة النسيان العربية «لا أريد أن أرى الثلج يهبط فوق شاهد قبره». تعترف غادة السمان في المقدمة بأنها غامرت إذ أقدمت على نشر هذه الرسائل وما تحوية من أسرار علاقة شخصية تجمعها بكاتبها ولكن تفعل ذلك مقتنعة، ترى أن ذلك يدخل في باب ثورتها الدائمة على التقاليد الشرقية الزائفة المشكوك أصلا في صحتها. تقول غادة السمان «أنا من شعب يشتعل حبا ويزهو بأوسمة بالأقحوان وشقائق النعمان على صدره وحرفه ولن ادع أحدا يسلبني حبي في صدقي وإذا كانت جدتي قرون تقريبا 9المسلمة مثلي ولادة بنت المستكفي قد فتحت خزائن قلبها منذ فلما أخشى ذلك في زمن المشي فوق سطح القمر وتضيف الكاتبة قائلة «لماذا يكون من حق ولادة بنت المستكفي أن تقول في ابن زيدون «ترقب إذا جن الظلام زيارتي فاني رأيت الليل اكتم للسر وبمنك ما لو كان للشمس لم تبح وبالبدر لم يطلع بالنجم لم يسري» فلماذا لم أجرئ على نشر رسائلي ورسائله دون تبديل أو تعديل بغض النظر عما جاء منها أو لم يجئ. للحقيقة سطوة ترفض مجاملة الزيف وركوعا مني لسطورها سأنشر رسائل زمن الحماقات الجميلة دون تعديل أو تحوير.
يقول غسان كنفاني في واحدة من رسائله إلى غادة السمان «غادة، غادة أعرف أن الكثير كتبوا إليك وأعرف أن الكلمات المكتوبة تخفي عادة حقيقة الأشياء خصوصا إذا كانت تعاش، تحس وتنزف على الصورة الكثيفة النادرة التي عشناها في الأسبوعين الماضيين ورغم ذلك فحين أمسكت هذه الورقة لأكتب كنت أعرف أن شيئا واحدا فقط استطيع أن أقوله وأنا أثق في أنها كانت شيئا محتوما ّل اليّصدقه وعمقه وكثافته وربما ملاصقته التي يخيـ وستظل كالأقدار التي صنعتنا إلى أني أحبك». يقول الكتاب والناقد جهاد فاضل معلقا على نشر رسائل غسان كنفاني «قد يكون مبعث اعتزاز غادة السمان برسائل غسان كنفاني ليس مقدار العاطفة التي تبادلاها بل وأيضا انه كان كاتبا وكان وطنيا قتله العدو بسبب وطنيته وحبه لشعبه بقي أن أقول انه لا فن إن لم يكن الفنان حقيقيا وأصيلا والفن ينتهي بلا شك عندما يبدأ الفنان بمراعاة هذا الأمر. ويعلق الناقد والأديب عبد الرحمان مجيد الربيعي على نشر هذه الرئاسل فيقول «هذه الرسائل وثائق هامة عن إبداع واحد من أدباءنا البارزين ونشرها خطوة شجاعة من كاتبة عودتنا على المواقف الشجاعة في الكتابة والحياة. عزائنا المستمعين إلى هنا تنتهي جلستنا معكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الصفحات