قراءة كتاب حلم المساء الأخير

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حلم المساء الأخير

حلم المساء الأخير

رواية (حلم المساء الأخير)؛ انحنت كاندي إلى الأمام، وبدت عيناها البنيتان الكبيرتان صادقتين وهي تقول: "اسمعي! مرّ على وجودك في لندن ما يزيد عن الشهرين وها هي أمسية رائعة من شهر حزيران، فالأجواء لطيفة وجميلة جداً كأنها تدعو المرء إلى الخروج من المنزل.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 4

ألقت جينا خطاباً صغيراً مؤثراً فيما أبقت نظراتها بعيداً عن ذلك الرجل الطويل الأسمر الذي يقف بعيداً قليلاً عن بقية الحشد. إلا أنها ظلت مدركة جداً لكل حركة يقوم بها هاري. انتبهت في أي لحظة بالتحديد شقت سوزان ريتشاردز طريقها متجهة نحوه، وكيف أن المرأة الأخرى تطاولت برأسها واقفة على أطراف أصابعها لكي تهمس شيئاً ما في أذنه. أحست بالسرور عندما بدأ الموظفون يندفعون راحلين إلى منازلهم بعد حوالى ساعة من الزمن. إنه أمر سيء بما يكفي أن يغرم المرء بشخص لا يبادله هذا الشعور، فما بالك إن كان عليه أن يبدو مشرقاً وسعيداً طيلة الوقت؟ جاهدت كي تكبح سيل الدموع المتدفق من عينيها، ولم يسهّل عليها الأمر رؤية موضوع عواطفها وهو يتلقى رفرفة أهداب امرأة شقراء لا شك في جاذبيتها وجمالها. شقت جينا طريقها إلى مكتبها لتأخذ ما تبقى من أغراضها وهي تشعر أنها أشبه بخرقة مبللة. جلست على كرسيها ونظرت في أرجاء الغرفة فيما انتابتها عواطف وأحاسيس لا تحتمل.
دخل دايف بعد لحظة وكان هاري في أعقابه. قال دايف وهو يهز رأسه: "قلت لك إنه ما كان عليك أن تتركينا. الجميع يقدرونك كثيراً هنا".
أجبرت جينا نفسها على الابتسام، وتدبرت أن تبقي صوتها خفيفاً وهي تقول: "إن العالم الكبير الواسع يوميء لي بالقدوم، إما الآن أو أبداً. وسيصعب علي قول الوداع دوماً".
مد دايف يده داخل جيبه، فأخرج علبة صغيرة مستطيلة الشكل مغلفة كهدية، ثم قال: "بما أننا نتكلم عن الموضوع... هذه هدية شخصية لأشكرك، عزيزتي. أنا لا أتملقك حين أقول لك إنك كنت أفضل سكرتيرة حظيت بها على الإطلاق. إنها الحقيقة. إذا وجدت أن لندن ليست ممتازة كما يجب أن تكون عليه تذكري أنك دوماً ستجدين لنفسك عملاً في شركة "بريدون وابنه" ".
بعد أن فتحت جينا غلاف الهدية حدقت مذهولة مفتونة بالساعة الذهبية الصغيرة الموجودة في العلبة، فقالت: "آه! إنها جميلة. أشكرك كثيراً. أنا لم أتوقع.."..
منعتها الكتلة الموجودة في حلقها من متابعة الحديث.
تكلم دايف وقد بدا منزعجاً بسبب إظهارها لمشاعرها فقال: "هاري اختارها".
دايف رجل فظ متواضع جداً من يوركشاير وهو يفتخر بذلك. قال: "فكرت أن أعطيك شيكاً فهو خيار عملي أكثر برأيي، لكن هاري اعتقد أنك ستحبين شيئاً يذكرك بالوقت الذي أمضيته هنا، وهو لاحظ أنك ما كنت ترتدين ساعة يدك خلال الأسابيع القليلة الماضية".
همست جينا: "ساعتي انكسرت".
وهو لاحظ ذلك! من الواضح أن دايف رغب بإنهاء ما اعتبره عدة لحظات محرجة بالنسبة له، فقال: "حسناً! ها نحن إذاً. لا تنسي أن تأتي بحثاً عنا عندما تعودين لزيارة والديك. اتفقنا عزيزتي؟ سوف أغادر الآن، فالسيدة برايتون وأنا خارجان لتناول العشاء هذه الليلة".
أضاف وهو ينظر إلى ابنه: "هلاّ أقفلت المكاتب، هاري؟ أنا توليت أمر المصنع قبل قليل".
- إلى اللقاء سيد بريدون.
نهضت جينا لتصافح رئيسها. إنه رجل من الطراز القديم ولا يحبذ اللياقات الاجتماعية كالتقبيل والمعانقة، لكنها بفعل الاندفاع الآني طبعت قبلة سريعة على خده المتجعد قبل أن تجلس من جديد. سعل دايف لينقي حلقه، ثم قال بعبوس قبل أن يختفي خارجاً من الباب: "إلى اللقاء، عزيزتي. اعتني بنفسك".
ساد السكون للحظات قليلة فيما رتبت جينا الأوراق القليلة المتبقية على مكتبها. أحست أن أعصابها وعضلاتها تصرخ مستغيثة، وأن الدماء تتسارع في عروقها. تصرفي ببرود! حافظي على هدوئك وطبعك العملي! لا تحرقي نفسك سدى. كنت تعلمين أن هذه اللحظة ستأتي. هذا صحيح، لكنها لم تتوقع أن يكونا بمفردهما عندما ستضطر إلى قول كلمات الوداع الأخير.
- لم أرَ سيارتك في موقعها العادي في موقف السيارات هذا الصباح.

الصفحات