رواية (حلم المساء الأخير)؛ انحنت كاندي إلى الأمام، وبدت عيناها البنيتان الكبيرتان صادقتين وهي تقول: "اسمعي! مرّ على وجودك في لندن ما يزيد عن الشهرين وها هي أمسية رائعة من شهر حزيران، فالأجواء لطيفة وجميلة جداً كأنها تدعو المرء إلى الخروج من المنزل.
قراءة كتاب حلم المساء الأخير
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
شغّل المحرك قبل أن يستدير نحوها مجدداً، ثم تابع: "ما رأيك بتناول العشاء؟"
حدقت جينا به وهي تشعر الصدمة بكل ما في الكلمة من معنى. ردت كالببغاء: "تناول العشاء؟"
كرر ما قاله بصبر: "ألا ترغبين بتناول العشاء؟ إلا إذا كانت لديك مخططات أخرى أعتقد أنها طريقة لطيفة لإنهاء الوقت الذي أمضيته لدى شركة "بريدون وابنه". إنه عربون شكر صغير".
شعرت جينا بالارتباك والخدر بشكل يتعدى القياس، وأملت ألا يلحظ هاري ذلك. ردت قائلة: "لقد شكرتني للتو بتقديمك الساعة لي".
- ذاك شكر مشترك بيني وبين والدي. أما هذا فشكر مني فقط.
من الجنون أن توافق على عرضه. سوف تمضي الأمسية بأسرها محاولة إخفاء مشاعرها وهي تلعب دور الموظفة الودودة، في حين أنها تشعر بالوهن والضعف في ركبتيها لمجرد النظر إليه. لكنها لن تحظى أبداً بفرصة قضاء أمسية أخرى برفقته، هذا أمر أكيد. بعد يومين من تسوية بعض القضايا العالقة سوف تغادر إلى لندن. أقرت جينا بضعف: "مخططاتي الأخرى تقضي بتفريغ الخزائن من الأغراض ثم البدء بالتنظيف الربيعي للشقة، وهما أمران يمكنهما أن ينتظرا".
- جيد. سنتناول العشاء إذاً. هنالك مطعم إيطالي صغير لا يبعد كثيراً عن مكان إقامتي. هل تحبين الطعام الإيطالي؟
- أحبه كثيراً.
لم تكن جينا تظن أنها قد تتذوق أي طعام هذا الليلة بأي حال.
- سوف أتأكد إن كانت لديهم طاولة شاغرة.
أخرج هاري هاتفه النقّال وضغط على رقم ما قبل أن يقول: "روبيرتو!"
تكلم باللغة الإيطالية السريعة. لم تعلم جينا أنه قادر على التكلم بتلك اللغة، لكن ذلك لم يفاجئها. ابتسم لها هاري وقال: "لقد تم الأمر. الساعة الثامنة. هل تمانعين لو مررنا بمنزلي أولاً؟ أود أن أرتدي قميصاً نظيفة قبل ذهابنا".
منزله! سوف ترى أين يقيم. سوف تتمكن من تصوره هناك خلال الأسابيع والأشهر القادمة. على الأرجح أنها ليست فكرة جيدة، لكنها مشوقة ولا تقاوم. أومأت جينا وقالت: "حسناً!"
في اللحظة نفسها دبت الحياة في السيارة القوية فغادرا موقف السيارات بسرعة فائقة. نظرت إلى يديه الموضوعتين على عجلة القيادة. إنهما يدان كبيرتان قادرتان. ما الذي سيكون عليه شعورها لو أنهما لامستاها برقة و....
- ... والديك من حين إلى آخر.
- عذراً؟
أدركت جينا متأخرة جداً بأنه يوجه الكلام إليها، فيما كانت منغمسة في حلم خيالي صادم بقوته. تلونت وجنتاها باللون القرمزي، وهي صفة منحوسة ترافق شعرها الأحمر ووجهها الباهت ذا البشرة المليئة بالنمش. كذبت جينا قائلة: "كنت أفكر كم بدا الجميع لطفاء معي اليوم".
- بالطبع كانوا لطفاء، فأنت محبوبة جداً ومشهورة.