قراءة كتاب حلم المساء الأخير

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حلم المساء الأخير

حلم المساء الأخير

رواية (حلم المساء الأخير)؛ انحنت كاندي إلى الأمام، وبدت عيناها البنيتان الكبيرتان صادقتين وهي تقول: "اسمعي! مرّ على وجودك في لندن ما يزيد عن الشهرين وها هي أمسية رائعة من شهر حزيران، فالأجواء لطيفة وجميلة جداً كأنها تدعو المرء إلى الخروج من المنزل.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 9

حدقت جينا به وقالت: "والدك يأمل أن تستلم شركة العائلة في مرحلة ما. أليس كذلك؟"
- ذلك ليس أبداً ضمن مخططاتي.
فتح هاري الباب ثم وقف جانباً، فتقدمته جينا إلى داخل البهو المريح الواسع. بدا بوضوح أن الأرضية المغطاة بالألواح الخشبية جُدِدت وطُليت بشكل محبب، فانعكست تدرجات ألوانها المعتقة على الجدران المطلية باللون العسلي والمزينة ببعض النقوش الغريبة.
- وافقت على القدوم إلى هنا لمساعدة والدي خلال السنوات القليلة المقبلة. وذلك لأريحه وأسهل عليه عملية التخلي عن ارتباطاته وإجراء عملية البيع عندما يحين الوقت لذلك. لكن هذا كل ما في الأمر.
- فهمت.
هي لم تفهم حقاً لكن الأمر ليس من شأنها، فتابعت: "إذاً سوف تعود إلى أميركا في مرحلة ما؟"
مجدداً هزّ هاري كتفيه وقال: "الولايات المتحدة، ألمانيا، وربما حتى أستراليا. لست واثقاً. استثمرت مبلغاً كبيراً من المال الذي كسبته خلال السنوات الأخيرة الماضية في البورصة المالية وما شابه. لست في الواقع بحاجة لأن أعمل، لكنني سأفعل ذلك أنا أحب التحدي".
هذا أطول تصريح سمعت هاري يقوله عن نفسه. تاقت جينا لأن تسأل المزيد لكن سرعان ما أطبقت على وجهه نظرة مغلقة، لذا غيرت الموضوع قائلة: "كل شيء يبدو بالغ النظافة وخالياً من الغبار. ألديك عاملة تنظيف تتردد إلى المنزل؟"
- أتعنين أن الرجال غير قادرين على تنظيف المنزل بأنفسهم؟ تلك مزحة عنصرية. أليست كذلك؟
ابتسم لها هاري وهو يتقدمها ليرشدها إلى ما بدا أنها غرفة جلوس، ففتح الباب على غرفة واسعة يتوسطها موقد حجري مفتوح مدهش. فرشت على الأرضية الخشبية سجادات ذات نوعية جيدة أما الأرائك والكراسي فبدت ناعمة ووثيرة. أقر من دون أي أسف: "مع ذلك أنت محقة. فالسيدة روثمان تأتي ثلاث مرات في الأسبوع وتؤدي كل المهام، بدءاً من تلميع زجاج المصابيح الكهربائية وصولاً إلى الغسل والكي. إنها امرأة نشيطة جداً".
سألته جينا فيما أشار لها هاري لتجلس على المقعد: "وهل تحضر لك وجبات طعامك؟"
- لا، أبداً! أنا طاه بارع، إذا كان يسمح لي أن أقول هذا عن نفسي، فضلاً عن ذلك أنا أحب أن آكل ما أريده ساعة أريد. أترغبين بتناول كوب من العصير فيما تنتظرينني؟
- لا بأس بذلك.
نظرت جينا إلى الموقد الحجري فيما اختفى هاري في المطبخ. ما زالت هنالك في الموقد بقايا نار، فيما كدس الكثير من الحطب داخل جدران الموقد الواسعة المغلقة. تصورته وهو يجلس هنا خلال الأمسيات الباردة وهو يرتشف فنجاناً من القهوة فيما يحدق بلهب النار الوامض. أحست أن قلبها ينتزع بقوة منها ما حذرها أنه يجدر بها أن تبقي أفكارها تحت السيطرة، فلا تسهب متمعنة في التفكير بامرأة شقراء مستلقية على سجادة ما أمام الموقد، فيما يدللها هاري ويغازلها.
- إنه عصير التوت البري.
أُخرِجَت جينا من معاناتها الذهنية مع عودة هاري وهو يحمل بيده كوباً كبيراً من عصير التوت البري الغامق اللون. تناولته جينا بابتسامة مشككة. لا بد أن الكوب يتسع لحوالى نصف زجاجة عصير. أما هي فكانت منشغلة جداً أثناء الحفلة، فلم تتناول أياً من المقرمشات الوفيرة الموضوعة على الطاولات كما أنها لم تتناول الغداء.
أشار هاري بيده نحو إحدى الطاولات الموضوعة في آخر الغرفة فقال: "لن أتأخر. هنالك بعض المجلات على تلك الطاولة وإلى جانبها بعض المكسرات والزيتون. قومي بخدمة نفسك".
- أشكرك.

الصفحات