أنت هنا

قراءة كتاب من يتحدى القدر

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
من يتحدى القدر

من يتحدى القدر

رواية (من يتحدى القدر)؛ تهادى الصبي صاحب العيد فوق العشب الأخضر وهو يغمغم مبتهجاً لبراعته، فيما راحت شقيقته التي تكبره بعامين ترعاه بحذر آخذة على محمل الجد أسبقيتها لشقيقها بسنتين.
أعلنت الجدة بإعجاب: "فيكتوريا طفلة حريصة".

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 1

1 - لا أريد عشيقة

على الأقل هو لم يرفض مقابلتها بالرغم من أنه يعرف حتماً سبب وجودها هنا. أبقت ليوني ملامح وجهها خالية من التعابير، إذ أدركت أن عيون الموظفين في الجوار تلاحقها بنظرات فضولية. لاشك أن غياب والدها المترافق مع وصول فيدال سوف يثير بعض الشكوك، لكنها لا تعتقد أن الحقيقة الكاملة باتت معروفة لدى الآخرين.
بدا منظر الرجل الذي خرج من المكتب الذي كان في السابق مكتب والد ليوني بعيداً جداً عن السرور. لا يمكنها أن تلومه لأنه تجنّب ملاقاة عينيها. لحسن الحظ أنه لم يفقد وظيفته بسبب عدم إدراكه لما يدور حوله. انتظرت ليوني أن يتم استدعاؤها إلى داخل الصومعة وهي تخشى لحظة المواجهة. مضت سنتان على آخر مرة رأت فيها الرجل الذي سوف تتوسله أن يرفق بوالدها. مضت سنتان على آخر مرةقالت له فيها إنه آخر رجل على وجه الأرض قد تفكر بالزواج به. إن كان هذا الرجل ما يزال يكنُّ لها الضغينة بسبب ذلك الأمر فليست أمامها فرصة كبرى بأن يتجاوب مع توسلها. لكن بالرغم من ذلك يجدر بها أن تحاول.
لاحظت ليوني أن المرأة الجالسة إلى المكتب الذي كانت تشغله عادة سكرتيرة والدها هي موظفة جديدة. نظرت المرأة نحو ليوني فيما سُمِعَ أزير هاتف الاتصال الداخلي، وبدا الفضول مرتسماً بوضوح في عينيها حين قالت: "يمكنك أن تدخلي الآن".
نهضت ليوني من مكانها وقومت كتفيها استعداداً للمواجهة القادمة. في الواقع، لن تستغرب أن تخرج من مكتب فيدال مجدداً خلال دقائق معدودة بعد أن يطردها. لن يفاجئها إن طلب منها أن تغرب عن وجهه، فذلك ليس سوى حقاً من حقوقه.
راقبها فيدال باريلادوس سانتوس بصمت للحظة مطولة، فيما لم تكشف ملامح وجهه المنحوتة بدقة عما يجول في رأسه. اتكأ فيدال بشكل لا مبالٍ إلى إطار النافذة وهو يرتدي بذلة رسمية ذات لون رمادي يميل إلى الفضي وذات قصة خالية من الشوائب.
قال بلغته الإنكليزية الممتازة المكتسبة من جامعة كامبريدج: "تغيّرت قليلاً".
أشار إلى الكرسي الموضوع على جانب المكتب الواسع، وقال: "أرجوك، اجلسي!"
ردّت ليوني: "من الأفضل أن أبقى واقفة".
استنشقت نفساً ثابتاً، ولاقت عينيه الداكنتين مباشرة وهي تقول: "أظن أنني لست بحاجة إلى إطلاعك على شعوري تجاه ما فعله والدي، فهو... استغل ثقتك به، ويستحق أن يدفع الثمن".
حثها فيدال حين لاحظ ترددها قائلاً: "لكن...؟"
قالت ليوني: "لكن السجن قد يقتله".
رفع فيدال أحد حاجبيه السوداوين بتهكم، وقال: "ما الذي تقترحينه؟ هل أدعه ينجو بفعلته".
وضعت ليوني كل طاقتها في محاولتها الابقاء على رأسها ثابتاً، وقالت: "أنا فقط أطلب منك أن تمنحه بعض الوقت لكي يسوي الأوضاع مجدداً. هو قادر على تسديد كل ما يدين لك به من خلال رهن المنزل مجدداً".
- وكيف يمكنه أن يرتب أمر الرهن من دون أن تكون لديه وظيفة؟
عبرت وجه فيدال ذا العظام الصلبة ابتسامة كادت تكون مرحة عندما فشلت ليوني في الإجابة على الفور، ثم تابع: "أتتوقعين مني أن أعيده إلى منصبه السابق أيضاً؟"
ردت ليوني: "لن يحظى بوظيفة أبداً إذا قمت بملاحقته قانونياً، ما يعني أنه لن يكون في موقف يسمح له بتسديد الديون المتوجبة عليه".
- أتعنين إن حرمته من أي فرصة تالية كي يتلاعب بالحسابات المصرفية؟
أدركت ليوني أنها ابتلعت الطعم بسرعة ووقعت في الفخ. قالت: "ذلك يبدو منطقياً أكثر من زجّه في زنزانة".
درس فيدال ملامح وجهها اللطيف الجذاب الذي يؤطّره شعرها الأحمر، ثم تابع تحديقه متعمداً على امتداد جسدها الطويل المتناسق قبل أن يرفع نظره مجدداً. أحنت ليوني ذقنها، وقد تألقت عيناها الخضراوان فيما لاقت عينيه مجدداً. ما يزال انجذابه نحوها قوياً كما عهدته في السابق، وذلك ما أبعدها عنه في ما مضى. هذا الرجل معتاد على الحصول على ما يرغب به، لذا فإن رفضها الزواج منه لاقى عدم التصديق الكامل من قبله في بادئ الأمر، تبع ذلك السخط البارد عندما أضافت ليوني الإهانة إلى جرحه بما قالته حينها، لكنه مع ذلك لم يفجر غضبه في وجه والدها في ذلك الحين.
سألها فيدال: "هل أرسلك والدك حتى تدافعي عن قضيته؟"

الصفحات