أنت هنا

قراءة كتاب من يتحدى القدر

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
من يتحدى القدر

من يتحدى القدر

رواية (من يتحدى القدر)؛ تهادى الصبي صاحب العيد فوق العشب الأخضر وهو يغمغم مبتهجاً لبراعته، فيما راحت شقيقته التي تكبره بعامين ترعاه بحذر آخذة على محمل الجد أسبقيتها لشقيقها بسنتين.
أعلنت الجدة بإعجاب: "فيكتوريا طفلة حريصة".

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 3

بذلت ليوني الكثير من الجهد كي لا تبدو محبطة، فقالت: "قد لا يصل الأمر إلى هذا الحد... ذهبت لمقابلة فيدال. من الواضح أنه ليس مسروراً حيال الأمر، لكن هنالك فرصة بألاّ يرفع دعوى قضائية بحقك، و... ربما سيبقيك في منصبك إذا ما تدبرت أمر تسديد المبلغ الذي أخذته".
حدق بها ستيوارت بصمت للحظة مطولة، فيما تلاحقت على وجهه مجموعة مختلفة من التعابير. أخيراً سألها: "كيف بحق السماء تدبرت ذلك؟ أنت بالكاد تعرفين الرجل!"
شبكت ليوني أناملها خلف ظهرها، وقالت: "توسلت إلى طبيعته الجيدة الطيبة".
- لم يعطني أي انطباع بأنه يمتلك طبيعة كهذه عندما قابلته يوم أمس.
توقف ستيوارت مجدداً عن الكلام، ثم قال: "ما الذي قلته له بالتحديد؟"
- أكدت له أنك مستعد لأن تقطع أناملك بنفسك قبل المخاطرة بالمقامرة مجدداً. أنت لن تفعل ذلك من جديد. أليس كذلك؟
ظهرت ابتسامة ملتوية على فم والدها، وقال: "تعلمت درساً قاسياً في هذا المجال. صدقيني!"
هزّ رأسه والابتسامة ما تزال بادية على وجهه، ثم قال: "هذا أكثر مما كان بمقدوري أن آمل به... أكثر مما يمكن لأي كان أن يأمل به!"
تردد ستيوارت قبل أن يضيف: "أفترض أن الجميع أصبحوا يعلمون بالأمر. أليس كذلك؟"
- شخص واحد فقط يعلم به. لكن لاشك أنه سيتم تبادل بعض الأحاديث بين الموظفين.
أضافت ليوني بجرأة: "على أي حال، مواجهة الثرثرة أفضل من دخول السجن. أليس كذلك؟"
هزّ والدها رأسه قائلاً: "نعم، بالطبع! لا تظني أنني لست ممتناً، فأنا بالكاد أصدق أنه لا يفكر بملاحقتي قانونياً، فما بالك بأن يبقيني في منصبي؟ هل أعطاك أي تلميح عن الوقت الذي ينوي فيه إعلامي بقراره هذا؟"
- أتوقع أن تعرف شيئاً مع حلول يوم غد.
قالت ذلك وهي تغلق ذهنها على احتمال أن الأمر بأسره قد يسير على نحو سيء.
تركت ليوني والدها ليفكر بالأمر، وتوجهت إلى غرفة نومها في الطابق العلوي. شعرت أنها بحاجة إلى البقاء بمفردها لبعض الوقت. يجدر بها أن تتمالك نفسها تماماً، وأن تركز على أمر واحد فقط هو إخراج والدها من الورطة التي أوقع نفسه فيها.
لا يمكنها أن تنكر الانجذاب الجسدي الذي تشعر به حيال فيدال. أحست بذلك الانجذاب ما إن وقعت عيناها عليه مجدداً. لطالما قرأت على صفحات المجلات أخباراً عن مغامراته العاطفية مع نساء مختلفات خلال السنتين الماضيتين، لكن أياً من تلك العلاقات لم تدم طويلاً. لو أنها كانت غبية بما يكفي حتى تتزوج به، فمن المحتمل جداً أن تصبح واحدة منهن هي نفسها. أما الفارق الوحيد فهو أنها كانت ستحصل منه على أموال تكفي لجعلها تعيش في بحبوحة حتى آخر حياتها. ربما يعتبرها البعض غبية لعدم استغلالها تلك الفرصة التي سنحت لها في ذلك الحين. فكرت بحزن أن التصرف الغبي الوحيد هو تورطها معه أصلاً.
لم تبذل ليوني أي مجهود في اختيار ملابسها لهذا المساء، فاختارت تنورة رمادية عادية مع قميص بيضاء. لن تسمح لنفسها بالتورط في أي عواطف بتاتاً مع فيدال، فهذه هي الطريقة الوحيدة التي ستمكنها من تخطي المسألة.
حجزت ليوني لنفسها سيارة أجرة كي تقلها إلى المدينة مجدداً، فهي لم تشعر أنها في حالة تسمح لها بمواجهة رحلة أخرى بالقطار. من جهة أخرى، تركت الباب مفتوحاً أمام جميع الاحتمالات، فأخبرت والدها أنها سوف تلتقي صديقة لها، وأنها قد تمضي الليلة في شقتها.
توقفت سيارة الأجرة خارج مبنى المايفير الكبير الذي يشرفه فيدال بحضوره عندما يأتي إلى لندن، فهو يحتفظ بعدة أجنحة محجوزة باسمه في الفنادق الفخمة في عدد من المدن الهامة. يقع الجناح الذي يشغله في الطابق العلوي للمبنى، وهي تعرف رقم الجناح الخاص به، لذا تمكنت على الأقل من تجنّب السؤال عنه في مكتب الاستقبال. أحست كأنها امرأة مستهترة تسعى إلى جناح عشيقها الغني. على الرغم من أن ذلك ليس حقيقياً، لكنها افترضت أن الفارق ليس كبيراً جداً.
أخذت ليوني نفساً عميقاً قبل أن تقوم بقرع الباب الصلب المصنوع من خشب الماهوغاني. فتح فيدال الباب، وراقبها بعينين متفحصتين من تحت حاجبين مرفوعين فيما وقفت تنتظر هناك بصمت. لاحظت أنه يرتدي سروالاً وقميصاً عاديين، لكنه لم يبدُ أقل روعة مما بدا عليه قبل قليل. علق فيدال: "أنت دقيقة في مواعيدك. ادخلي!"

الصفحات