أنت هنا

قراءة كتاب من يتحدى القدر

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
من يتحدى القدر

من يتحدى القدر

رواية (من يتحدى القدر)؛ تهادى الصبي صاحب العيد فوق العشب الأخضر وهو يغمغم مبتهجاً لبراعته، فيما راحت شقيقته التي تكبره بعامين ترعاه بحذر آخذة على محمل الجد أسبقيتها لشقيقها بسنتين.
أعلنت الجدة بإعجاب: "فيكتوريا طفلة حريصة".

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 4

مع أن باب الجناح واسع بما فيه الكفاية، إلا أنها أحست أنه قريب جداً منها إلى درجة الازعاج عندما دخلت. وصلت ليوني إلى غرفة الجلوس الواسعة، وسرعان ما لاحظت أن الهندسة الداخلية للجناح تم تغييرها منذ زيارتها الأولى إلى هنا. شكلت الألوان المنتقاة الآن لجناح فيدال سيمفونية أنيقة من تدرجات اللونين الرمادي والأزرق المتمازجين، تتخللها بعض اللمسات القرمزية. أما السجادة تحت قدميها فتمتد كبحر فضي ذي موج رمادي نحو النوافذ ذات الستائر الجميلة. وُضعت على طاولة جانبية باقة من الأزهار النضرة التي بعثت في أجواء الغرفة عبيراً لطيفاً.
- تصميم جميل! لا شك أنهم يهتمون بك.
علقت ليوني بكلامها هذا وهي عازمة على أن تبدو مسيطرة على الموقف.
جاء ردّ فيدال الجاف بسرعة: "يجدر بهم أن يفعلوا ذلك، نظراً إلى ما يكلفني الجناح من مال. لكنك لم تجيئي إلى هنا لمناقشة أعمال الديكور".
- صحيح.
استدارت ليوني لتنظر مباشرة إلى عينيه، فيما تابعت: "أريد منك وعداً بأن تعيد والدي إلى عمله قبل أن نتحدث عن اتفاقنا نحن".
التوت إحدى شفتيه وهو يسألها: "أتصدقين وعدي بهذا الخصوص".
- نعم.
قالت ليوني ذلك آملة ألا تخطئ في تقييم تلك الناحية من شخصيته على الأقل.
ازداد التواء شفته وقال: "أعدك بذلك إذاً. أترغبين باحتساء مشروب ما قبل أن نتناول الطعام؟"
بدت ليوني مصدومة للحظة، ثم قالت: "ظننت...".
- ظننت أن هناك شيئاً واحداً فقط يشغل ذهني".
أنهى فيدال الكلام عنها، فيما ظهر الاستهزاء في عينيه الغامقتين. تابع: "قد تكون مساوئي كثيرة، لكنني لست فظاً أبداً".
سألته ليوني: "ماذا تسمي إذاً هذا... التدبير بأسره؟"
رد فيدال برباطة جأش: "مصالح متبادلة. ألا تظنين ذلك؟"
لم ينتظر منها أي جواب، بل تابع: "ما الذي ترغبين بشربه؟"
كانت ليوني على وشك أن ترفض عرضه، لكنها غيّرت رأيها فجأة. إذا كان فيدال عازماً على المضي في هذا الأمر. عليها أن تجاريه حتى النهاية. قالت: "سأشرب عصير المانغو".
أشار فيدال بيده نحو أقرب أريكة، وقال: "تصرفي على سجيتك".
أحست كما لو أنها حيوان وقع في شرك الصياد. تبعت عيناها تحركات فيدال بصورة لا إرادية فيما عبر الغرفة نحو خزانة المشروبات، فسجّلت تحركات جسده الرشيقة وعضلاته المتموجة التي ظهرت من تحت قميصه القطنية الرقيقة. فكرت ليوني، من المؤكد أنه يمارس التمارين الرياضية باستمرار كي يحافظ على هذا المظهر الرياضي، فيما لم تقوَ على السيطرة تماماً على ردات فعلها الجسدية تجاهه.
جلست حيث أشار لها فيدال، أما هو فلم يقم بأية محاولة للجلوس قربها بل اختار كرسياً موضوعاً بشكل مائل، فوضع إحدى رجليه بشكل مريح فوق الأخرى

الصفحات