أنت هنا

قراءة كتاب من يتحدى القدر

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
من يتحدى القدر

من يتحدى القدر

رواية (من يتحدى القدر)؛ تهادى الصبي صاحب العيد فوق العشب الأخضر وهو يغمغم مبتهجاً لبراعته، فيما راحت شقيقته التي تكبره بعامين ترعاه بحذر آخذة على محمل الجد أسبقيتها لشقيقها بسنتين.
أعلنت الجدة بإعجاب: "فيكتوريا طفلة حريصة".

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 8

قال فيدال ملاحظاً: "إنت امرأة تتمتع بقوة إرادة معتبرة، لكنك لست منيعة لا تقهرين".
أبعد فيدال إصبعه عن وجهها، ثم نهض على قدميه وقال: "تعالي!"
نهضت ليوني، وما لبث فيدال أن أدارها حول نفسها لكي يدفعها أمامه بعيداً عن الأريكة والطاولة. أصبح نغم الموسيقى رقيقاً وأكثر نعومة، فأدارها فيدال مجدداً، لكن هذه المرة نحو ذراعيه. انزلقت يداه خلف ظهرها حتى يمسكها بقربه. كعبا الحذاء الذي تنتعله ليوني جعلا عينيها تصلان إلى مستوى فمه. أحست بأنفاسه دافئة على خدها، وملأت منخريها رائحة عطره الرجولية الرقيقة فيما بدأ يتحرك بإيقاع بطيء مع النغم. تسلل الخدر إلى أنحاء جسمها عندما احتك بصدره الصلب، فدبت فيه الحياة. لابد أنه يشعر بردة فعلها هذه، لا يمكن أن يفشل في الاحساس بها. لم يكن بمقدور ليوني أن تفعل أي شيء حيال ذلك.
غمغم فيدال بصوت خافت: "جيد".
حرك يديه على ظهرها، ثم قربها منه وعانقها. مرت لحظات وربما دقائق لم تشعر خلالها بمرور الزمن كما لو أن هذا الأخير توقف. بعدئذٍ قطع فيدال العناق وغمغم: "كم أنت رائعة!"
لم تبدِ ليوني أي مقاومة عندما قادها مجدداً عبر الغرفة نحو الأريكة. كانت الأنوار المجاورة للأريكة على الجانبين مضاءة، فألقت توهجاً دافئاً على المكان، فيما أطفأ فيدال بقية الأنوار تاركاً ما تبقى من الغرفة في عتمة جزئية. هذا الجو وفّر لها بعض الارتياح على الأقل.
تناول فيدال وجهها بين يديه، متمعناً في ملامحها كما لو أنه أراد أن يحفظها في ذاكرته. بدت عيناه كبركتين غامقتين، وبدت لمساته ناعمة رقيقة بشكل غير متوقع. عانقها من جديد عناقاً شغوفاً لطيفاً، فشعرت أن أحاسيسها بدأت تطفو وأن قوة إرادتها بدأت تلين شيئاً فشيئاً. طرأت في بالها فكرة بأنها لو أرادته أن يتوقف عليها أن تقول له ذلك الآن قبل أن تضيع تماماً تحت تأثير لمساته وعناقه. حرّك فيدال يده مجدداً حول عنقها فأحست ليوني بلمساته كالنار تحرق بشرتها. شدها نحوه أكثر ليزداد عناقه عمقاً، فشهقت ليوني بسبب الأحاسيس الغامرة التي اجتاحتها...
شعرت ليوني بالصدمة عندما أزاح فيدال يده فجأة، ودفعها بعيداً عنه. اتسعت عيناها بقوة، وحدقت به بتساؤل صامت. فجأة قال لها بفظاظة: "يا إلهي! أنا آسف".
ابتعدت ليوني عنه وهي تلملم شتات نفسها. إن كان هدفه أن يثير مشاعرها ثم يرفضها كما رفضته هي من قبل، فقد نجح تماماً. لكن... ماذا لو كان قد غيّر رأيه بخصوص الأمر برمته؟
سألته ليوني: "أهذا هو أسلوبك في إبلاغي بأن الاتفاق ملغى؟"
هزّ فيدال رأسه فيما بدا وجهه خالياً من التعابير مجدداً، ثم قال: "بل هنالك تغيير في المخطط. أنا لا أستطيع الاكتفاء بصداقتك لفترة وجيزة فقط. عندما أعود إلى البرتغال سترافقينني".
أخيراً وجدت ليوني صوتها، وأدهشها ثباته حين قالت: "أتظن فعلاً بأنني سأوافق على أن أصبح عشيقتك؟"
أطلق ضحكة قصيرة، ثم قال: "إذاً هنالك حدود لمدى التضحية التي يمكنك بذلها من أجل والدك؟"
أومضَ شيء ما في أعماق عيني فيدال الغامقتين وهو يضيف: "أنا لا أريد عشيقة. منذ سنتين طلبت منك الزواج بي. أما اليوم فأنا آمرك بذلك".

الصفحات