كتاب " راوية " ، تأليف هنا فرح حلاحل ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب راوية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

راوية
من أنفاسنا، نخلق طاقات تريحنا!..
على هذا الحجر، نجلس، ونستجمع أفكارنا!..
وتحت ظلِّ تلك الشّجرة. نتفيًّأ، من لهيب الشمس المحرقة؛ لنعاود التَّصالح، والسَّكينة؛ لكلّ ما يجري في ذواتنا!... بعض الأماكن، تعدّ بمثابة نعمٍ، وملاجئ لنا؛ فقد عمرناها بأنفاسنا؛ من حيث التّلاقي، وتعدادها، معها!... فمن هذا التّواصل حدثت اللّحمة، والمحبّة؛ وبرزت طاقة الإبداع، في مكان اللِّقاء، بالذّات!... نحن نتفاعل مع أمكنةٍ؛ لها في نفوسنا مواقع خاصّة في ما هو سكن العيش، والنَّفس معاً!...
نتفاعل مع ما حولنا، من أنعام الطبيعة؛ بما في ذلك، أنواع المخلوقات!... نحاكي المواقع التي نحبّ أن نرتادها!... نسائلها عمَّن زارها، من الأحباب؟!.. نستطلع أخبارهم!... ومن سياق الأحاديث التي تجري، على متن سفينة الذّكريات؛ نؤنسن الأشياء؛ ونحاورها، في كلّ مرَّة يحدث بيننا، وبينها، لقاء!... فمن الصَّمت، ينبعث كلام؛ هو في رحم السَّكينة، موجود؛ ومن طاقة الألفة، آتٍ!... كثرة التّرداد، على مكانٍ؛ تستكين إليه النَّفس، يخلق عندنا شعوراً، بأنَّ لهذا المكان حسّاً، وله لسانٌ يخاطبنا!... فنسأله، ويسألنا!... ونرتاح إليه، وهو مصغٍ إلينا، أو مستوعب؛ لما نحن نملي عليه، من آراء، ونودّ منه أن ينفِّذها؛ ونستمع إلى ردود فعله؛ وبأي لهجة سوف يجيب!... نحن، في حالة تفتيش دائم، عن الحقيقة!... ففي كلّ ما يحيط بنا، كمٌّ من الأسرار!... ونسأل؟! وتتعدَّد الإجابات، ولا شيء مؤكداً!... كلّها تخمينات، وتكهّنات!... نتظاهر بأنَّ في البراهين، ما يقنع؛ ولكن، في البال. ألف سؤال؛ لمنطقٍ، غير مكتمل الثبوتية، والشفافيَّة؛ لا للإقناع، ولا لسيطرة الإملاء!... بعض الناس يسير مواكباً للناس؛ كي لا يشذَّ، عن قاعدة المجتمع؛ وما يتطلَّب!... ولكنّ للبعض الآخر شطحات؛ فيها من الجنون، ما يوصل إلى الإبداع؛ بثمنٍ غالٍ؛ يطيح بمفهوم الشَّرف، والإباء؛ ويحمل العائلة وزر العيب؛ لما يحسب في المجتمع؛ مخلّاً بالآداب!... ما يجري في عروق نفس حرَّة؛ لا يماثلة عرقٌ في النَّفس الخانعة، والمستسلمة؛ لما هو سائد في المجتمع الكبير، أو الصَّغير، كالعائلة!... فالحرّ، يترك الثَّوب البالي؛ ليقتني الثوب الجديد!... والحرّ، يقفز فوق الرّكام، ويتخطَّى العراقيل؛ لينطلق براحةٍ، ويطير!...