أنت هنا

قراءة كتاب الأوديسة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الأوديسة

الأوديسة

كتاب " الأوديسة " ، تأليف هوميروس ترجمه إلى العربية دريني خشبة ، والذي صدر عن دار التنوير عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
المؤلف:
دار النشر: دار التنوير
الصفحة رقم: 9

وطفقوا، تحت طائف من الكرى، ينسلون إلى خيامهم...

وأدلفت مينرفا نحو القصر لتقلى تليماك.

«تليماك! هلم! البدار! أنت هنا وكل رفاقك في الفلك المشحون ينتظرونك! هلم! يجب ألا نضيع وقتنا سدى».

ونهض تليماك! وسارت مينرفا، وسار هو في أثرها حتى كانا عند سيف البحر، وحتى أشرفا على السفينة.

«مرحبًا يا رفاق! هلموا فاحملوا هذه الدنان وتلك الأحمال إلى السفينة! لا أحد يعلم أمر رحلتنا حتى ولا أمي! إلا ربيبتي!

وامتثل الملاحون أمر سيدهم، ثم تقدمت مينرفا فركبت السفينة من ورائها ابن أوديسيوس، وجلست هي عند الدفة، ونشط البحارة فهيأوا المركب، وحدجت المغرب ربة العدالة بعينيها الزبرجديتين فهبت النسمات رخاء، ورقصت تحتها الأمواج من طرب، وانتصب تليماك واقفًا يحث رجاله؛ واضطرب الماء تحت السفينة واصطخب، وصب القوم دنانا من الخمر تقدمه للآلهة وقربانًا لمينرفا وتحية لا تبيد!

واحلولك الليل وتدجى غيهبه؛ ثم انجاب ظلامه عن فجر مبين!

بيلوس... تليماك يسائل نسطور عن أبيه

برزت ذكاء من لجه المشرق فصبغت أرادها(22) الذهبية جبين الأفق النحاسي، وسكبت الأضواء الجميلة لتهدى إلى السبيل السوي، وألقت السفينة مراسيها تلقاء بيلوس، مدينة نليوس(23)؛ حيث وجدوا القوم على الشاطئ يقربون القرابين باسم بوسيدون، ذي الشعر اللازوردي، وقد جلسوا في صفوف تسعة، وفي كل صف خمسمائة شيخ عتيد. وذبحت كل فئة قرابينها: تسعة عجول سمان ذوات خوار، فأكلوا الحوايا(24)، وضحوا بالسواعد والأفخاذ؛ ثم أقبل تليماك وبين يديه مينرفا تتهادى وتقول:

«تليماخوس! تشجع يا بني، ولا تجعل للحياء سبيلا إلى نفسك، وتقدم إلى أمير هذه البلدة الصنديد، نسطور، فقد تكون لديه أخبار عن أبيك، وقد يجلو لك الشكوك التي تخامرك، وثق أنه لن يخفي عليك من أمره خافية، فقد تقدمت به السن، وهو اليوم أحكم الناس».

ويقول تليماك:

«أواه يا منطور! ما أحسبني أقوى على لقاء الرجل، وأنا من تعرف من قلة الشأن ورقة الحال.. أنا الفتى الحدث، أنى لي بلقاء الشيخ ذي التجاريب؟».

وتجيبه ذات العينين الزبرجديتين.

«لا عليك يا بني! إن هي إلا كلمات تقولها وعلى الله قصد السبيل! العالم كله يعرف أنك نشأت في ظروف قاهرة ما كان لك بها يدان؟».

ودلفت مينرفا، ودلف في إثرها تليماك، حتى كانا في وسط القوم، وحيث جلس نسطور العظيم بين أبنائه، وحيث اشتغل أهله بالشواء، وهب الجميع للقائهما. وتقدم ابن نسطور الأكبر، بيزستراتوس، فصافحهما هاشًا، وتلقاهما باشًّا، وأجلسهما فوق الفراء المبثوث إلى جنب أبيه، وأخيه الأصغر تراسميديس، وقدم لكل مضغة من حوية، ثم كأسًا ذهبية من شراب كريم، تذوقه قبل أن يجيء بها، ثم قال مخاطبًا مينرفا.

الصفحات