أنت هنا

قراءة كتاب مقامات الولاية وأحوال الأولياء

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مقامات الولاية وأحوال الأولياء

مقامات الولاية وأحوال الأولياء

كتاب " مقامات الولاية وأحوال الأولياء " ، تأليف قاسم أحمد عقلان ، والذي صدر عن دار زهران عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 6

* العارف بربه يكون دائماً على قدم الخوف, فهو مع قربه من ربّه يخاف التحول والزوال عن مقامه, يخاف أن يتحول عنه سيده، ويُحرم من لذّة محبته ومناجاته وأنسه والسكون إليه.

- سيدي! نعوذ بك من الاتكال على الأسباب والوقوف عند حظوظ النفوس دون الالتفات إلى مقاصد الطاعات، ونيل القربات.

* إن العارف بربه إذا فرغ من تعلم العلم العام المشترك بين الجميع؛ أدخله ربه في أسباب تعلم العلم الخاص؛ علم القلوب حتى يتمكن منه فيصيّره الله سلطاناً يأمر وينهى في الخلق، فيكون معهم بالحكم ومع ربه بالعلم, فمن صبر على خدمة العلم؛ أعطي فقه القلوب ونور الباطن 42.

- الفرق بين العبادة والْعَبْوَدَة:

- فالعبادة: فعل ما يرضي الله تعالى، والعبودة: الرضا على ما يفعل الرب سبحانه وتعالى.

- يقول الإمام حسام الدين السغناقي، في شرحه المسمى: الكافي شرح أصول البزدوي الحنفي, في علم أصول الفقه:

- إن الابتلاء في الوقوف عن الطلب؛ أعظم من الابتلاء في الطلب بالمبالغة في السير, لأن الابتلاء في الوقف أن يسلم ذلك إلى الله تعالى ويفوضه إليه, فكان هذا أقوى من الابتلاء بالطلب, لأن هذا ينشأ مِنَ الْعَبْوَدَة, والابتلاء بالإمعان في السير الذي ينشأ من العبادة, والْعَبْوَدَة؛ أقوى من العبادة, لأن الْعَبْوَدَة الرضا بما يفعل الرب؛ والعبادة: فعل ما يرضى له الرب من العبادات, فالأول أشق فكان أفضل, وهذا لأن الْعَبْوَدَة أن لا يرى العبد متصرفاً في الحقيقة إلا الله, فيفوض أمره إليه في كل حال, أفقره! أو أغناه! أبهجه أو أشجاه! أسمنه أو أضناه! ألبسه أو أعراه! أماته أو أحياه! ضره أو نفعه! جوّعه أو أشبعه! فإن المتصرف في الحقيقة هو الله تعالى؛ فإنه خالق كل شيءٍ؛ فيجب على العبد التسليم في كل حال؛ ولأن العبادة قد تسقط بالعذر؛ والْعَبْوَدَة لا تسقط في الدارين أبداً.

- والابتلاء للقلب أشد من الابتلاء للجوارح, وعمل القلب أعظم من عمل الجوارح وأشق 43.

* فالعارف بربه هو الذي تحقق فيه مراتب التقوى الثلاث: الإسلام، والإيمان، والإحسان, حتى ارتقى إلى مرتبة الْعَبْوَدَة المطلقة, يقول الإمام البزدوي في أصوله والسغناقي في الكافي: (إتقان المعرفة: وذلك بفهم معانِ النصوص الدينية, حتى لا يصير العلم مقصوداً لنفسه, لأن المقصود من هذه المشروعات هو الابتلاء؛ والابتلاء إنما يتحقق بالعلم والعمل لا بالعلم فحسب) 44.

- ثم يقول البزدوي: (وأصحابنا هم السابقون في هذا الباب ولهم الرتبة العليا، والدرجة القصوى في علم الشريعة, وهم الربانيون في علم الكتاب والسنة، وكل من أخذ منهم عن النبي ( علماً وفقهاً وحكمةً وأوصافاً؛ فهو وارث له بمقدار ما أخذ وعمل، فالعالم بالفقه, والعالم بالقضاء, وارث له بذلك, والآخذ عنه الدعوة والبلاغ، وارث له بها، والآخذ عنه فضيلة الصدق أو التواضع أو الأمانة أو الحياء أو الكرم أو الشجاعة أو البر و الصلة أو الرحمة أو الأخوة ونحوه؛ وارث له في تلك الخصال والصفات والأعمال.

- الوارث الحقيقي عن النبي ( وللكتاب والسنة، هو الذي تتحقق فيه ثلاثة أوصاف:

‌أ- متابعته للنبي ( والتجرد التام عن الهوى في العلم، والتزام الدين قولاً وعملاً.

‌ب- التحقق بالإيمان اعتقاداً و قصداً بحيث يصير كل أعمال العبد لله وحده.

‌ج- الانتفاع بما ورث عنه ( في خاصة نفسه ونفع الناس بما ورثه, لأن النبي (لم يقتصر في علمه وعمله على نفسه, و إنما لنفسه ثمّ لسائر أمته من بعده، والوارث الحقيقي: يجب أن يكون مثله، أما من انتفع بما أخذ عن النبي ( في نفسه فقط فلا يعد من الوارثين؛ لأن الدين هو ميراث النبي ( وهو غير مملوك لأحد وإنما هو في خاصته ميراث عام يُتوارث جيلاً بعد جيل، مثل منافع أعيان المال والعقار ونحوه ينتفع به الجيل الأول ثم يرثه ويخلفه جيل آخر بعده 45.

الصفحات