أنت هنا

قراءة كتاب أساسيات تغذية الأسماك

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أساسيات تغذية الأسماك

أساسيات تغذية الأسماك

كتاب " أساسيات تغذية الأسماك " ، تأليف أحمد عبدالله خريسات ، والذي صدر عن دار زهران ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 3

الفصل الأول: أساسيات الإستزراع السمكي وتوظيفها في تغذية الأسماك

الكائنات المائية

السعة التحميلية Carrying Capacity

معدل النمو Growth Rate

المحصول Yield

الملامح الإقتصادية

أساسيات الإستزراع السمكي وتوظيفها في تغذية الأسماك

من يشاهد التطور الذي يشهده قطاع الإستزراع السمكي في الوطن العربي على مدى العقدين الماضين وخاصة في السنوات القليلة الماضية ربما يتساءل عن مقومات هذا التطور ويتساءل أيضاً عن مدى استدامته على المدى القصير والبعيد . قد نستفيد من خلال سرد تاريخي موجز لملامح تطور النشاط في الوطن العربي ومقوماته قبل تناول الجوانب الفنية المتخصصة .

واكب الترويج لنشاط زراعة الأسماك في الوطن العربي والذي ترجع بدايته الى أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات التأكيد على النقاط الثلاث التالية :

- الاستزراع السمكي لا ينافس الزراعة الحقلية فيما يخص أهم الموارد الطبيعية على الإطلاق إلاّ الماء حيث تعتمد مزارع الأسماك أساساً على مياة الصرف الزراعي (فيما عدا المفرخات ).

- الاستزراع السمكي لا ينافس الزراعة الحقلية بالنسبة للأرض والتي هي مورد رئيسي هام هي الأخرى حيث لا يصرح بإقامة المزارع السمكية سوى على الأراضي غير الصالحة للزراعة . بل تم إستخدام نشاط الاستزراع السمكي كنشاط وسيط لتهيئة الأراضي للزراعة النباتية بعد غسيل التربة من أملاحها أيان إستخدامها في الإستزراع السمكي لعدة مواسم .

- لا ينافس الاستزراع السمكي أنشطة الإنتاج الحيواني (اللحوم الحمراء والبيضاء) فيما يخص الأعلاف حيث طالما إعتبرت الأسماك كائنات مائية تحصل على غذائها من بيئتها .وعندما بدأت محاولات تغذيتها أملاً في الحصول على إنتاج أفضل قدمت المواد العلفية كمصدر تكميلي وإستمر التصريح بأعلاف الماشية وربط كمياتها بالمساحات و / أو بيرقاتأنواع محددة من الأسماك .

نلاحظ وبوضوح أن عدم المنافسة مع الأنشطة الزراعية الأخرى بشأن الموارد الطبيعية أو الأعلاف كانت ما أستند علية الترويج لهذا النشاط حيث لم تكن المزايا الإقتصادية المقارنة للنشاط قد أتضحت بعد .

وحتى يمكن الإستفادة من هذا السرد التاريخي وإكمال الصورة فأود أن أذكر هنا في هذا المقام :

1. صاحب الترويج للإستزراع السمكي البدأ بتفريخ مجموعة من أسماك الكارب صناعياً في المفرخات.

2. إعتمدت زراعة المشط على ما يتم تجميعه من الطبيعة ومن ناتج المزرعة نفسها دونما تصنيف حقيقي الى أنواع أو أجناس .

3. تأرجحت الإنتاجية حول (100-150) كغم للدونم (1000 م2) كهدف يسعى الكثيرون لتحقيقه .

4. نظراً لتواضع المدخلات وثباتها النسبي فيما بين المزارع فقد ظل الإبتكار والإبداع في الإدارة متواضعاً كما ظلت الإنتاجية مؤشراً مباشراً للربحية .

5. بدأ التطور الملحوظ في الإنتاج مع نشاط تفريخ المشط وإنتاج وحيد الجنس (الذكور) وأدى بدوره الى :

- أصبح بالإمكان زيادة إعداد اليرقاتالتي يمكن تخزينها من المشط نظراً لتوفرها النسبي ثم الزائد.

- نظراً لما تمثله قيمة تلك اليرقاتمن قيمة مادية ، فلم تعد النظم المتسعة في الإدارة قادرة بالوفاء بإحتياجات هذه الأسماك بمعدلات تخزينها العالية . كما عجز الغذاء الطبيعي عن القيام بالدور كاملاً وظهرت أهمية الإعتماد على الغذاء الصناعي .

- بدأت المزارع في تردد حذر في زيادة مدخلاتها من الأعلاف سواء بإستخدام كميات أكبر من النواتج العلفية الثانوية (نخالة ....) أو إستخدام علف الحيوان أو تصنيع أعلاف في المزرعة بإضافة ما يمكن الحصول عليه من مصادر بروتينية سواء من البروتين النباتي والحيواني . وبدأ رواج صناعة وتجارة مسحوق السمك ناتج التجفيف الشمسي وإن ظل الإعتماد على التجربة والخطأ في محاولة تصنيع عليقة جيدة . كما كان لسعر العليقة أهميته الكبيرة في إختيارها .

- نتيجة المؤشرات الإيجابية لإستخدام الأعلاف التي تأكدت لبعض المزارع ، لم يكن الإنتقال صعباً هذه المرة لإستخدام علائق الأسماك المتخصصة التي تنتجها مصانع الأعلاف ، وكان له أثره الكبير في زيادة الإنتاجية من وحدة المساحة وإن استلزم ذلك التطور في أرتفاع تكاليف الإنتاج في وحدة المساحة (ربما أنخفض بالنسبة لوحدة الوزن من الأسماك الناتجة) مما استلزم إتخاذ تدابير أكثر إحكاماً في إدارة الحوض سواء بتغيير الماء أو بإستخدام البدالات لتحريك الماء لزيادة نسبة الأكسجين الذائب في الماء مما زادت الإنتاجية معه في ظل إنتشار غير مسبوق لمفرخات المشط والتي أصبحت غير قادرة على إنتاج المزيد من الأصبيعيات من المشط مع إفتراض ثبات المتاح من يرقاتالعائلة البورية التي يتم تجميعها من الطبيعة . ومع إستمرار تزايد الإنتاجية إزداد إستهلاك الأعلاف الصناعية المتخصصة للأسماك .

- كما هي الحال إذا ما تزايدت الربحية تقل أهمية التحليل الإقتصادي لعناصر الإنتاج ، فلم يكن هناك ما يدعو للقلق إذا ما اقترب معامل التحويل الغذائي من 3 بل وتجاوزت ذلك إحياناً طالما إن التشغيلة مربحة في النهاية .

- نتيجة ما شهدته الأسعار وإنخفاضها في السنوات الأخيرة أياً كانت الأسباب ، بدت أهمية الإنتاج الإقتصادي كأساس لإستمرار النشاط . وبغض النظر عن مستويات التكثيف وأنماط الإستزراع السمكي فإن تغذية الأسماك وإدارتها لها أهميتها الواضحة في تحقيق خطة المزرعة و / أو المفرخ . وهذا هو محور هذا الكتاب الذي نتناوله .

وقبل أن يتم تناول الموضوعات المتخصصة في تغذية الأسماك في الفصول المختلفة من هذا الكتاب ، وتأكيداً على أنه على الرغم من الأهمية الكبيرة لتغذية الأسماك ، إلاّ أنها في نظام الإنتاج السمكي تؤثر وتتأثر بعوامل بيولوجية وبيئية أخرى الأمر الذي أردنا الإشارة في هذه المقدمة المختصرة .

الصفحات