أنت هنا

قراءة كتاب أساسيات تغذية الأسماك

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أساسيات تغذية الأسماك

أساسيات تغذية الأسماك

كتاب " أساسيات تغذية الأسماك " ، تأليف أحمد عبدالله خريسات ، والذي صدر عن دار زهران ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 4

الكائنات المائية

أنه مما لا شك فيه أن تفهم الصفات البيولوجية والإنتاجية للكائنات المائية وكذلك الخصائص التي تميز النظام المائي له أهميته الكبيرة في إختيار النمط الإنتاجي المناسب واضعين في الاعتبار تباين هذا النظام عن النظم الزراعية الأخرى . وإذا ما بدأنا بالكائن ، فالأسماك وكما هو معروف هي من ذوات الدم البارد تتأثر مباشرة بالبيئة التي تحيا فيها بشكل يتجاوز في أغلب الأحيان ما تؤثر البيئة به على كائنات المزرعة الأخرى . وعلى الرغم من أن ذلك قد يبدو وللوهلة الأولى أحد نقاط الضعف في تربية الكائنات المائية ، إلاّ أنه ومع الإختيار السليم للكائن ثم بعدها إدارة بيئة إستزراعه بالأسلوب الواجب لأمكن توجيه القدر من الطاقة التي تحتاجها الحيوانات الأخرى للحفاظ على درجة حرارة ثابتة لأجسامها وتحويلها الى نمو مع أرتفاع كفاءة تحويل الغذاء . وبمعنى آخر فإن الأسماك تحتاج الى قدر أقل من الطاقة لإخراج مخلفاتها النيتروجينية مقارنة بحيوانات المزرعة . وفيما يخص التنفس ، فإن الأسماك مطالبة بالحصول على احتياجاتها الأكسجينية من الماء الذي نادراً ما يصل تركيز الأكسجين الذائب فيه الى 10 ملليغرام / لتر بإفتراض تمام التشبع على درجات الحرارة أثناء موسم التربية وذلك مقارنة بالكائنات الحيوانية الأخرى والتي تحصل على إحتياجاتها الأكسجينية من الهواء الجوي حيث يمثل الأكسجين فيه 21% .

وعلى الرغم من أن هذه الخصائص ربما يتم تناولها من جوانب عديدة ، إلاّ أننا رأينا البدء بها نظراً لإرتباطها بتعاملنا مع هذه المجموعة من الكائنات وإدارتها لمشروعاتها الإنتاجية . وبوجه عام ، فإن إرتباط الكائن ببيئته يفرض قيوداً على عملية الإستزراع . ولما كان الهدف من هذا الفصل هو توظيف هذه الإساسيات في نظم الإستزراع المختلفة خاصة ما يتعلق منها بالتغذية فإننا نتعرض هنا لأهمها كما نستعرض أيضاً مؤشرات كفاءة الكائن المستزرع .

السعة التحميلية Carrying Capacity

يعرف الوزن من الأسماك الذي يمكن لأي وحدة من المياه إنتاجه والإحتفاظ به بالسعة التحميلية لتك الوحدة . وهناك إفتراض بأن السعة التحميلية لوحدة إنتاجية ما ، هي ثابتة وذلك في أي وقت محدد تحت نظام إدارة ما. ودائماً ما تتناسب السعة التحميلية مع مساحة المسطح المائي سواء في المياه الطبيعية أو في الأحواض الصناعية ويعبر عنها بالوزن في وحدة المساحة كأن يكون كيلوغرام / دونم . وفي نظم الإستزراع المكثفة والتي تصل في مستوياتها العالية أن تفقد المساحة فيها مدلولها كما هو الحال في الإستزراع في الأحواض ذات المياه الجارية أو الإستزراع في النظم المغلقة الدوّارة أو في الأقفاص ، فإنه عادة ما يعبر عن السعة التحميلية بالكيلوغرام / مترمكعب . وأحياناً تنسب السعة التحميلية الى معدل تغيير المياه في نظم المياه كأن تكون كيلوغرام / لتر مياه / ثانية . ونظراً للأهمية القصوى للماء كمورد رئيسي ، فإنه من المفيد معرفة كفاءة حجم ما من المياه على إنتاج الأسماك في نظم الإستزراع المختلفة .

يعود التراوح في السعة التحميلية لنظام مائي الى مستوى جودته من الناحية البيولوجية والكيميائية وتفاعل ذلك كله مع الكائن المستزرع ونمط الإستزراع . وبالتالي الإختلاف في إمكانية المياه المختلفة على إنتاج الأسماك أساساً الى الأختلاف في جودة المياه ، والتي يتم الحكم عليها عن طريق تقييم عوامل عديدة أهمها مدى توافر العناصر الغذائية الطبيعة (نيتروجين، فوسفور، بوتاسيوم) ، درجة الحرارة ، الأكسجين الذائب ، ثاني أكسيد الكربون الذائب، العكارة ، الأس الهيدروجيني PH، الأمونيا والقلوية . وإن كنا نؤكد أن من هذه العناصر ما له أهميته القصوى في نظام إدارة معينة في حين يفقد ذات العنصر أهميته في نظام آخر ومثال ذلك توفر العناصر الغذائية في النظام المائي الذي تتضاءل أهميته بإزدياد مستويات التكثيف.

فإذا حد أرتفاع الملوحة من السعة التحميلة من أسماك المشط ، فإن الأمر لن يكون هو نفسه مع الأسماك البحرية . كما أن ثراء أو فقر مسطح مائي ما بالعناصر الغذائية الرئيسية له تأثيره على السعة التحميلية إذا ما كان النمط الإنتشاري هو المتبع في حين تتضاءل أهمية ذلك الأمر في النظم عالية التكثيف .

الصفحات