كتاب " العقوبات الربانية في القرآن الكريم " ، تأليف قاسم أحمد عقلان ، والذي صدر عن دار زهران ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب العقوبات الربانية في القرآن الكريم
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
العقوبات الربانية في القرآن الكريم
- أنواع العقوبات، والمؤدبات الربانية
1 القبض والبسط في قلوب المكلفين:
معنى قبض: ضد بسط، والقبض: الإمساك، والسوق السريع، والانقباض عن الناس: الانجماع والعزلة.
- والقبض عند المحققين من الصوفية، نوعان:
- قبض في الأحوال: وهو أمر يطرق القلب ويمنعه عن الانبساط والفرح، وهو نوعان: نوع يعرف سببه كتذكر ذنب وزلة، ونوع لا يعرف سببه بل يهجم على القلب هجوماً لا يقدر على التخلص منه، وهو قبض ملكي، ويكون إما بقصد التأديب والتربية، أو بقصد الإلقاء والإيحاء، أو بقصد التهذيب والإعداد والتهيئة، لبسط عظيم يأتي بعده، فيكون القبض قبله مقدمة له، وقد جرت سنة الله تعالى في الأمور النافعة المحبوبة يدخل إليها من أبواب أضدادها.
- قبض في الحقائق: وهو قبض الجمع الذي يحصل للقلب حالة جمعيته على الله تعالى، من انقباضه عن العالم وما فيه، فلا يبقى فيه فضل ولا سعة لغير من اجتمع عليه قلبه، وهو مولاه وسيده، وهنا فمن أراد من صاحبه ما يعهده منه من المؤانسة والمذاكرة المعهودة من قبل؛ فقد ظلمه، وجهله ولم يعرف ما الذي صار إليه حاله من جمع على مولاه وحبيبه الأعلى.
ويقابل قبض الجمع؛ قبض التفرق والتشتت، الذي يحصل لمن تفرق قلبه عن الله وتشتت في الشعاب والأودية، فأقل عقوبته ما يجده من القبض الذي ينتهي معه الموت 1.
قال الله تعالى: (وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ( 2، أي يضيق على أقوام ويوسع على آخرين.
والقبض: النقصان، والبسط: السعة، والبشر، والسماحة، والانشراح، والبهجة، واللذة.
وبن فارس يقول: القبض: القاف والباء والضاد: أصل واحد صحيح يدل على شيء مأخوذ، وتجمع في شيء، تقول: قبضت الشيء من المال وغيره قبضاً، ومنه القبض الذي هو الإسراع، فمن أسرع، جمع نفسه وأطرافه، قال الله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ( 3، أي يسرعن في الطيران.