أنت هنا

قراءة كتاب العقوبات الربانية في القرآن الكريم

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
العقوبات الربانية في القرآن الكريم

العقوبات الربانية في القرآن الكريم

كتاب " العقوبات الربانية في القرآن الكريم " ، تأليف قاسم أحمد عقلان ، والذي صدر عن دار زهران ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 3

- وانقبض عن الأمر، وتقبض، إذا اشمأز 4.

ولما كان ماهية اسم القبض مستعمل من الفعل قبض، وصار اسماً موضوعاً لحال مخصوص يحصل للقلب في وقت مخصوص، ولسبب وعلة مخصوصة، إما بسبب تذكر ما يؤلم ويزعج القلب، أو بسبب يبعثه الله بقصد التهذيب والجمع، أو التفريق والتشتيت، والإبعاد والطرد، ونحو ذلك، وكل ذلك، يقع في عموم قلوب المكلفين، فلا يختص بقلب دون قلب، فكل القلوب المكلفة بين أصبعين من أصابع الرحمن يصرفها كيف شاء، فيقبض من شاء منها قبض جمع على محبته ومعرفته، وولايته، أو قبض تأديب، وتهذيب، وتربية، أو قبض تفريق، وتشتيت، ومعاقبة، فهو عموم كلي يشمل ويستوعب كل قلب يصلح لإجراء بلوى القبض والبسط عليه، في جميع الأفراد، وعموم الأحوال، والبقاع، والأزمنة، والمتعلقات، لأن دلالة عموم القبض والبسط، دلالة كلية، تستوعب أفراد غير متناهية من القلوب، ولا يخرج أي فرد منها من حكم العموم، إلا ما خص بدليل، وأما مدلول العموم فمدلوله كلي، أي يحكم به على الكل، وليس الجزء، فإذا وقع القبض والبسط في فرد من أفراد القلوب؛ صح فيه الحكم بالقبض والبسط، باعتباره أحد أفراد الكلي وجزئياته، وليس أجزائه، لأن الجزء لا يصح أن يحكم عليه بحكم العموم الكلي؛ لأن الكلي، لا أجزاء له، وإنما يحكم بالكل على مجموع أجزائه المتناهية، أما أفراد وجزئيات الكلي، فغير متناهية في الوجود الخارجي، فإن القلوب التي هي أفراد عموم اسم الجنس (القبض والبسط) أي التي يحصل لها فعل وحدث القبض والبسط، ليس لها عدد محدد معين، وإنما هي عامة تشمل كل قلوب المكلفين حتى تقوم الساعة، وبهذا تقرر وقوع عموم القبض والبسط في سائر قلوب المكلفين حتى قيام الساعة، وذلك بخروج الريح المميتة التي تقبض أرواح عامة المؤمنين في الأرض كلها، فلا يبق بعد ذلك قلب مؤمن يبتلى بالقبض والبسط، فتبقى شرار القلوب التي يسلط الله عليها نوع واحد من القبض والبسط، هو قبض وبسط العقوبة والطرد، والإبعاد والحرمان، والجهل والافتتان المؤدي إلى الكفر والشرك بالديان سبحانه وتعالى.

الصفحات