كتاب " الوجيز في تربية الطفل في الإسلام " ، تأليف أمل إبراهيم الخطيب ، والذي صدر عن دار زهران 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب الوجيز في تربية الطفل في الإسلام
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

الوجيز في تربية الطفل في الإسلام
الأطفال زينة الحياة الدنيا
اعتنى الإسلام بالطفولة وركز على تربية الأطفال بطريقة سليمة.
الإنسان بطبيعته يحب الولد ويحب أن يولد له لأن الولد يعتبر امتداداً له واستمراراً لحياته وحب الحياة غريزة في الإنسان بل هي من أقوى الغرائز ولكن أنى للإنسان الخلود والموت له بالمرصاد فكان الولد هو الذي ينفس عن هذا الحب للخلود واستمرار حياته فحب الولد رغبة فطرية وغريزة في النفس الإنسانية وقد بين الله تعالى ذلك في قوله: ﴿زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة﴾ آل عمران، آية 14.
لقد تحركت هذه الرغبة الفطرية في نفس نبي الله زكريا عليه السلام أن يدعو الله قائلاً ﴿ربِ هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء﴾ الكهف، آية 38.
فإن الأولاد مصدر الاستقرار النفسي وهدوء النفس وطمأنينتها ولهذا كان دعاء المؤمنين ﴿والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً﴾ الفرقان، آية 74.
فالأولاد نعمة عظيمة تستحق شكر الله تعالى ﴿وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا﴾ الإسراء، آية 6.
فالأولاد قرة أعين ولهم مكانتهم في القرآن الكريم الذي صور عواطف الآباء نحوهم بشكل دقيق وقد دعا الإسلام إلى كثرة الإنجاب وفي الحديث الشريف "تكاثروا تناسلوا فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة".
ولهذا كانت الذرية نعمة من نعم الله على الإنسان إذ أن الله منَّ بها على نفس الإنسان للإنسان عن غريزته بحب البقاء واستمرار حياته قال تعالى: ﴿لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور، أو يزوجهم ذكراناً وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير﴾ الشورى، آية 49-50.
يقول سيد قطب: والذرية مظهر من مظاهر المنح والمنع والعطاء والحرمان وهي قريبة من نفس الإنسان والنفس شديدة الحساسية بها فلها من هذا الجانب أقوى وأعمق ولهذا كانت النعمة من الله على عباده تستوجب من العبد الشكر.
إن في المجتمع الإسلامي بعض آباء ينظرون إلى البنت نظرة تختلف عن نظرتهم إلى الولد ويعود السبب إلى البيئة الفاسدة التي رضعوا منها والمتشبعة بأفكار العصر الجاهلي ويعود إلى ضعف الإيمان وزعزعة اليقين لكونهم لم يرضوا بما قسمه الله لهم من إناث إنهم لا يملكون هم ولا نساؤهم ولا من في الأرض جميعا أن يغيروا من خلق الله شيئاً.

