أنت هنا

قراءة كتاب الوجيز في تربية الطفل في الإسلام

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الوجيز في تربية الطفل في الإسلام

الوجيز في تربية الطفل في الإسلام

كتاب " الوجيز في تربية الطفل في الإسلام " ، تأليف أمل إبراهيم الخطيب ، والذي صدر عن دار زهران 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 8

تعدد الزوجات

كان تعدد الزوجات منتشراً بين الشعوب قبل الإسلام وعندما جاء الإسلام أباح تعدد الزوجات لقوله تعالى: ﴿فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع﴾ النساء، آية 3.

وقد حدد الإسلام في هذه الآية عدد الزوجات بأربع ولا يجوز للرجل أن يزيد عليهن، فقد روى أن غيلان الثقفي أسلم وتحته عشر نسوة فقال عليه السلام: "أخذ منهن أربعاً وفارق سائرهن".

فالذي يجب أن يُعلم أن الإسلام دين الفطرة ويعالج المواقع بما يهذبه ويبعده عن الإفراط والتفريط وهذا ما نشاهده جلياً في موقفه من تعدد الزوجات فإنه لاعتبارات إنسانية فردية واجتماعية هامة أباح للمسلم أن يتزوج بأكثر من واحدة.

شروط تعدد الزوجات في الإسلام

أباح الإسلام تعدد الزوجات بشروط

1) أن يعدل الزوج بين زوجاته في حقوقهن من مأكل وملبس ومسكن وحسن المعاشرة والمعاملة والمبيت والنفقة وكل أمر مستطاع لأن هذه الحقوق أوجبها الإسلام للزوجة على زوجها فمن علم أنه لا يقدر على تحقيق ذلك فلا يجوز أن يتزوج بأكثر من واحدة. قال تعالى: ﴿فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعدلوا﴾النساء،آية3.

أما العدل بين الزوجات في المحبة والميل القلبي وذلك في المشاعر والأحاسيس فإنه غير مكلف بها لقوله تعالى: ﴿ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة﴾ النساء، آية 129.

2) القدرة على الإنفاق على زوجاته، وقد حذر الإسلام من عدم العدل بين النساء أو تفضيل إحداهن على الأخرى.

3) أن لا يجتمع أكثر من أربع زوجات في وقت واحد.

الحكمة في إباحة التعدد:-

1- المرض

قد تمرض الزوجة مرضاً مزمناً أو معدياً ومنفراً يمنع من المعاشرة الزوجية فقد أباح الإسلام للرجل أن يتزوج بأخرى مع الإبقاء على الأولى منعاً لها من التشرد وهذا أفضل للزوجة المريضة بدلاً من تطليقها.

2- العقم

إذا كانت الزوجة عقيماً لا تلد (لا تنجب) والزوج يرغب في الولد وهذه رغبة لا يحق لأحد منعه من تحقيقها ولا تكون الذرية إلا بالزواج فله أن يتزوج بامرأة أخرى لعل الله أن يرزقه منها الذرية مع الإبقاء على زوجته الأولى وإعطائها حقوقها.

3- الزيادة في عدد النساء

يتعرض المجتمع لظروف يضطر معها إلى الأخذ بمبدأ تعدد الزوجات عندما يزيد عدد النساء على الرجال زيادة كبيرة بسبب الحروب التي تفتك بالرجال دون النساء أو كانت الزيادة طبيعية بارتفاع عدد المواليد الإناث وقلة المواليد الذكور وتجعل عدد النساء أكثر منهم فإنه لا بد من حل لمعالجة هذا الأمر حتى لا تؤدي الزيادة في عدد النساء إلى شيوع الفساد وانتشار الفاحشة والأمراض الشائعة لعدم وجود العدد الكافي من الرجال للزواج بهن وحتى لا يبقين دون زواج فإن الإسلام أباح تعدد الزوجات وهذا حماية للمرأة من البؤس والشقاء.

4- قد يكون بعض الناس ذا طاقة جنسية كبيرة ولكنه رزق بزوجة قليلة الرغبة في الرجال أو تطول عندها فترة الحيض أو نحو ذلك والرجل لا يستطيع الصبر. أفلا يكون الحل الأمثل لمثل هذه الظروف إباحة التعدد بدلاً من البحث عن الحرام.

5- في تعدد الزوجات إكثار للنسل وفي كثرة النسل زيادة للقوى العاملة المجاهدة في الأمة مصداقاً لقوله (ص) "تناكحوا وتكاثروا فإنني اباهي بكم الأمم يوم القيامة" بالإضافة إلى الحفاظ على نقاء النسل وصيانة الأنساب من الاختلاط وخير مثال على ذلك قتل اليهود الأعداد الكبيرة من الشباب في غزة والضفة الغربية.

6- وبذا يظهر أن إباحة الإسلام لتعدد الزوجات تهدف إلى ضمان مصلحة الفرد والمجتمع ذلك لأنه نظام يقوم على عدم اعتراف الإسلام بأية علاقة جنسية بين الرجل والمرأة عن غير طريق الزواج.

زوجات النبي (ص)

تزوج النبي ص عدداً من النساء بلغ إحدى عشر امرأة كانت لهن مكانة خاصة ومنزلة عظيمة عند المسلمين وكان لهن مواقف مشهورة في نصرة الدعوة الإسلامية وفي نشر أحكام الإسلام وكان المسلمون يرجعون إليهن لمعرفة الأحكام الشرعية وبخاصة الأحكام المتعلقة بالنساء وقد سمى الله تعال زوجات النبي (ص) امهات المؤمنين قال تعالى "النبي أولى المؤمنين من أنفسهم وأزواجه وأمهاتهم" الأحزاب:6.

فقد تزوج سيدنا محمد السيدة خديجة رضى الله عنها ولم يتزوج غيرها حتى توفيت ثم تزوج زوجاته الأخريات لحكم شرعية أهمها:

1- الحكمة التشريعية

فقد تزوج عليه السلام من السيدة زينب بن جحش بعد ان طلقها زوجها زيد بن حارثة رضي الله عنه لالغاء حكم التبني الذي كان سائداً في الجاهلية وإلغاء الأحكام المترتبة عليهن قال تعالى: "فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطراً وكان أمر الله مفعولاً". الأحزاب 37.

2- الحكمة السياسية

فقد دخل أقوام في الإسلام تتجه مصاهرة الرسول لهم كما حدث حين تزوج الرسول (ص) من جويرية بنت الحارث سبباً في اسلام قومها وتزوج صفية بنت حبي بن أخطب استمالة لقومها يهود بني النضير وتزوج ام حبيبية رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها تأليفاً لقلب أبي سفيان.

3- توطيد العلاقة مع أصحابه وتوثيق الصلة بهم كما في زواجه من عائشة رضي الله عنها وحفصة بنت عمر رضي الله عنها.

4- الحكمة التعليمية

كان الرسول ص يعلم زوجاته الأحكام الشرعية ليقمن بدورهن نساء المسلمين خاصة في أمور تخص النساء كالحيض والنفاس والجنابة والأمور الزوجية لأن النساء تستحي أن تسأل الرسول ص مثل هذه الأمور.

الصفحات